رئيس الحكومة التونسية يزور القيروان لحل مشكلات التنمية

TT

رئيس الحكومة التونسية يزور القيروان لحل مشكلات التنمية

يزور يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، ‎لمدة ثلاثة أيام مدينة القيروان (وسط البلاد)، يرأس خلالها وزراء حكومته في إطار «انتهاج سياسة جديدة تعتمد القرب مع الجهات، والتعرف على مشاغلها بصفة مباشرة».
ووفق مصادر حكومية تحدثت لها «الشرق الأوسط»، فإن هذا القرار الحكومي يأتي إثر اجتماع الشاهد بمديري المصالح الإدارية في الجهة ووقوفه على النسق البطيء لتقدم المشروعات، وسيعقد صباح اليوم (الخميس) مجلساً وزارياً مصغراً للنظر في مختلف مشكلات التنمية في ولاية (محافظة) القيروان.
وانتقل الشاهد إلى مدينة القيروان منذ الليلة قبل الماضية رفقة طاقم حكومي مهم، ضم وزراء التجارة والتربية، ووزير أملاك الدولة والشؤون العقارية، ومن المنتظر أن يصدر الشاهد قرارات مهمة بعد الزيارات الميدانية التي سيقوم بها داخل عدد من مناطق الجهة، بعيداً عن تقارير المسؤولين الجهويين، كما سيتم الاتصال مباشرة بالمواطنين والاطلاع على قضاياهم الأساسية. كما ينتظر أن يشرف الشاهد خلال هذه الزيارة على موكب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في جامع عقبة بالقيروان.
والتقى الشاهد أمس بعض ممثلي المنظمات الاجتماعية، واطلع على الإشكاليات التي تواجهها الجهة، وتعوق تقدمها الاقتصادي والاجتماعي. كما زار صباح أمس سوق الخضراوات والغلال والأسماك في القيروان، وتحدث مع عدد من الفلاحين والتجار حول غلاء الأسعار، وضرورة المحافظة على القدرة الشرائية لمختلف الشرائح الاجتماعية. وفي هذا الشأن، قال مسعود الرمضاني، رئيس منتدى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية (منظمة حقوقية مستقلة) لـ«الشرق الأوسط»: إن منطقة القيروان «تعد من بين أكثر المناطق التونسية تهميشاً، وتعرف أعلى نسبة من الأمية والفقر المدقع، كما أن معظم مشروعات الحكومة تبقى حبراً على ورق نتيجة عوامل بيروقراطية، وغياب التمويلات العامة والخاصة، إضافة إلى مشكلات عقارية متعددة تعرقل تنفيذ معظم المشروعات».
وفيما يتعلق بزيارة الشاهد إلى منطقة القيروان، قال الرمضاني، الذي نشأ في القيروان: إن الزيارة قد تسجل مكاسب مهمة لفائدة سكان القيروان: «لكن الأهالي هناك لا يرغبون في زيارة لها أهداف إعلامية أو سياسية، وما على الحكومة إلا التوجه إلى الجهات الفقيرة التي تطالب بحقوقها بصفة سلمية، وإلا تكون تنقلات المسؤولين الحكوميين استجابة لضغوط اجتماعية آنية، بل لحاجات أكيدة لتلك المناطق»، حسب تعبيره.
وتخشى الحكومة من اندلاع احتجاجات اجتماعية خلال شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) المقبلين، وذلك على خلفية مجموعة من الإجراءات الحكومية المؤلمة والقاسية، التي تضمنها قانون المالية الخاص بالسنة المقبلة، ومن بينها رفع قيمة الأداءات، وإقرار زيادة مرتقبة على عدد من المواد الاستهلاكية.
وعرفت مناطق القصرين وجزيرة قرقنة وتطاوين وقبلي ومناطق تونسية أخرى خلال السنة الماضية مجموعة من المظاهرات للمطالبة بالتنمية وتوفير فرص العمل، وقد اضطر أعضاء من حكومة الشاهد إلى التنقل إلى تلك المناطق الساخنة، والتفاوض مع المحتجين، والاستجابة لعدد كبير من مطالبهم تحت ضغط الاحتجاجات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.