مصر: إزالة آثار «مذبحة المصلين» بمخطط للتنمية... و«تأهيل» للمتضررين

الحكومة تدرس توفير فرص عمل للسكان وإقامة مشروعات صغيرة

مصريون يتلقون العزاء في أحد ضحايا «مذبحة المصلين» بمسجد الروضة في سيناء (أ.ف.ب)
مصريون يتلقون العزاء في أحد ضحايا «مذبحة المصلين» بمسجد الروضة في سيناء (أ.ف.ب)
TT

مصر: إزالة آثار «مذبحة المصلين» بمخطط للتنمية... و«تأهيل» للمتضررين

مصريون يتلقون العزاء في أحد ضحايا «مذبحة المصلين» بمسجد الروضة في سيناء (أ.ف.ب)
مصريون يتلقون العزاء في أحد ضحايا «مذبحة المصلين» بمسجد الروضة في سيناء (أ.ف.ب)

بدأت مصر، أولى خطوات إزالة الآثار الناجمة عن «مذبحة المصلين» التي راح ضحيتها 305 أشخاص (بينهم 27 طفلاً) في محافظة شمال سيناء يوم الجمعة الماضي، وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء، أمس، عن وضع «مخطط تنموي شامل لمركز بئر العبد» الذي شهد الواقعة، فضلا عن إيفاد فرق طبية للتأهيل النفسي للمتضررين من الأهالي الذين فقدوا الكثير من ذويهم، والجرحى والناجين.
وقال القائم بأعمال رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، إن الحكومة ستسرع في تنفيذ «كافة الإجراءات المتعلقة بمتابعة الحادث وتداعياته، وأهمها قيام هيئة التخطيط العمراني بوضع مخطط تنموي شامل لمركز بئر العبد لتلبية كافة الاحتياجات التنموية المختلفة في هذه المنطقة، فضلاً عن الاستمرار في متابعة الحالة الصحية للمصابين، وسرعة إنهاء إجراءات صرف التعويضات المالية المقررة، وتقديم كافة الخدمات اللازمة للمواطنين في منطقة القرية وتوابعها، بما في ذلك توافر المواد الغذائية».
وكان الحادث تسبب في إصابة 128 شخصاً، وقالت النيابة العامة إن «ما بين 25 إلى 30 مسلحاً كانوا يرفعون رايات سوداء، هاجموا المصلين في مسجد الروضة، وأطلقوا الرصاص عليهم بشكل عشوائي».
وعرض وزير الصحة أحمد عماد، على حضور الاجتماع الذي شارك فيه وزراء التضامن، والتنمية المحلية، ومحافظ شمال سيناء، وممثلون لجمعيات أهلية، إجراءات المتابعة الصحية، والتي تضمنت «تحريك عدد كبير من سيارات الإسعاف بلغ نحو 199 سيارة، نقلت المصابين والجثامين، ما بين قرية الروضة، وكل من مستشفى بئر العبد والعريش، ثم مستشفى الإسماعيلية العام، ثم إلى القاهرة لكل من مستشفى دار الشفاء ومعهد ناصر».
وقال إن «عدد الوفيات بلغ 305 شهداء، منهم 11 توفوا أثناء نقلهم لمستشفيات خارج شمال سيناء، وإن فرق الوزارة والمستشفيات انتهت من التدخل الجراحي لكل الحالات المصابة، وإن مسعفين اثنين توفيا أثناء أدائهما للصلاة بالمسجد الذي شهد الهجوم».
وقررت رئاسة الوزراء، تنفيذ «إجراءات عاجلة» لمساندة أهالي الضحايا، تضمنت صرف محافظة شمال سيناء إعانة قدرها 10 آلاف جنيه لأسرة المتوفى، و5 آلاف جنيه للمصاب، فضلاً عن التعويضات المالية المقررة لهم، وذلك إلى جانب التنسيق مع وزارة العدل لاتخاذ الترتيبات اللازمة لتسهيل استخراج إعلام الوراثة، حتى تتسنى سرعة صرف التعويضات.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أصدر قراراً، أول من أمس، بصرف تعويضات للضحايا، بواقع 200 ألف جنيه لأسرة كل شهيد، و50 ألف جنيه لكل مصاب في الهجوم الإرهابي.
وتضمنت القرارات الحكومية، التزام وزارة التضامن والجمعيات الأهلية بتوفير «إعانات غذائية لمدة 3 أشهر لأهالي القرية»، وإجراء «بحث اجتماعي سريع لحصر احتياجات القرية تمهيداً لتلبيتها، وبخاصة توفير فرص عمل ملائمة لسكان هذه المنطقة، فضلاً عن المساعدة في إقامة مشروعات صغيرة وفقاً للأنشطة الاقتصادية الملائمة للمنطقة».
وبحسب رئاسة الوزراء، فإن «جمعية الهلال الأحمر المصري» بالتنسيق مع «إدارة الطب النفسي بوزارة الصحة» ستتولى «إيفاد فرق للتأهيل النفسي لأهالي القرية مع التركيز على السيدات والأطفال»، إضافة إلى «رفع الخدمات بالقرية فقد تم التوجيه برفع كفاءة المنازل الأكثر احتياجاً في المنطقة، وذلك من خلال مبادرة (سكن كريم) التي تتولاها وزارة التضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية، ودراسة احتياجات المنطقة من المتطلبات التنموية من خلال رفع كفاءة البنية التحتية وتطوير المرافق والخدمات لا سيما في مجالي الصحة والتعليم والصرف الصحي ومياه الشرب، حيث تمت الإشارة إلى ما تم توفيره من تجهيزات طبية على مستوى مستشفيي بئر العبد والعريش، مع ضمان توفير احتياجات المنطقة من المستلزمات الطبية، فضلاً عن التوسع في إنشاء مدارس مجتمع بالقرية وتوابعها».
وفي سياق آخر، تسبب تعليق صحافي نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية بشأن الهجوم الأخير، في إثارة تعليق المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المستشار، أحمد أبو زيد، والذي نشر تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، وجاء فيها، أنه «شعور جارف بالصدمة والغضب لقراءة مقال جريدة الغارديان حول اعتداء مسجد الروضة الإرهابي. نموذج صارخ للمعايير المزدوجة وانتهاك لقرار مجلس الأمن 2354 الذي يحظر بشكل واضح تمجيد أو تبرير أو التحريض على أعمال الإرهاب».


مقالات ذات صلة

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا تصاعدت التهديدات الإرهابية على الحدود الجنوبية للجزائر (أرشيفية - متداولة)

إسبانيا تعلن اختطاف أحد مواطنيها شمال أفريقيا

قالت وزارة الخارجية الإسبانية، الجمعة، إن رجلاً إسبانياً اختُطف في شمال أفريقيا، دون تقديم تفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد )
آسيا مسلمون شيعة يرددون شعارات تنديداً بمقتل أفراد من طائفتهم على يد مسلحين في منطقة كورام (أ.ب)

باكستان: 10 قتلى بهجوم على موكب شاحنات في ظل أعمال عنف طائفية

قُتل ثمانية مدنيين وعنصران من قوى الأمن في هجوم، الخميس، استهدف موكب شاحنات تنقل مواد غذائية في شمال غربي باكستان الذي يشهد أعمال عنف طائفية.

«الشرق الأوسط» (بيشاور)
آسيا أقارب وسكان محليون يحضرون جنازة ضابط شرطة قُتل على يد مسلحين مشتبه بهم في ديرا إسماعيل خان بباكستان في 15 يناير 2025... وتشهد باكستان موجة من عنف المتمردين لا سيما في مقاطعات خيبر بختونخوا الغربية في الشمال (إ.ب.أ)

الجيش الباكستاني يعلن القضاء على 22 إرهابياً

أعلن الجيش الباكستاني القضاء على 22 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية تم تنفيذها في منطقة «وادي تيرا» شمال غربي باكستان

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أفريقيا قادة المناطق العسكرية الحدودية للدول الثلاث خلال اجتماع لنقاش مخاطر الإرهاب (الوكالة الموريتانية للأنباء)

الإرهاب العابر للحدود يثير قلق موريتانيا والسنغال

قرر كل من موريتانيا ومالي والسنغال تعزيز التعاون الأمني على الحدود المشتركة بين الدول الثلاث في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب والجريمة المنظمة.

الشيخ محمد (نواكشوط)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».