معصوم يلتقي قيادات كردية «لتهيئة أجواء المفاوضات»

نازحو طوزخورماتو يتظاهرون ضد حكومتي بغداد وأربيل

TT

معصوم يلتقي قيادات كردية «لتهيئة أجواء المفاوضات»

التقى الرئيس العراقي فؤاد معصوم في السليمانية قيادات حزبية في مستهل زيارته إلى إقليم كردستان، لبحث تطورات الوضع السياسي والمشكلات القائمة بين أربيل وبغداد، فيما تظاهر مئات من نازحي طوزخورماتو احتجاجاً على سوء أحوالهم المعيشية. ويتوقع أن يلتقي ممثلون عنهم بالرئيس معصوم لحضه على بذل الجهود لإخراجهم من الوضع المتأزم الذي يعانونه.
وقال مصدر من مكتب الرئيس لـ«الشرق الأوسط» إن معصوم «سيواصل مشاوراته مع جميع القوى السياسية في الإقليم، بهدف تهيئة الأجواء لانطلاق المفاوضات بين الحكومتين الاتحادية وفي إقليم كردستان، وكذلك توحيد الموقف من تشكيلة الوفد الكردي المزمع إرساله إلى بغداد».
وأشار المصدر إلى أن «الرئيس التقى في مستهل زيارته إلى الإقليم بقيادات الاتحاد الوطني الكردستاني، وبحث معها أهمية توحيد الصف الكردي في هذه الظروف، والتقى قيادات حركة التغيير للهدف نفسه، ويتوقع أن يزور أربيل خلال اليومين المقبلين لاستكمال المباحثات مع قياداتها». وتظاهر مئات من نازحي مدينة طوزخورماتو احتجاجاً على سوء أحوالهم المعيشية، وطالبوا بلقاء رئيس الجمهورية لنقل معاناتهم ومطالبهم إليه وحثه على بذل الجهود مع الحكومتين الاتحادية وفي إقليم كردستان «لضمان عودتهم إلى ديارهم، أو على الأقل تأمين مستلزماتهم الحياتية في مناطق النزوح».
ورفع المتظاهرون شعارات تدين صمت الحكومتين على أوضاعهم. ووجهوا رسالة إلى مكتب الأمم المتحدة في العراق والسفارات الأجنبية وحكومتي بغداد وأربيل ومحافظ صلاح الدين وقائمقام قضاء طوزخورماتو، أشارت إلى أنه «منذ أحداث 16 أكتوبر (تشرين الأول) ونحن نعيش في حالة مأساوية خطيرة في ظل صمت جميع الأطراف الحكومية، ونؤكد أن صمت الحكومة والمجتمع الدولي عن الظلم الواقع بحقنا هو انتهاك صارخ لجميع القوانين الإنسانية، وأن صمت حكومة الإقليم تحديداً لا يقل عن الظلم والتعدي الذي مارسته أطراف سياسية ضدنا».
وأضافت الرسالة أن «الكل يعلم أنه بعد سيطرة قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي على مدينتنا، قامت قوات الحشد التركماني بإحراق العشرات من منازلنا ونهبها وتخريبها، بل إنها مارست كل أشكال القمع والعنف ضد السكان الكرد المتبقين هناك، وهذا في وقت حارب الأكراد كتفاً إلى كتف مع الأخوة التركمان والعرب ضد تنظيم داعش الإرهابي وحافظوا على أمن وسلامة وأعراض التركمان والعرب، ومن المستغرب أن يهجروا اليوم بيد هؤلاء الذين دافعوا عنهم». وتابعت: «لقد جئنا اليوم لنوصل رسالة سلام إلى جميع الأطراف ونطالب الحكومة بتسهيل رجوعنا إلى منازلنا وديارنا بشرف، وليس بالذل».
وحددت عدداً من المطالب لضمان العودة، وهي: «العمل السريع من أجل إعادة جميع النازحين إلى مناطقهم، وتشكيل لجنة لمتابعة أوضاع النازحين وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بمنازلهم، وتطبيع أوضاع المدينة وإقرار الأمن فيها ليتعايش الجميع بسلام، وأخيراً إرسال قوات محايدة إلى المدينة لتولي الملف الأمني، وإرسال قوات دولية إذا تطلب الأمر ذلك».



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».