كشفت مصادر إسرائيلية أمنية، أمس، أن ما بين 800 و1500 مقاتل من «داعش»، غالبيتهم من المصريين، ومعهم نشطاء أجانب وصلوا إلى سيناء قادمين من ليبيا، عبر الصحراء الغربية، في الأسابيع الأخيرة لتنفيذ مهمات. وأن العملية الرهيبة في مسجد الروضة في سيناء، يوم الجمعة الأخيرة، هي جزء من مخطط يرمي إلى جعل سيناء أفغانستان ثانية، ولا تخلو من روح التنافس والصراع ما بين «داعش» و«القاعدة».
وأضافت هذه المصادر، أن «هذا ليس أول هجوم من هذا القبيل نفذه (داعش) في مصر، لكن نطاقه غير المسبوق يمكن أن يشير إلى تغيير في نشاط (داعش). ويمكن أن يُعزا ذلك إلى رغبة التنظيم في إظهار قدرات مثيرة على خلفية هزائمه في العراق وسوريا، وإلى استراتيجية جديدة يتطلبها وضعه الجديد، يتم في إطارها شن الهجمات الجماعية في البلدان الإسلامية بدلاً من استراتيجية الاستيلاء على الأراضي. ولكن لدى (داعش) في سيناء سبب فريد آخر لمحاولة إقناع أتباعه، ويتعلق بالصراع المتجدد بينه وبين تنظيم القاعدة المعروف باسم جند الإسلام (جيش الإسلام) في سيناء. ويتجنب تنظيم القاعدة في مصر عموماً الإضرار بالمدنيين المسلمين، ويوجه نشاطه الرئيسي ضد قوات الأمن والمسؤولين الحكوميين والأهداف العسكرية. ولكن منذ سيطرة (داعش) على مناطق العراق وسوريا، ارتفعت شعبيته بين المنظمات المحلية في سيناء وتركت الكثير من هذه المنظمات، بما في ذلك التنظيمات الفاعلة في سيناء، تنظيم القاعدة وأقسمت الولاء لـ(داعش)، الذي أسس بواسطتها (ألوية الدولة الإسلامية) في تلك البلدان. ويمكن للتنظيم الآن، التخوف من التسرب العكسي للموالين له، وذلك ضمن أمور أخرى، بسبب التقدير بأنه لن يتمكن من توفير التمويل الذي جرف إلى صفوفه المنظمات المحلية في البلدان الإسلامية».
وتابعت: «يمكن لصراع البقاء في المنظمات الإرهابية أن يؤدي إلى تكثيف نشاطها الإرهابي، لكنه يمكن أن يلعب أيضاً إلى أيدي قوات الأمن المصرية، كما حدث في بلدان أخرى واجهت صراعات مماثلة. لقد ميزت الهجمات على المساجد عمليات (داعش) في سوريا والعراق، بينما كانت مثل هذه الهجمات لا تحدث في مصر. إن حجم الهجوم وحقيقة ارتكابه ضد المصلين قد يؤدي أيضاً إلى تحول في موقف السكان البدو في سيناء تجاه التنظيم».
يذكر أن «مذبحة المصلين» في «الروضة»، احتلت عناوين وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتضمنت التقارير الإسرائيلية تقديرات لرجال المخابرات الحاليين والسابقين، الذين ينتقدون أداء الأمن المصري من جهة، ولكنهم يعتبرون القضاء على الإرهاب في مصر «مهمة جبارة تحتاج إلى أموال طائلة، لأنها يجب ألا تقتصر على الأمن، بل أنْ تشمل خطط تنمية تبعد الشعب عن قوى الإرهاب». وحذر بعضهم من أن المخطط الحالي لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» الآن هو نقل أحداث أفغانستان إلى سيناء المصرية.
وكان مسؤول عسكري إسرائيلي قد عرض، أمس، تقديم المساعدة لمصر، إذا طلبت ذلك، في مكافحة الإرهاب. ومع أن المسؤول نفى تلقي أي طلب من الجانب المصري لزيادة عدد قطع أو أفراد للجيش في سيناء، فقد أكد أنه «في خضم الحملة التي يشنّها الأمن المصري هناك في أعقاب اعتداء مسجد الروضة، تقف إسرائيل وعشرات الدول الغربية في العالم إلى جانب مصر، لأن الإرهاب بات يهدد العالم بأسره».
وفي سياق آخر، بدأ الجيش الإسرائيلي، أمس (الأحد)، تدريبات عسكرية جنوب إسرائيل، على حدود قطاع غزة وسيناء المصرية، وسيستمر حتى الخميس القادم. وأكد الناطق بلسان الجيش أن توقيت التمرين حُدد مسبقاً، قائلاً: «إنه لا علاقة لذلك بالتطورات الأخيرة في المنطقة». وقال الخبير العسكري أليكس فيشمان، إنه «لا يمكن أن تجدوا لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حلولاً سحرية لوقف الإرهاب في بلاده. منذ توليه منصبه عام 2013، وهو يخوض صراعاً عبثياً ضد المنظمات العاملة في سيناء والصحراء الغربية، والتي تنفذ هجمات في المدن الكبرى، أيضاً. يمتلك السيسي تكنولوجيا متقدمة زوّدته بها الولايات المتحدة، ووفقاً لمصادر أجنبية، تسهم إسرائيل، أيضاً، بسخاء في استخباراتها للمساعدة في هذا الصراع الذي يتعلق بها بشكل مباشر أيضاً».
تقديرات إسرائيلية بتسلل أكثر من 800 إرهابي من ليبيا إلى مصر
تقديرات إسرائيلية بتسلل أكثر من 800 إرهابي من ليبيا إلى مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة