مؤتمر الرياض: وفد موحد للمعارضة السورية لمفاوضة النظام في جنيف

رحيل الأسد {سقفه التفاوضي} رغم تحفظ منصة موسكو... واستئناف المشاورات اليوم لتسمية الأعضاء وآلية العمل

TT

مؤتمر الرياض: وفد موحد للمعارضة السورية لمفاوضة النظام في جنيف

أعلنت قوى المعارضة السياسية والعسكرية السورية المجتمعة في الرياض، أمس، تشكيل {وفد موحد} من 50 شخصاً {يتولون مهام التفاوض ويمثلون أطياف المعارضة كافة}، على أن تختارهم خلال اجتماع اليوم. وشددت على تمسكها بمسار جنيف لتسوية الأزمة تحت رعاية الأمم المتحدة، مطالبة بإجراء {مفاوضات مباشرة غير مشروطة}.
وبعد اجتماع استمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم في الرياض، تلا رئيس منصة القاهرة للمعارضة السورية فراس الخالدي بيان المؤتمر الذي تضمن دعوة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى {استئناف المفاوضات من دون شروط للحل السياسي على أساس قرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف 1}.
وأشار الخالدي إلى أن المشاركين {أجمعوا على خروج (بشار) الأسد ونظامه من الحكم، وتحفظت منصة موسكو... كما شكروا السعودية على ما وفرته لإنجاح الاجتماع}. وأعلن أن اجتماعات إضافية ستعقد اليوم لإجراء {مشاورات ما زالت ضرورية لتحديد التشكيلة النهائية للوفد المفاوض وآليات العمل}. ونفى انسحاب منصتي القاهرة وموسكو.
ورداً على سؤال عن الخلافات التي شهدها الاجتماع، قالت عضو الهيئة العليا للتفاوض بسمة قضماني إنه {لم تكن هناك انقسامات، لكن مناقشات جادة ومفاوضات على نص البيان الختامي... في هذا البيان تفاوضنا على النقاط الجوهرية للعملية التفاوضية، هناك توافق على معظم النقاط في ما يخص مستقبل سوريا التي نريدها دولة ديمقراطية تعددية ذات صفة لا مركزية، وتحديد لعملية الانتقال السياسي وما نعني بنقل الصلاحيات إلى هيئة حكم انتقالي}. وشددت على أن {هناك توافقاً واسعاً مبنياً على وثيقة جنيف 1 والقرار 2254، وهذه المرجعيات الدولية ساعدتنا كثيراً}.
وأوضحت قضماني أن {سقفنا التفاوضي هو أن يغادر النظام ورأسه بشار الأسد عند بدء المرحلة الانتقالية، لكن أؤكد أن هذا ليس شرطاً مسبقاً. نذهب إلى جنيف من دون شروط مسبقة. رؤيتنا أن الانتقال السياسي يحتاج إلى بيئة آمنة تجعل الانتقال السياسي الحقيقي والجذري ممكناً، ونرى أن هذا ليس ممكناً في وجود رأس النظام}. وأضافت: {سنعمل على أن يكون هناك انتقال سياسي جذري حقيقي ليغادر رأس النظام الحكم وتتسلم هيئة انتقالية. كان هناك تحفظ على ذلك من منصة موسكو وسجلته. لكن هناك توافقاً كبيراً وسنشارك بوفد موحد في جنيف}.
وحين سُئلت عن موقف المعارضة من مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي دعت إليه روسيا في منتجع سوتشي، أجابت: {لم يحدد موعد للمؤتمر ولا نعلم ملامحه ولا أهدافه ولا مرجعيته. لذلك نحن نقول اننا نجهز انفسنا لجنيف ومظلة الأمم المتحدة في مسار جنيف الذي انقطع ونعود إليه بوفد موحد يمكننا أن نسميه منصة سوريا هذه المرة. مهمتنا أن ننجز البديل عن نظام بشار الأسد، وليس أقل من ذلك. هذا عملنا وسيستغرق وقتاً. بوجودنا هنا نمثل الطيف الأوسع من الشعب السوري، بآرائه ومكوناته. وجود منصتي القاهرة وموسكو مشجع جداً، ومؤشر على أن المعارضة عازمة على المضي بوفد واحد بكل مكوناتها وارائها}. وأضافت: {خلال أقل من 48 ساعة وضعنا بياناً يفصل الرؤية المستقبلة لسوريا التي توافقنا عليها. والبديل الذي نقدمه لشعبنا عن الوضع والمأساة اليوم، وغداً نحدد من هو رئيس الوفد بآليات ديمقراطية نتشاور حولها}. وشددت على أن مشاورات اليوم لن تشهد {انسحابات أو خلافات أساسية حادة. مما رأيناه اليوم، يمكنن القول انها ستكون عملية سهلة لاختيار قيادة الوفد ووضع التفاصيل}.
وكشف القيادي المعارض هادي بحرة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، عن أنه تم التوافق مع المكونات كافة في المعارضة السوية في الرياض على أن يكون مؤتمر الرياض هو مرجعية وفد التفاوض.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.