البيت الأبيض يعتبر حظر السفر قضية أمن قومي وليس عداء دينياً

يناشد المحكمة العليا السماح بإنفاذ الأمر بالكامل

متظاهرون أمام محكمة سياتل يتظاهرون ضد أمر حظر السفر (أ.ب)
متظاهرون أمام محكمة سياتل يتظاهرون ضد أمر حظر السفر (أ.ب)
TT

البيت الأبيض يعتبر حظر السفر قضية أمن قومي وليس عداء دينياً

متظاهرون أمام محكمة سياتل يتظاهرون ضد أمر حظر السفر (أ.ب)
متظاهرون أمام محكمة سياتل يتظاهرون ضد أمر حظر السفر (أ.ب)

تدفع الإدارة الأميركية في المناشدة التي قدمتها للمحكمة العليا أول من أمس الاثنين بأن أحدث أمر لحظر السفر، الذي يخص مواطنين من دول إسلامية، يختلف عن سابقيه في «كل من الشكل والمضمون» وبأن الاختلافات أظهرت أنه «يستند إلى أهداف متعلقة بالأمن القومي والشؤون الخارجية وليس بعداء ديني».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أصدر أول أمر تنفيذي بشأن حظر السفر يستهدف عدة دول ذات أغلبية مسلمة في يناير (كانون الثاني) بعد أسبوع فقط من توليه المنصب ثم أصدر حظرا آخر معدلا بعدما أوقفت المحاكم الأمر التنفيذي الأول. وانتهى أجل الحظر الثاني في سبتمبر (أيلول) بعد نزاع طويل أمام القضاء. وقال ترمب إن حظر السفر مطلوب لحماية الولايات المتحدة من الإرهاب من جانب إسلاميين متشددين.
وفي الأول من أمس طلبت إدارة الرئيس ترمب من المحكمة العليا، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية، السماح بإنفاذ أحدث قرار أصدر بخصوص حظر السفر بشكل كامل وذلك بعدما قضت محكمة استئناف في كاليفورنيا الأسبوع الماضي بسريان مفعول بعض أجزاء من الأمر.
وكانت لجنة من ثلاثة قضاة بمحكمة استئناف الدائرة التاسعة ومقرها سان فرانسيسكو وافقت في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) على طلب إدارة ترمب بأن توقف ولو مؤقتا العمل بحكم محكمة أقل درجة علق الحظر الجديد. وقضت بأن الحكومة يمكنها أن تمنع دخول أشخاص من ست دول ذات أغلبية مسلمة إذا لم تكن لهم صلات داخل الولايات المتحدة.
كما دفعت إدارة الرئيس بأنه حتى إذا قضت الدائرة التاسعة بتأييد الحظر الجزئي، فإن من المرجح أن تلغي المحكمة العليا هذا القرار لأنها فعلت ذلك «في آخر مرة منعت فيها المحاكم الرئيس من فرض قيود على دخول مواطني دول أجنبية معينة للولايات المتحدة لاعتبارات الأمن القومي». ويعني حكم محكمة الاستئناف الأسبوع الماضي أن الحظر سينطبق فقط على أشخاص من إيران وليبيا وسوريا واليمن والصومال وتشاد ممن ليست لديهم صلات داخل الولايات المتحدة. وأعلن ترمب أمر حظر السفر الأخير في 24 سبتمبر وحل محل أمرين سابقين عرقلتهما محاكم اتحادية.
ويجري تعريف الصلات بأنها علاقات أسرية وعلاقات «رسمية وموثقة» بكيانات أميركية مثل الجامعات ووكالات إعادة التوطين. ومن أصحاب العلاقات الأسرية التي تسمح بدخول الولايات المتحدة الأجداد والأحفاد والأصهار والأعمام والأخوال وأبناؤهم والعمات والخالات وأبناؤهن وأبناء وبنات الأخ أو الأخت لأشخاص موجودين في الولايات المتحدة.
وقالت ولاية هاواي، التي رفعت دعوى لعرقلة القيود، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية، إن قانون الهجرة الاتحادي لا يمنح ترمب سلطة فرض القيود على ست من هذه الدول. ولم تطعن الدعوى على القيود المفروضة على أشخاص من دولتين أخريين واردتين في حظر ترمب هما كوريا الشمالية وفنزويلا. وحكم قاضي المحكمة الجزئية في هونولولو ديريك واتسون الشهر الماضي بأن دفوع هاواي ستقبل على الأرجح.
ويصف المعارضون للحظر بنسخه المختلفة الإجراء بأنه «حظر على المسلمين» قائلين إنه ينتهك الدستور الأميركي بالتمييز على أساس الدين. ومن المقرر أن تستمع الدائرة التاسعة إلى مرافعات شفوية في القضية في السادس من ديسمبر (كانون الأول). وفي قضية موازية في ماريلاند أصدر قاض حكما ضد إدارة ترمب وعرقل سريان جانب من حظر السفر.
وتنظر محكمة استئناف الدائرة الرابعة في ريتشموند بولاية فرجينيا في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) طعنا في قضية ماريلاند التي رفعها الاتحاد الأميركي للحريات المدنية الذي يمثل عدة جماعات تدافع عن اللاجئين منها المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين.
ومن جانب آخر، أعلنت الحكومة الكندية أنها تواجه مشكلة في ترحيل نحو ألف مهاجر صدرت بحقهم قرارات ترحيل لدخولهم البلاد خلسة أو لصدور أحكام قضائية بحقهم، وذلك بسبب رفض الدول التي ينتمي إليها هؤلاء استقبالهم أو إعطاءهم أذونات سفر. وقال المتحدث باسم وزارة الأمن العام سكوت برادسلي، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية، إنه على الرغم من المعاهدات الدولية والاتفاقات الثنائية الموقعة بين كندا وهذه الدول، فإن الأخيرة «ترفض تزويد مواطنيها بأذونات سفر أو أنها ترفض بكل بساطة استقبالهم». ولم يشأ المتحدث تحديد الدول التي رفضت استقبال مواطنيها، مشيرا إلى أن هذا الأمر قد يؤدي إلى إحباط الجهود الدبلوماسية التي تبذلها كندا في محاولة لإقناع هذه الدول بتعديل موقفها. وبحسب البيانات الرسمية لوكالة خدمات الحدود الكندية (ايه إس إف سي) فإن نحو 15 ألف شخص صدرت بحقهم قرارات ترحيل من كندا، أي أقل بخمسة آلاف مما كان عليه عدد هؤلاء قبل سنوات.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.