متطرفون يهود ينشرون صورة الرئيس الإسرائيلي معتمراً الكوفية

بسبب رفضه إصدار عفو عن جندي قتل شاباً فلسطينياً

TT

متطرفون يهود ينشرون صورة الرئيس الإسرائيلي معتمراً الكوفية

تعرض الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين إلى هجوم من قبل عائلة الجندي إليؤور أزاريا وأوساط اليمين المتطرف، على خلفية قراره رفض العفو عن جندي قتل الشاب الفلسطيني عبد الفتاح شريف في مارس (آذار) 2016 وحصل على حكم مخفف من المحكمة العسكرية.
وقال والد الجندي إنه يشعر بخيبة كبيرة من قرار الرئيس «لكن الأمر الأشد بشاعة هو أنني تلقيت النبأ عن طريق الأخبار حين كنت أخضع للعلاج في المستشفى». فيما نشرت شقيقة إليؤور على صفحتها في «فيسبوك» هجوما شديدا على الرئيس، كتبت فيه أنها سمعت من أصدقائها في العمل خبر رفض الرئيس طلب عائلتها، قبل أن يتم تبليغ أسرتها بشكل رسمي، وكتبت بنبرة غاضبة «إنه أمر حقير ومهين. نظام كامل يسمح لنفسه بدوس عائلة بأكملها... أنا أفتقد التعبير بسبب الغضب والنرفزة...كم ستنكلون بعائلتي؟».
لكن الهجمة الأشد تطرفا جاءت من قادة سياسيين ونشطاء في الشبكات الاجتماعية، نشروا صورا مفبركة للرئيس ريفلين، ظهر فيها وهو يعتمر كوفية عربية، فيما نشر البعض الآخر صورة له في بدلة ضابط ألماني نازي.
وقالت وزيرة الثقافة ميري ريغف معلقة على القرار: «من المؤسف جدا أن الرئيس استسلم لضغوط غير مقبولة، واختار التخلي عن اليؤور أيضا. لقد أقيمت مؤسسة العفو تماما لمثل هذه الحالات. لسد الفجوة بين القانون الرسمي والشعور بالعدالة ومشاعر الجمهور العام».
وكان نواب «الليكود» أشد فظاظة وقسوة في تعقيباتهم، إذ قال رئيس الائتلاف النائب ديفيد بيتان: «من المثير أن الرئيس سارع في قضية صديقه أولمرت إلى تفعيل معيار الرحمة، بينما لم يفعل ذلك مع اليؤور، رغم أنه يستحق ذلك».
أما النائب أورن حزان، رئيس الدولة، فقد طالب ريفلين بالاستقالة بقوله: «ريفلين، لقد فقدت شرعيتك في البقاء رئيسا! في موضوع أزاريا فشلت في مهامك! اترك المفاتيح وارجع إلى بيتك. أنت تمثل اليوم ثلث الإسرائيليين لا أكثر»!
وفي المقابل، كانت هناك أصوات قليلة داخل الليكود اختارت مساندة ريفلين، إذ قال الوزير يوفال شطاينتس: «لا مكان للهجوم على الرئيس. أنا أحترم قراره، وأعتقد أنه يمرر رسالة واضحة بأنه لا يمكن لنا التسليم بقتل أسرى أو أشخاص تم إحباطهم تماما». فيما قال النائب يوآب كيش إنه «يجب احترام قرار الرئيس... يمكن التفكير بشكل مختلف، لكن هذا التطرف حول الموضوع زائد، ويسبب الضرر فقط».
وكان ريفلين، قد رفض طلب العفو الذي قدمه الجندي إليؤور أزاريا، وقال مبررا قراره: «من خلال فحص المواد المعروضة توصلت إلى نتيجة مفادها أن المحاكم العسكرية أخذت في الاعتبار الظروف التي تثيرها، والتي يظهر قسم منها في طلب العفو هذا، وأشارت إلى أنها تساهلت في الحكم بسبب أخذها لهذه الاعتبارات». وكتب ريفلين أيضا «في 2017 قرر رئيس الأركان مواصلة تخفيف عقوبتك، وتقليص أربعة أشهر من عقوبة السجن الفعلي المفروضة عليك بدافع الرحمة، مع الأخذ بعين الاعتبار خدمتك العسكرية كجندي على الحلبة التنفيذية. ولهذه الأسباب، أعتقد أن إجراء تخفيف آخر في العقوبة سيمس بحصانة الجيش والدولة، وقيم الجيش، بما في ذلك طهارة السلاح، وهي أسس أساسية في قوة الجيش، وكانت سندا لنا في نضالنا العادل دفاعا عن حقنا ببيت قومي وآمن وبناء مجتمع راسخ».
من جهته، كتب وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ردا على ذلك «في هذه الحالة الفريدة، كان من المناسب أيضا النظر إلى المصلحة العامة، والحاجة إلى رأب التصدع في المجتمع، وأثر الحادث والمحاكمة على جنود الجيش الإسرائيلي والشباب المقبلين على التجنيد. وعلينا ألا ننسى أن الحديث عن جندي متميز ومخرب جاء ليقتل».
ميدانياً، أصيب جندي إسرائيلي فجر أمس بجراح طفيفة نتيجة إطلاق النار من سيناء، وذلك خلال وجوده على الحدود الإسرائيلية - المصرية، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وحسب بيان الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام، فإن حادثة إطلاق النار على ما يبدو وقعت بالخطأ، خلال قتال داخلي في الجانب المصري، دون أن يرد الجيش على مصدر إطلاق النار.
وذكرت مصادر عسكرية أن الحادث وقع في القسم الجنوبي من غزة على المثلث الحدودي لإسرائيل وسيناء وغزة.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي يكثف من وجود قواته في محيط قطاع غزة وشمال سيناء منذ أسبوعين، وذلك في أعقاب تهديدات الجهاد الإسلامي بالرد على تفجير السلاح الحربي الإسرائيلي نفق غزة قبل بضعة أسابيع.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».