{حماس} تتجنب الملف الأمني وتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية

الحمد الله يستبق اجتماعات القاهرة مطالباً ببسط سيادة الحكومة في غزة

عرض للشرطة الفلسطينية في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
عرض للشرطة الفلسطينية في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
TT

{حماس} تتجنب الملف الأمني وتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية

عرض للشرطة الفلسطينية في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
عرض للشرطة الفلسطينية في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)

انتقدت حركة فتح أمس بشكل ضمني كل من يدعو لتطبيق الاتفاق مرة واحدة، خاصة بعد أن استعرضت الحكومة الفلسطينية، العقبات التي تواجهها في قطاع غزة بعد تسلمها لمهامها الشهر الماضي، والتي أهمها التمكن من الملف الأمني والمدني في غزة.
وأمام ذلك كان رد حماس بأن الحكومة الفلسطينية ليست ذات صلة بالملف الأمني، مؤكدة أنها تسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة غدا.
وقالت الحكومة في بيان لها بعد اجتماع طارئ في رام الله برئاسة رامي الحمد الله «إنه لا يمكن لها أن تقوم بمهامها ومسؤولياتها، استناداً إلى القانون الأساسي والقوانين ذات العلاقة النافذة الصادرة أصولاً عن رئيس دولة فلسطين إلا بتمكينها من بسط سيادتها وولايتها القانونية في كافة المجالات الأمنية والمدنية».
وأضافت الحكومة في اجتماع طارئ استبقت فيه اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة غدا، «لم يتم تسلم الوزارات والدوائر الحكومية بشكل فاعل، نتيجة القضايا الخلافية المتعلقة بالموظفين بحجة الانتظار إلى حين انتهاء اللجنة القانونية الإدارية من إنجاز أعمالها في معالجة القضايا المدنية والإدارية الناجمة عن الانقسام كما هو مقرر في موعد أقصاه الأول من فبراير (شباط) 2018».
وانتقدت الحكومة عدم تمكينها كجهة وحيدة من جباية وتحصيل الرسوم والضرائب وبدل الخدمات في قطاع غزة، وعدم تسلمها صلاحيات سلطة الأراضي. كما انتقدت عدم تسليمها المهام الرئيسية لسلطة جودة البيئة.
وفيما بدا ردا على شكاوى الحكومة المتكررة من غياب اتفاق واضح بشأن قضايا متعددة أهمها الملف الأمني، قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يوم الأحد في تصريحات للإذاعة الرسمية إن الاجتماع المرتقب غدا في القاهرة سوف يبحث الخطوات التي نفذت لتمكين الحكومة باعتبارها القضية الأساسية الأولى في كل بنود اتفاق المصالحة بكل لجانه ومحاوره.
وأضاف للإذاعة الفلسطينية الرسمية «كل من يطرح تنفيذ كل محاور اتفاق المصالحة بشكل كامل... اعرف أنت وكل من يستمع أنه لا يريد تنفيذ الاتفاق ولا يريد إنهاء الانقسام يريد أن يضع العصي في طريق التنفيذ».
وكانت حركتا فتح وحماس اتفقتا على تمكين الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ضمن سلسلة خطوات زمنية مع تأجيل ملف الأمن بصفته الملف الأكثر تعقيدا.
وبرز الملف الأمني، كعقدة كبيرة في الأيام الماضية أمام المصالحة، بعدما أصرت السلطة على بسط سيطرتها الأمنية على قطاع غزة بشكل كامل، من دون أي شراكة مع حماس، ورفضت حماس الأمر واتهمت السلطة بالتلكؤ، وحذرت كذلك من أن سلاحها خط أحمر لا يمكن المساومة عليه.
واضطر الرئيس الفلسطيني للتدخل لاحقا، ومنع أي تصريحات جانبية سوى من وفد حركة فتح للحوار، في خطوة تهدف إلى إنقاذ المصالحة.
وتخطط حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تكون بديلا للحكومة الحالية التي يرأسها الحمد الله.
وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو وفدها لحوار القاهرة، إن حركته تريد تشكيل حكومة وحدة وطنية يعلن عن بدء تشكيلها في حوارات القاهرة المرتقبة.
وأضاف في انتقاد لتصريحات الحكومة حول ملف الأمن أن «الملف الأمني في قطاع غزة منعزل عن عمل حكومة الوفاق الوطني، وهو يحظى بمسار خاص».
وأكد الحية أنه تم الاتفاق على دمج 3 آلاف عنصر أمني في المرحلة الأولى من الموظفين الذين طلب منهم الجلوس في منازلهم مع أجهزة غزة (التابعة لحماس).
وقال الحية إن حكومة الحمد الله تسلمت مهامها بشكل كامل في قطاع غزة، وعليه فهي مطالبة بتحمل جميع مسؤولياتها تجاه القطاع.
وطالب الحية بالإسراع في تحديد موعد الانتخابات العامة، مؤكدا على أن الشعب الفلسطيني يجب أن يكون حرا في كل ما تكفله القوانين.
وتابع: «مطلوب وضع جدول زمني لانتخابات المجلس الوطني وسرعة إنجاز قانون الانتخابات، كما يجب إعادة بناء منظمة التحرير».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.