استقبل الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في العاصمة أبوظبي أمس الدكتور فرانك فالتر شتاينماير، وزير خارجية ألمانيا الاتحادية الذي يزور الإمارات.
ورحب ولي عهد أبوظبي بوزير الخارجية الألماني والوفد المرافق له، وبحث معه العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات، وألمانيا، وسبل دعمها وتطويرها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. واستعرض الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووزير خارجة ألمانيا، مجالات التعاون الاستراتيجي بين الجانبين في ظل ما يربط البلدين من روابط صداقة متميزة ومصالح مشتركة في المجالات الاقتصادية والتعليمية والاستثمارية والتنسيق السياسي في ما يخص العديد من القضايا والملفات على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد الجانبان، خلال اللقاء الذي حضره الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، على حرص قيادتي البلدين على ترسيخ علاقاتهما الثنائية والعمل معا من أجل تنميتها وتطويرها وتنويعها، بما يحقق تطلعات الشعبين والبلدين الصديقين. كما تناول اللقاء تبادل وجهات النظر حول المستجدات الراهنة وتطورات الأحداث الأخرى في المنطقة، إضافة إلى عدد من المواضيع والقضايا التي تهم البلدين.
من جهته, أكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي أن بلاده تولي أهمية خاصة لعلاقتها الثنائية وشراكتها الاستراتيجية مع ألمانيا التي ترسخت على مدار أكثر من أربعة عقود وأصبحت أكثر شمولية وحيوية في مختلف المجالات، وهي تقوم على أسس راسخة من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وتعد نموذجا للعلاقات المتطورة بين الدول نظرا لشفافيتها وقوتها وشموليتها في تعزيز تعاونها وأهدافها الساعية إلى تحقيق مصلحة الشعبين الصديقين.
وجاء حديث وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس مع فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا، بعدما اجتمع الطرفان في مقر وزارة الخارجية الإماراتية بأبوظبي.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد إن زيارة وزير خارجية ألمانيا مثمرة، مشيرا إلى استقبال الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة له، وجرى خلاله اللقاء بحث العلاقات الثنائية والدولية.
وقال إن اللقاء مع الوزير الألماني تناول الأوضاع في المنطقة بما في ذلك ضرورة ضمان الاستقرار في مصر ودعم النمو الاقتصادي فيها، وأضاف: «ناقشنا مستجدات مفاوضات مجموعة الـ5+1 مع إيران حول ملفها النووي، كما تطرقنا إلى أهمية الحفاظ على عملية السلام في الشرق الأوسط وتعزيز جهود مكافحة التطرف والعنف ودعم مبادئ التسامح والاعتدال في المنطقة».
وأكد أن ألمانيا تعد شريكا استراتيجيا لدولة الإمارات، حيث بلغ عدد رحلات الطيران المباشرة للركاب ما يقارب 15 رحلة يوميا بين البلدين، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من عشرة مليارات يورو في العام الماضي، إضافة إلى وجود ثلاث مدارس ألمانية في دولة الإمارات، مشيرا إلى أن هناك ما يقارب 1000 شركة ألمانية تدير أعمالها في دولة الإمارات وكل هذه الأرقام في تزايد ملحوظ عاما بعد عام.
وزاد وزير الخارجية الإماراتي خلال المؤتمر الصحافي: «الإمارات تعد موطنا لأكثر من 12 ألف مقيم ألماني يعملون بكل جهد لدفع محرك اقتصاداتنا».
وأعلن الشيخ عبد الله بن زايد عن اتفاقه مع وزير خارجية ألمانيا على تشكيل فريق ثنائي على مستوى عال بين البلدين لبحث القضايا والمستجدات في المنطقة.
من جانبه قال وزير خارجية ألمانيا: «إنه ليسعدني أن نتابع المباحثات الثنائية التي بدأناها مع صديقي وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في برلين، ويسعدني تنامي عدد الشركات الألمانية التي تتخذ من الإمارات مقرا لها ليفوق عددها 1000 شركة»، مشيرا إلى أن هناك عددا من الاستثمارات الإماراتية في ألمانيا وهذا الشيء يعبر عن عمق العلاقة الاقتصادية بين البلدين، وقال: «لكن العلاقات لا تتركز على الجانب الاقتصادي فقط، إنما التعاون بين البلدين يمتد إلى النواحي الثقافية ومجالات أخرى».
وأضاف وزير خارجية ألمانيا: «ما يقلقني هو الوضع الحالي في سوريا، وأنني قمت في جولتي العربية هذه بزيارة إلى لبنان، وما أقلقني ليس فقط عدد اللاجئين السوريين، وإنما حالة عدم الاستقرار التي يعيشونها». كما ذكر وزير خارجية ألمانيا أن بلاده تتفهم أهمية ملف إيران النووي بالنسبة للمنطقة على وجه الخصوص، وأن ألمانيا تطلع عن كثب على تطورات الأوضاع وتتابع المفاوضات الجارية في هذا الشأن.
وأكد وزير خارجية ألمانيا أن كلا البلدين يتشاركان في المساعي المشتركة على الصعيد الدولي ويتشاركان في مساندة بعضهما البعض في عضوية المؤسسات الدولية.
وفي كلمة ألقاها الشيخ عبد الله بن زايد خلال الاجتماع أثنى من خلالها على العلاقات الثنائية مع جمهورية ألمانيا، وبالأخص العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كما ذكر فيها اتفاقه مع وزير الخارجية الألماني على تشكيل فريق عمل ثنائي بين البلدين لبحث القضايا المهمة والمستجدات في المنطقة ولتعزيز الشراكات الثنائية.
وأكد الشيخ عبد الله أهمية دولة الإمارات التي تعد مركزا مهما للوصول للأسواق الناشئة سواء كانت في أفريقيا أو شرق آسيا.
من جانبه أكد وزير الخارجية الألماني أهمية بذل المزيد من الجهود بين البلدين للانتقال لمرحلة أكثر ازدهارا حيث ترافقه نخبة من رجال الاقتصاد والأعمال ومن البرلمان الألماني في هذه الزيارة للاستفادة من الفرص المستقبلية بين الوفدين الاقتصاديين الإماراتي والألماني.
عبد الله بن زايد: من الضروري ضمان الاستقرار في مصر ودعم نموها الاقتصادي
وزير خارجية ألمانيا قلق من الوضع السوري ويؤكد مراقبة الشأن النووي الإيراني عن كثب
عبد الله بن زايد: من الضروري ضمان الاستقرار في مصر ودعم نموها الاقتصادي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة