عبد الله بن زايد: من الضروري ضمان الاستقرار في مصر ودعم نموها الاقتصادي

وزير خارجية ألمانيا قلق من الوضع السوري ويؤكد مراقبة الشأن النووي الإيراني عن كثب

عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في أبوظبي أمس (إ.ب.أ)
عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في أبوظبي أمس (إ.ب.أ)
TT

عبد الله بن زايد: من الضروري ضمان الاستقرار في مصر ودعم نموها الاقتصادي

عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في أبوظبي أمس (إ.ب.أ)
عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في أبوظبي أمس (إ.ب.أ)

استقبل الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في العاصمة أبوظبي أمس الدكتور فرانك فالتر شتاينماير، وزير خارجية ألمانيا الاتحادية الذي يزور الإمارات.
ورحب ولي عهد أبوظبي بوزير الخارجية الألماني والوفد المرافق له، وبحث معه العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات، وألمانيا، وسبل دعمها وتطويرها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. واستعرض الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووزير خارجة ألمانيا، مجالات التعاون الاستراتيجي بين الجانبين في ظل ما يربط البلدين من روابط صداقة متميزة ومصالح مشتركة في المجالات الاقتصادية والتعليمية والاستثمارية والتنسيق السياسي في ما يخص العديد من القضايا والملفات على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد الجانبان، خلال اللقاء الذي حضره الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، على حرص قيادتي البلدين على ترسيخ علاقاتهما الثنائية والعمل معا من أجل تنميتها وتطويرها وتنويعها، بما يحقق تطلعات الشعبين والبلدين الصديقين. كما تناول اللقاء تبادل وجهات النظر حول المستجدات الراهنة وتطورات الأحداث الأخرى في المنطقة، إضافة إلى عدد من المواضيع والقضايا التي تهم البلدين.
من جهته, أكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي أن بلاده تولي أهمية خاصة لعلاقتها الثنائية وشراكتها الاستراتيجية مع ألمانيا التي ترسخت على مدار أكثر من أربعة عقود وأصبحت أكثر شمولية وحيوية في مختلف المجالات، وهي تقوم على أسس راسخة من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وتعد نموذجا للعلاقات المتطورة بين الدول نظرا لشفافيتها وقوتها وشموليتها في تعزيز تعاونها وأهدافها الساعية إلى تحقيق مصلحة الشعبين الصديقين.
وجاء حديث وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس مع فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا، بعدما اجتمع الطرفان في مقر وزارة الخارجية الإماراتية بأبوظبي.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد إن زيارة وزير خارجية ألمانيا مثمرة، مشيرا إلى استقبال الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة له، وجرى خلاله اللقاء بحث العلاقات الثنائية والدولية.
وقال إن اللقاء مع الوزير الألماني تناول الأوضاع في المنطقة بما في ذلك ضرورة ضمان الاستقرار في مصر ودعم النمو الاقتصادي فيها، وأضاف: «ناقشنا مستجدات مفاوضات مجموعة الـ5+1 مع إيران حول ملفها النووي، كما تطرقنا إلى أهمية الحفاظ على عملية السلام في الشرق الأوسط وتعزيز جهود مكافحة التطرف والعنف ودعم مبادئ التسامح والاعتدال في المنطقة».
وأكد أن ألمانيا تعد شريكا استراتيجيا لدولة الإمارات، حيث بلغ عدد رحلات الطيران المباشرة للركاب ما يقارب 15 رحلة يوميا بين البلدين، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من عشرة مليارات يورو في العام الماضي، إضافة إلى وجود ثلاث مدارس ألمانية في دولة الإمارات، مشيرا إلى أن هناك ما يقارب 1000 شركة ألمانية تدير أعمالها في دولة الإمارات وكل هذه الأرقام في تزايد ملحوظ عاما بعد عام.
وزاد وزير الخارجية الإماراتي خلال المؤتمر الصحافي: «الإمارات تعد موطنا لأكثر من 12 ألف مقيم ألماني يعملون بكل جهد لدفع محرك اقتصاداتنا».
وأعلن الشيخ عبد الله بن زايد عن اتفاقه مع وزير خارجية ألمانيا على تشكيل فريق ثنائي على مستوى عال بين البلدين لبحث القضايا والمستجدات في المنطقة.
من جانبه قال وزير خارجية ألمانيا: «إنه ليسعدني أن نتابع المباحثات الثنائية التي بدأناها مع صديقي وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في برلين، ويسعدني تنامي عدد الشركات الألمانية التي تتخذ من الإمارات مقرا لها ليفوق عددها 1000 شركة»، مشيرا إلى أن هناك عددا من الاستثمارات الإماراتية في ألمانيا وهذا الشيء يعبر عن عمق العلاقة الاقتصادية بين البلدين، وقال: «لكن العلاقات لا تتركز على الجانب الاقتصادي فقط، إنما التعاون بين البلدين يمتد إلى النواحي الثقافية ومجالات أخرى».
وأضاف وزير خارجية ألمانيا: «ما يقلقني هو الوضع الحالي في سوريا، وأنني قمت في جولتي العربية هذه بزيارة إلى لبنان، وما أقلقني ليس فقط عدد اللاجئين السوريين، وإنما حالة عدم الاستقرار التي يعيشونها». كما ذكر وزير خارجية ألمانيا أن بلاده تتفهم أهمية ملف إيران النووي بالنسبة للمنطقة على وجه الخصوص، وأن ألمانيا تطلع عن كثب على تطورات الأوضاع وتتابع المفاوضات الجارية في هذا الشأن.
وأكد وزير خارجية ألمانيا أن كلا البلدين يتشاركان في المساعي المشتركة على الصعيد الدولي ويتشاركان في مساندة بعضهما البعض في عضوية المؤسسات الدولية.
وفي كلمة ألقاها الشيخ عبد الله بن زايد خلال الاجتماع أثنى من خلالها على العلاقات الثنائية مع جمهورية ألمانيا، وبالأخص العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كما ذكر فيها اتفاقه مع وزير الخارجية الألماني على تشكيل فريق عمل ثنائي بين البلدين لبحث القضايا المهمة والمستجدات في المنطقة ولتعزيز الشراكات الثنائية.
وأكد الشيخ عبد الله أهمية دولة الإمارات التي تعد مركزا مهما للوصول للأسواق الناشئة سواء كانت في أفريقيا أو شرق آسيا.
من جانبه أكد وزير الخارجية الألماني أهمية بذل المزيد من الجهود بين البلدين للانتقال لمرحلة أكثر ازدهارا حيث ترافقه نخبة من رجال الاقتصاد والأعمال ومن البرلمان الألماني في هذه الزيارة للاستفادة من الفرص المستقبلية بين الوفدين الاقتصاديين الإماراتي والألماني.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.