سقوط 18 انقلابياً في معارك ضارية في الجوف وتعز

الميليشيات قصفت منازل المواطنين بعد خسائرها في البيضاء

TT

سقوط 18 انقلابياً في معارك ضارية في الجوف وتعز

قتل 18 انقلابيا وجرح عشرات آخرون في مواجهات مع قوات الجيش الوطني بجبهات الجوف وتعز، علاوة على سقوط قتلى آخرين في غارات لمقاتلات تحالف دعم الشرعية.
ففي محافظة الجوف، قتل 6 انقلابيين وأصيب آخرون في مواجهات شهدتها منطقتا السداح والزرقة في مديرية المصلوب، في محاولات تسلل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية إلى مواقع الجيش الوطني الذي تصدى لهم، وذكر مصدر ميداني لـ«الشرق الأوسط» سقوط قتلى وجرحى آخرين لم تعرف أعدادهم، وذلك جراء غارة جوية للتحالف استهدفت معسكرا تدريبيا للانقلابين خلال تدريبيهم في منطقة الأجاشر بمديرية خب والشعف.
وأضاف أن «الغارة استهدفت المعسكر التدريبي للانقلابيين الذي تم تجهيزه والتدريب فيه تحسبا لإحراز أي تقدم للجيش الوطني في خب والشعف المحاذية لمديرية كتاف التابعة لمحافظة صعدة، وبعدما دفعت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بتعزيزات جديدة لها؛ آليات عسكرية وقوة بشرية، إلى مواقعها في المصلوب»، لافتا إلى أن الانقلابيين «يريدون حرف مسار المواجهات التي تشهدها جبهة نهم وتقدم الجيش، لتفتح جبهة متاخمة من الجهة الجنوبية لصنعاء».
وفي تعز، قتل أكثر من 12 انقلابيا وأصيب آخرون في معارك مع الجيش الوطني في ريف تعز، جنوب المدينة، في الوقت الذي حققت فيه قوات الجيش من «اللواء 35 مدرع»، تقدما جديدا في جبهة حيفان، وسيطرت على عدد من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة الميليشيا الانقلابية.
وأكد مصدر عسكري في محور تعز لـ«الشرق الأوسط»؛ «مقتل 4 انقلابيين في قصف لمدفعية الجيش الوطني على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في العقيبة وأطراف الحود بمديرية الصلو، علاوة على مقتل 8 آخرين في معارك شهدتها جبهة حيفان».
وقال إن «الجيش تمكن من السيطرة على تبة مربوش وتبتي الكرب والدجج في منطقة المفاليس بمديرية حيفان، في الوقت الذي تصدى فيه لمحاولات تسلل للانقلابيين لاستعادتها، ومحاولات أخرى للتقدم إلى مواقع الجيش الوطني في الشقب وجبل حبشي ومقبنة».
وبالانتقال إلى جبهة البيضاء، جددت الميليشيات قصفها العنيف، بمختلف أنواع الأسلحة، على قرى ومنازل المواطنين بالغول والمحصن والأجردي بمديرية الزاهر، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من الخسائر الكبيرة التي منيت بها في العتاد، وخسرت خلالها عشرات العناصر والقيادات؛ من بينهم رئيس عمليات «اللواء الثالث مشاه جبلي» التابع للحرس الجمهوري سابقاً، التابع للانقلابيين، العميد الركن جبر علي عبد الله السعيدي.
وتركزت أعنف المواجهات في جبهات ذي ناعم وآل حميقان؛ حيث تصدت قوات الجيش والمقاومة الشعبية لهجوم عنيف مصحوب بالقصف من قبل الانقلابيين، ومحاولاتهم التسلل واستعادة مواقع خسروها، وسقط في المواجهات قتلى وجرحى من الطرفين.
كما أكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» مقتل «4 انقلابيين وإصابة 3 آخرين جراء انفجار طاقم عسكري تابع للانقلابيين في إحدى النقاط التابعة لهم في الشارع العام وسط مدينة البيضاء».
بدوره، ثمن قائد مقاومة آل حميقان ومدير مديرية الزاهر، الشيخ عبد القوي عبد الله الحميقاني، دور التحالف في إسنادهم وقصف الآليات العسكرية بمواقع الميليشيات الانقلابية. وقال إن الحملة التي شنتها عليهم الميليشيات الانقلابية سبق «التخطيط والتجهيز لها منذ أكثر من أسبوعين، وكانت بإشراف مباشر من قبل القيادي الحوثي يحيى محمد الشامي، محافظ البيضاء السابق، وبقيادة العميد الركن جبر علي عبد الله السعيدي رئيس عمليات (لواء 3 مشاة جبلي) التابع للحرس الجمهوري سابقا. وبفضل الله تم كسر الحملة». وحذر الميليشيات «من التفكير بالتقدم»، قائلا إن «نهايتهم ستكون في أول خطوة لهم بالمناطق المحررة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.