بيليغرينو ورحلة البحث عن حل هجومي في ساوثهامبتون

لم يشهد الموسم الحالي ما يوحي بأن المدرب الأرجنتيني على موعد مع نجاح أكبر مما حققه سلفه بويل

بيليغرينو ما زال يبحث عن حل لتطوير هجوم ساوثهامبتون (رويترز)
بيليغرينو ما زال يبحث عن حل لتطوير هجوم ساوثهامبتون (رويترز)
TT

بيليغرينو ورحلة البحث عن حل هجومي في ساوثهامبتون

بيليغرينو ما زال يبحث عن حل لتطوير هجوم ساوثهامبتون (رويترز)
بيليغرينو ما زال يبحث عن حل لتطوير هجوم ساوثهامبتون (رويترز)

خلال العام الذي قضاه كلود بويل في تدريب «ساوثهامبتون»، مال المدرب نحو الحديث بصوت خافت على الصعيد المعلن لدرجة تعذر على الكثيرين سماعه.
وعليه، لا يبدو من المثير للدهشة أن أحداً لم يسمع ضحكاته هذا الموسم على الصورة التي يظهر بها ناديه القديم. ومع هذا، فإن هذا لا يعني أن المدرب الفرنسي لا يضحك في نفسه الآن - فمن ذا بمقدوره توجيه اللوم إليه لو فعل ذلك؟
جدير بالذكر أن بويل جرى تسريحه من ساوثهامبتون في يونيو (حزيران) الماضي رغم قيادته الفريق لأفضل مركز لهم على مدار 14 عاماً بإنهاء موسم الدوري الممتاز في المركز الثامن بجدول ترتيب الأندية المشاركة. مع هذا، من الواضح أن أسلوبه في اللعب كان مملاً للغاية وشعر بعض اللاعبين والكثير من مشجعي النادي باستياء إزاء طريقته وعليه، اضطر إلى الرحيل - لكن دعونا نتأمل حال الفريق الآن!
ومع الوصول لفترة التوقف الدولية يحتل ساوثهامبتون المركز الـ13 بجدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، ونجح المدرب الجديد للفريق، ماوريسيو بيليغرينو، في إقرار أسلوب قوي ونشط في اللعب خلال الجولات الـ11 الأولى. في المقابل، بدا مصير بويل محتوماً عندما أخفق الفريق تحت قيادته في تسجيل هدف واحد على مدار ستة من إجمالي المباريات السبعة الأخيرة لهم على أرضهم الموسم الماضي. واللافت أنهم أخفقوا كذلك في تسجيل أهداف خلال أربعة مباريات من إجمالي المباريات الخمس التي خاضوها على أرضهم تحت قيادة بيليغرينو، بما في ذلك تعرضهم للهزيمة بنتيجة 2-0 أمام «وولفرهامبتون واندررز» والتي قضت بخروجهم على الفور من بطولة «كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة» التي كانوا ينافسون عليها الموسم الماضي، وذلك على يد فريق يشارك ببطولة «دوري البطولة الإنجليزية». والواضح أن الجماهير ما تزال تئن بسبب إحباطها من أداء الفريق.
الواضح أن بويل لم يكن المشكلة آنذاك. ومع هذا، فإنه ليس هناك حتى الآن ما يوحي بأن بيليغرينو يملك الحل. كان المدرب الأرجنتيني قد أبدى ميله نحو اللعب بذات الأسلوب الذي انتهجه سلفه، وأجرى اختيارات مشابهة بين صفوف اللاعبين واعتمد على أسلوب كرة قدم يقوم على الاستحواذ. ومع ذلك، لا يزال «ساوثهامبتون» يواجه صعوبة بالغة في تسجيل أهداف. والتساؤل الذي يفرض نفسه هنا: هل ما يزال من المبكر للغاية القول بأن بيليغرينو سيفشل في النهاية أم أنه لم يكن من المنطقي توقع تحقيقه تقدماً على الصعيد الهجومي؟ ربما نعم.
السؤال هنا ليس ما تغير في النادي بقدر ما هو ما لم يصل إليه التغيير. وبطبيعة الحال، فإن الإجابة هي: خط هجوم ساوثهامبتون. الموسم الماضي، حقق النادي المطل على الساحل الجنوبي لإنجلترا عددا أكبر من التمريرات (وإن كان بدرجات متنوعة من الجودة) عن أي فريق آخر، لكن أحداً من مهاجميه اقترب من تسجيل عدد أهداف على امتداد الموسم اقترب من 10 في إطار بطولة الدوري الممتاز. يذكر أن تشارلي أوستن أحرز ستة أهداف، قبل أن يتعرض لإصابة. وسجل مانولو غابياديني أربعة أهداف خلال المباريات الثلاث الأولى له بالدوري الممتاز، لكنه تعرض للإصابة هو الآخر. وقد عاد اللاعب الإيطالي لصفوف الفريق منذ شهور، لكنه لم يستعد بعد كامل تألقه.
الملاحظ أن أوستن يملك بطبيعته القدرة على وضع اللمسات النهائية المناسبة على الهجمات، لكنه يفتقر إلى القدرة على الحركة بما يكفي للاضطلاع بدور المهاجم الوحيد بما يتكيف مع أسلوب اللعب الذي يفضله بويل وبيليغرينو. وعليه، لم يشارك في التشكيل الأساسي في أي من مباريات الدوري الممتاز هذا الموسم.
يتمتع غابياديني هو الآخر بقدرة جيدة على وضع اللمسات الأخيرة على الهجمات عندما يكون في أفضل حالاته، لكنه هو الآخر لم يكن بالقوة والنشاط الكافيين لضمان مكان له في التشكيل الأساسي. من ناحيته، نوع بيليغرينو اختياراته بين الإيطالي وشين لونغ الذي أبدى قدرته على اختراق الدفاعات والمشاركة على نحو أعمق في اللعب (بمتوسط 39 لمسة خلال المباراة في هذا الموسم مقارنة بـ13 بالنسبة لغابياديني) لكنه لم يتمكن من تسجيل الأهداف بانتظام قط.
ولا يزال «ساوثهامبتون» يفتقد المهاجم غراتسيانو بيلي الذي انتقل إلى الصين في يوليو (تموز) العام الماضي، وأنفق الفريق مبلغا قياسيا بلغ 18.1 مليون جنيه إسترليني خلال الصيف لضم لاعب خط الوسط المتألق ماريو ليمينا. كما صرح رئيس النادي رالف كروغر أن الاحتفاظ بفيرجيل فإن دايك كان «رسالة مهمة علينا تأكيدها». بيد أنه بالنظر إلى أنهم كانوا قد ضموا بالفعل لاعب قلب الدفاع ويسلي هودت، فإن الرسالة الأهم ربما كانت تحسين القوة الهجومية للفريق عبر شراء مهاجم قادر على التألق داخل أسلوب اللعب الذي يعتمده الفريق. إما هذا، أو يتعين على بيليغرينو إيجاد أسلوب لعب آخر, ربما يعتمد على لاعبين في الهجوم, الأمر الذي يبدو متردداً إزاءه حتى الآن.
في الوقت الراهن، يبدو المهاجمون ضعيفي الأداء ومن المتعذر الاعتماد عليهم. ورغم أنهم يتألقون في بعض الأحيان فإنه على ما يبدو ليس هناك سبيل محدد لمعرفة كيف سيمارسون سحرهم أمام مرمى الخصم ويطلقون قذائفهم داخل الشباك. من ناحيته، لم يسجل ناثان ريدموند، أكبر هدافي الفريق الموسم الماضي بإجمالي 7 أهداف، سوى هدف واحد خلال الجولات الثماني الأولى في الوقت الذي ينتقل مستوى أداءه من سيئ إلى أسوأ. أما دوسان تاديك فقد بدأ الموسم بأداء واهن، لكن بدأ في استعادة تألقه في الفترة الأخيرة. وبدا سفيان بوفال متألقاً خلال مباراتين، لكن بوجه عام لم يبد أداءً جيداً بما يكفي منذ انضمامه للنادي في يناير (كانون الثاني) ليضمن مكاناً في التشكيل الأساسي. واللافت بالنسبة لستيف ديفيز أنه ظل بمثابة نموذج لتناغم واتساق الأداء على امتداد سنوات حتى الموسم الماضي، ما أثار مخاوف أنه في سن 32 بدأت مهاراته وقدراته في الانحسار.
المؤكد أن «ساوثهامبتون» الذي لطالما تميز بصدق وواقعية رؤيته خلال السنوات الأخيرة، يعاني حالياً فترة من القلق والتوجس. وربما يتعين على بيليغرينو التوصل لسبيل لدفع لاعبيه الموهوبين لتقديم مستوى أكثر تناغماً من الأداء، وربما توافق مؤسسة «جاو جيشينغ» الصينية العقارية العملاقة التي استحوذت على 80 في المائة من النادي في أغسطس (آب)، على توجيه مزيد من الاستثمارات نحو موسم الانتقالات في يناير.


مقالات ذات صلة

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

رياضة عالمية  توخيل يستهل مشواره مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات «مونديال 2026»... (موقع الاتحاد الإنجليزي)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية (من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)

من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

لاعبو نوتنغهام فورست يستحقون الإشادة بعد انطلاقتهم غير المتوقعة... وأونانا يأمل كسب ثقة أموريم بعد مرور 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز

باري غليندينينغ (لندن)
رياضة عالمية باتريك فييرا (رويترز)

جنوى يعين فييرا مدرباً له خلفاً لغيلاردينو

ذكرت شبكة «سكاي سبورت إيطاليا»، الثلاثاء، أن جنوى المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم انفصل عن مدربه ألبرتو غيلاردينو، وعيَّن باتريك فييرا.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات يفتقد الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة (رويترز)

الإصابة تحرم منتخب إنجلترا للسيدات من لورين وإيلا تون

يفتقد منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة في مباراتي الفريق الوديتين ضد الولايات المتحدة وسويسرا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم يقود تدريبه الأول مع مانشستر يونايتد

قاد البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، تدريبات الفريق للمرة الأولى في كارينغتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.