ست دول مجاورة لليبيا تتفق في الجزائر على إطلاق دوريات عسكرية لحماية الحدود

شكل أبرز نقاشات المؤتمر الـ17 لوزراء خارجية دول عدم الانحياز

ست دول مجاورة لليبيا تتفق في الجزائر على إطلاق دوريات عسكرية لحماية الحدود
TT

ست دول مجاورة لليبيا تتفق في الجزائر على إطلاق دوريات عسكرية لحماية الحدود

ست دول مجاورة لليبيا تتفق في الجزائر على إطلاق دوريات عسكرية لحماية الحدود

قال وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز إن «اللقاء التشاوري بين دول الجوار الذي عقد بالجزائر حول الأزمة الليبية، يعد رسالة سياسية قوية للنخب ولكل القوى السياسية، تمهد للإعداد للمصالحة الوطنية وحل الأزمة الليبية». وقالت مصادر دبلوماسية أفريقية بالجزائر، إن وزراء خارجية البلدان المجاورة لليبيا، اتفقوا على وضع ترتيبات أمنية وعسكرية لحماية الحدود.
وصرح عبد العزيز لوكالة الأنباء الجزائرية أمس، غداة نهاية أشغال «المؤتمر الـ17 لوزراء خارجية دول عدم الانحياز»، أن الجزائر «بادرت بعقد لقاءات تشاورية بين الدول المجاورة لليبيا، جرى خلالها مناقشة الشأن الليبي والمسار الديمقراطي في البلاد، وكذا المشكلات المتعلقة بالأمن»، وذلك في إشارة إلى اجتماع وزراء خارجية البلدان المجاورة لليبيا، عقد أول من أمس لبحث التهديدات على الحدود، ومخاطر تدفق السلاح الليبي إلى هذه البلدان.
وشارك في هذا اللقاء، الذي أشرف عليه وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، ووزير الشؤون الخارجية التشادي موسى فاكي محمد، والمنجي حامدي وزير خارجية تونس، وكمال الدين إسماعيل سعيد وزير خارجية السودان، ومحمد عبد العزيز وزير خارجية ليبيا، ومحمد بازوم وزير خارجية النيجر. بينما لوحظ غياب وزير خارجية مصر نبيل فهمي عن اللقاء، الذي عقد بعيدا عن أنظار الصحافة.
وجاء في بيان صدر عن الاجتماع، الذي وصف بـ«التشاوري»، أن وزراء خارجية البلدان المجاورة لليبيا «يؤكدون دعمهم لكل الجهود والمبادرات الليبية، من أجل إرساء الحوار الوطني وتحقيق العدالة الانتقالية، وتعزيز دعائم مؤسسات الدولة والمسار الديمقراطي، في كنف الأمن والاستقرار». وأوضح البيان أن المشاركين في الاجتماع «أكدوا تضافر جهودهم من أجل مساندة ليبيا، وفق آلية مشتركة لدول الجوار، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، والدعوة إلى الإسراع في بلورة رؤية مشتركة وخريطة طريق، وفق إرادة الليبيين وأولوياتهم، ثم تعرض على دول الجوار لاعتمادها». من دون تحديد ما هي هذه الآلية، لكن مصادر دبلوماسية جزائرية تحدثت عن «ترتيبات أمنية لمساعدة ليبيا لاسترجاع أمنها واستقرارها». ومن أهم هذه الترتيبات، بحسب المصادر ذاتها، إنشاء دوريات عسكرية مشتركة لمراقبة آلاف الكيلومترات من الحدود التي تجمع ليبيا مع جيرانها. كما جرى الاتفاق على رفع هذا المقترح إلى الأجهزة الأمنية في البلدان المجاورة لليبيا قصد تنفيذه في أقرب وقت.
وعبر الوزراء عن «قلقهم العميق إزاء التطورات التي تشهدها ليبيا، وتداعياتها على أمنها واستقرارها وتأثيرها المباشر على دول الجوار». ونقل البيان «حرصهم على سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها، وعلى رفض أي تدخل في شؤونها الداخلية». ودعوا «جميع الأطراف والقوى الفاعلة الليبية، إلى وقف أعمال العنف بكافة أشكاله والاحتكام إلى الحوار والاستجابة إلى المطالب المشروعة للشعب الليبي، حقنا للدماء وحفاظا على السلم الأهلي، والتصدي لكافة أشكال المحاولات التي تستهدف زعزعة استقرار ليبيا، وتهدد أمن دول الجوار والمنطقة».
وبحث الاجتماع أيضا إيفاد بعثة وزارية من الدول الست، إلى ليبيا لتشجيع الأطراف المتناحرة على الحوار فيما بينها للحؤول دون تدخل طرف أجنبي في الصراع.
وبهذا الخصوص، قال رئيس الدبلوماسية الليبي، إن مواقف وزراء الخارجية الستة تعد «رسالة قوية لكل الفاعلين في ليبيا، سواء كانت الحكومة أو المؤتمر الوطني العام، أو منظمات المجتمع المدني، لأن الأمر يتعلق بضغط أدبي وسياسي على النخب السياسية، لكي تبدأ حوارا فاعلا ومصالحة وطنية، من خلال آلية مستقبلية خاصة». وأضاف أن «ممثلي الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي في ليبيا، يعملان على تنسيق الجهود بينهما لإيجاد آلية تمكن من تفعيل التوصيات والانشغالات، وتفعيل الدعم الذي ستقدمه دول الجوار على أرض الواقع».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.