الأمن الروسي يعتقل معارضين «متطرفين» بتهمة التخطيط لأعمال شغب استفزازية

كانوا يخططون لإشعال النيران في مباني إدارية ومهاجمة رجال الشرطة

مداهمات روسية على مواقع متطرفين قوميين («الشرق الأوسط»)
مداهمات روسية على مواقع متطرفين قوميين («الشرق الأوسط»)
TT

الأمن الروسي يعتقل معارضين «متطرفين» بتهمة التخطيط لأعمال شغب استفزازية

مداهمات روسية على مواقع متطرفين قوميين («الشرق الأوسط»)
مداهمات روسية على مواقع متطرفين قوميين («الشرق الأوسط»)

أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي الروسي عن إحباط سلسلة أعمال «تخريبية» كانت مجموعة من القوميين الروس تخطط لتنفيذها في أكثر من مدينة في البلاد خلال الاحتفالات يومي 4 - 5 نوفمبر (تشرين الثاني) لخلق حالة من الفوضى. واعتمدت السلطات الروسية يوم 4 نوفمبر، عيداً رسمياً أطلقت عليه عيد «وحدة الشعب» إحياء لذكرى أحداث عام 1612، حين تمكنت المقاومة الشعبية الروسية من طرد المحتلين البولنديين من العاصمة موسكو. وتشهد الاحتفالات مسيرات جماهيرية حاشدة تنظمها مختلف القوى السياسية. وتقول هيئة الأمن الفيدرالي إن خلايا تابعة لحركة تُعرف باسم «أرتبودغوتوفكا»، والكلمة أصلها مصطلح حربي يعني «التمهيد المدفعي»، كانت تخطط لنشر حالة من الفوضى والشغب في عدد من المدن الروسية خلال الاحتفالات.
وأكدت هيئة الأمن الفيدرالي في بيان رسمي أنها قامت باعتقال أعضاء في تلك الحركة، كانوا يخططون لإشعال النيران في مباني إدارية ومهاجمة رجال الشرطة، يومي أمس وأول من أمس، كأعمال استفزازية لنشر حالة من الشغب. وقالت إنها ألقت القبض على أعضاء خلايا «أرتبودغوتوفكا» في موسكو وكراسنويارسك في الشمال، ومدينة كراسنودار جنوب البلاد، وكذلك في مدن سامارا وساراتوف، وضبطت بحوزة المعتقلين 15 عبوة حارقة، المعروفة باسم «زجاجات مولوتوف الحارقة»، كانوا سيستخدمونها في مخططهم. ولم يكشف الأمن الروسي عن تفاصيل إضافية حول عمليات الاعتقال حرصا على سير التحقيق.
وكان السياسي الروسي المعارض فياتشيسلاف مالتسيف أسس عام 2011 قناة إخبارية على «اليوتيوب» أطلق عليها اسم «أرتبودغوتوفكا» يعرض فيها الأخبار السياسية من روسيا والعالم، ويستضيف شخصيات سياسية لعرض وجهات نظرهم. ومع الوقت تحولت القناة إلى مركز استقطاب لكل من يؤيدون أفكار مالتسيف، وبهذا الشكل نشأت الحركة التي حملت اسم القناة على «يوتيوب» «أرتبودغوتوفكا». وتقول السلطات الروسية إن مشروع تأسيس هذا الحركة يهدف إلى تنظيم «ثورة» في روسيا. وشارك مالتسيف في الاحتجاجات في روسيا صيف العام الحالي، ومن ثم قرر السفر إلى فرنسا بعد أن فتحت هيئة الأمن الفيدرالي بحقه ملف قضية جنائية بتهمة التطرف. ويقول الأمن الروسي إن أعضاء الحركة في روسيا قاموا بتنظيم مجموعة لتنفيذ أعمال تخلف أصداء واسعة في المجتمع، وتساهم في زعزعة الوضع السياسي في البلاد.
وفي إطار الحملة على أعضاء الحركة لإحباط مخططاتهم خلال عيد «وحدة الشعب» قام الأمن في مقاطعة أومسك شمال روسيا باعتقال أشخاص وجهوا دعوات عبر الإنترنت لتنظيم أعمال شغب في مدينة أومسك، إلا أن هيئة الأمن الفيدرالي في المدنية لم تكشف عن الحركة أو الجهة السياسية التي ينتمي لها المعتقلون، وقالت إنها «حركة اجتماعية هدامة»، وأضافت في بيان رسمي: «خطط أعضاء الحركة لتنظيم أعمال شغب واسعة في أماكن تجمع الحشود خلال الاحتفالات بيوم عيد وحدة الشعب. وقمنا باعتقال المنظمين الرئيسيين». وتصنف حركة «أرتبودغوتوفكا» حركة متطرفة في روسيا بموجب قرار من المحكمة صدر في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبموجبه تم حظر نشاط الحركة.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».