البرلمان البريطاني تحت المجهر

مزاعم التحرش الجنسي تنال من سمعته

وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون المستقيل بسبب فضيحة تحرش جنسي (إ.ب.أ)
وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون المستقيل بسبب فضيحة تحرش جنسي (إ.ب.أ)
TT

البرلمان البريطاني تحت المجهر

وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون المستقيل بسبب فضيحة تحرش جنسي (إ.ب.أ)
وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون المستقيل بسبب فضيحة تحرش جنسي (إ.ب.أ)

تصاعدت الأصوات الداعية للتغيير بعد استقالة وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون الذي اعترف بأنه لمس ركبة مقدمة إذاعية عام 2002، إضافة إلى سلسلة من الاتهامات ضد أعضاء آخرين في البرلمان بإقامة علاقات خارج نطاق الزواج وارتكاب اعتداءات جنسية.
وقال بريندان شيلتون الناشط بحزب العمال والأمين العام لجماعة (لايبر ليف) المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لوكالة رويترز، إن البرلمان مؤسسة «عريقة وشهيرة». وأضاف: «إلا أنه أصبح في السنوات القليلة الماضية وكرا للرذيلة. علينا جميعا أن نسعى لجعل البرلمان مثار إعجاب العالم مجددا».
شهد قصر وستمنستر، من ويليام بيت إلى ونستون تشرشل، صعود نجم أعظم رؤساء وزراء بريطانيا إلى قمة المجد مما أكسب هذا البرلمان سمعته كأحد أكثر البرلمانات احتراما في العالم. لكن تاريخ البرلمان البريطاني الذي يعود لقرون مقرون بتقاليد وثقافة تتعرض الآن للانتقاد لتركيزها السلطة في أيدي نواب يمكنهم تحديد المسيرة المهنية لمعاونين ومتدربين ونشطاء حزبيين.
وقصر وستمنستر المزخرف الذي يطل على نهر تيمز في قلب لندن هو مقر مجلسي العموم واللوردات بالبرلمان ويعتبره بعض المؤرخين أحد مهود الديمقراطية الحديثة.
لكن المزاعم التي ثارت ضد ساسة بريطانيين، وكثير منها لا أساس له من الصحة، ظهرت منذ أن دفعت مزاعم الاعتداءات الجنسية ضد المنتج في هوليوود هارفي واينستين النساء والرجال في مجال السياسة البريطانية إلى الكشف عن قصص بشأن سلوكيات غير لائقة.
ودفعت مزاعم التحرش الجنسي بعض الصحف إلى الإشارة إلى البرلمان بأنه «بستمنستر» في محاولة لتشبيهه بوكر الحشرات. واستقال وزير الدفاع مايكل فالون بشأن سلوك سابق
قال إنه كان دون مستوى «المعايير المرتفعة التي تشترطها القوات المسلحة». ويحقق حزب المحافظين الحاكم مع وزيرين آخرين بخصوص مزاعم سلوك غير لائق ويبحث حزب العمال المعارض والحزب القومي الاسكوتلندي تقارير مماثلة بشأن أعضاء فيهما.
يمكن لقاعات البرلمان في قصر وستمنستر، بغرفها الفخمة لتناول الشاي ومتاهة الممرات التي تزينها لوحات لساسة ورؤساء وزراء رحلوا منذ زمن بعيد أن تكون مصدرا للإلهام والارتباك بنفس القدر.
فمثل قرية مستقلة بذاتها يوجد بالقصر مكتب بريد ومصفف للشعر وصالة للألعاب الرياضية ومطاعم وحانات. ولا يوجد سبب يذكر لمغادرته. وقال باحث برلماني على موقع «جلاسدور» الإلكتروني «ثقافة الشراب ممتعة لكنها في الوقت نفسه مثيرة للكآبة قليلا».
إنه خليط شديد الوطأة والتأثير. ونما كثير من العلاقات في بيئة يعمل فيها الناس معا لساعات طويلة عن كثب وكثيرا ما يكون ذلك تحت ضغط. لكن المزاعم التي ظهرت في الأسابيع القليلة الماضية تصوره كذلك كبيئة يستشري فيها السلوك غير اللائق وتسودها ثقافة صبيانية تحكمها الأهواء ما يراه فيها شخص مزحة يعتبره آخر إهانة. وتصف الاتهامات البرلمان بأنه مكان يمكن أن يحدد فيها عضو البرلمان أو الوزير المسيرة المهنية للباحثين والمتدربين والمعاونين الذين يعملون معه، وتشير إلى أن البعض يخشى على مستقبله إذا رفض التحرش الجنسي. ورحبت كثير من النائبات بفرص التحدث عن خبراتهن التي اخترن إبقاء بعضها سرا لسنوات خشية الانتقام والانتقاد من زملاء أو مسؤولين.
وقالت النائبة العمالية هاريت هارمان للبرلمان هذا الأسبوع «هناك مشكلة واضحة وإنه لشيء جيد أن يتم الكشف عنها... لا أحد يجب أن يضطر للعمل في هذا المناخ المسموم من التحرش الجنسي الرخيص». والفضائح المتعلقة بالساسة البريطانيين ليست حديثة العهد.
فالون أبلغ هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن ما كان «مقبولا قبل 15 و10 أعوام ليس مقبولا بوضوح الآن». وتقترح الحكومة حاليا إجراءات للتصدي للتحرش الجنسي منها
تدابير لتطبيق مدونة سلوك وإنشاء آلية مستقلة للتظلم. لكن منتقدين يقولون إن تفاوت السلطة بين النائب والموظف سيظل باقيا ولن يعرف طريقا للنهاية.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.