ارتفعت وتيرة العمليات العسكرية في الريف الشرقي لحماة، وشهدت المنطقة اشتباكات عنيفة، بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، وبين «هيئة تحرير الشام» وفصائل مسلّحة أخرى، وتركزت المواجهات في محيط قرية سرحا التي تحاول قوات النظام السيطرة عليها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات النظام «حققت تقدماً في محيط سرحا والسيطرة على تلة قريبة منها، فيما تعرضت محاور القتال لقصف مكثف واستهدافات متبادلة بين طرفي الصراع».
وفي موازاة المعارك على الأرض، شنّت طائرات حربية عشرات الغارات على قرى الرهجان، سرحا، أبو دالي، الشطيب، الطوبية، جانة الصوارنة، الفركة، المشيرفة، تل خنزير، الظافرية وناحية الحمرا، بالريف الشمالي الشرقي لحماة، وتسببت الغارات بسقوط خسائر بشرية.
وكانت قوات النظام تمكنت من التقدم والسيطرة على قريتي المشيرفة ومريجب الجملان بالريف الشمالي الشرقي لحماة، بعد قتال عنيف وعمليات كرّ وفرّ بينها وبين الفصائل المسلّحة، وبعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، نفذت قوات النظام هجوماً معاكساً على مواقع «هيئة تحرير الشام» في تلة السيريتل والظافرية، اللتين سيطرت عليهما الهيئة يوم الأحد، ترافق ذلك مع قصف جوي كثيف، سمح للنظام باسترجاع عدّة نقاط في المنطقة.
المعارك الدائرة في الريف الشمالي الشرقي، تسببت بنزوح أكثر من 35 ألف مدني من قراهم، إذ استمرّ أمس توافد العائلات النازحة من ريف حماة الشرقي بشكل كبير إلى منطقة سنجار بريف إدلب الشرقي، وأعلنت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة، أن «غالبية العائلات تفتقر لأدنى مقومات الحياة، لم تجد إلا بعض الشوادر أو قطع القماش لتبني فيها خيمتها، وهي تفترش الأرض وتلتحف السماء، وسط نداءات كثيرة للمنظمات الإنسانية».
ونقلت «شبكة شام» عن أحد الناشطين، أن «عدد النازحين بلغ حتى اليوم (أمس) قرابة 35 ألف نسمة ما يعادل 6 آلاف عائلة، جلّهم نزحوا من قرى ناحية السعن والصبورة والحمرا المحررة، وتوجه قسم من العائلات للقسم الشمالي الغربي من منطقة الحمرا، والقسم الآخر باتجاه منطقة سنجار، وهم يعانون أوضاعاً مأساوية بعدما خرجوا من منازلهم تاركين ورائهم متاعهم وممتلكاتهم».
وقال الناشط مناحي الأحمد، إن «أحد أبرز أسباب النزوح، هو انتشار الإشاعات بين المدنيين في المنطقة عن تقدم قوات الأسد، واقتراب الاشتباكات منهم»، مشيراً إلى أن «غالبية العائلات النازحة تقطن في مناطق صحراوية ضمن خيم صغيرة وشوادر، تفتقر لأدنى مقومات الحياة لا سيما الخبز والماء والغذاء، وسط غياب كامل للمنظمات الإنسانية عن المنطقة».
وكانت مناطق ريف سلمية الغربي، الواقعة في ريف حماة الشرقي، تعرضت منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، لقصف مكثف من قبل قوات النظام، بينما تجدد القصف على بلدة اللطامنة، بريف حماة الشمالي، ردّت عليها فصائل المعارضة بقصف قرية تلدرة بريف حماة الجنوبي الخاضعة لسيطرة قوات النظام بقذائف الهاون.
قوات النظام توسّع عملياتها في ريف حماة
قوات النظام توسّع عملياتها في ريف حماة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة