أطلّ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، بمناسبة الذكرى الأولى لانتخابه، على اللبنانيين في حوار موحد مباشر عبر محطات التلفزة المحلية، مساء يوم أمس (الاثنين)، حيث حاوره رؤساء تحرير المحطات في لقاء تحت عنوان «سنة من عمر وطن».
وقد وصف الرئيس عون مهمته بـ«ورشة البناء»، وأكد أنها ليست بالسهلة أبداً، خصوصاً بعد كل سنوات التدمير التي تعرضَ لها لبنان، وهي تحتاج لكل اللبنانيين، «لتضامنهم أولاً، ولثقتهم بأنفسهم وبشركائهم وبوطنهم». واعتبر أن الفساد لا تتم محاربته من قبل فرد، بل من قبل مؤسسات، مؤكداً أنه يتم اليوم وضع مرتكزات سياسية للدولة، ولاحظ أن هناك «أموراً تم تحقيقها، ولا يزال أمامنا عمل نقوم به في هذا الاتجاه»، مشدداً على أنه «وضعنا الأساس، وسننجز ما تبقى من قوانين في هذا الاتجاه».
- أزمة اللجوء السوري
وفي حديثه حول أزمة اللجوء السوري، أشار إلى أنّه كان أول من أثار مسألة النازحين السوريين إلى لبنان، واتُهم في حينها والتيار الوطني الحر والوزير باسيل بالعنصرية، فيما كان مطلبنا التنبه من الأعداد الغفيرة التي تدخل إلى لبنان.
وكشف أنه خلال اجتماعه بسفراء الدول الخمس الكبرى وممثلة الاتحاد الأوروبي وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة وممثل جامعة الدول العربية، كان هناك «اختلاف في وجهات النظر لأنهم أصروا على عودة النازحين فقط بعد إيجاد حل سياسي للأزمة السورية»، وهو ما لم يقبل به، وأبلغهم «أن هذا الأمر يعتبر بمثابة ذريعة لعدم إيجاد حل في سوريا».
- النفايات والتعيينات
وعن موضوع النفايات، أوضح الرئيس عون أن «المشكلة تكمن في أن كل لبناني يريد أن يضع نفاياته عند الآخر، ولا أحد يريد أن يخصص مطمراً في منطقته»، مؤكداً «أن من حق الحكومة أن تصادر أرضاً، وتخصصها للمصلحة العامة. واليوم، هناك مصلحة عامة حقيقية، وعلى الحكومة أن تبادر لاتخاذ القرار المناسب لحل مسألة النفايات».
ورداً على سؤال حول مدى رضاه عن التعيينات التي تمت، أجاب الرئيس عون أن «المحاصصة تعود إلى النظام السياسي المتبع والسائد، سواء في الانتخابات أو الحكومة أو التعيينات. واليوم، لم نصل إلى ما يخالف هذا الواقع».
- الوضع الاقتصادي
أبدى الرئيس عون ارتياحه للوضع الاقتصادي، واعتبر أن «اللبنانيين الذين لا يوظفون أموالهم حالياً قد يندمون لاحقاً لتأخرهم، فمسيرة الثقة بلبنان انطلقت بقوة».
وخلال الحوار، أشار الرئيس عون إلى أن المحاسبة تتم حالياً للعهد عن مشكلات السنوات الماضية، فيما لم يمر على عمر العهد سوى سنة واحدة، مضيفاً: «وقد حققنا خلال الأشهر العشرة الماضية ما لم يتحقق لعقود ماضية، ولسنا في معرض من كان مقصراً أم لا، إنما نحن نعمل في ظل مؤسسات انتهت صلاحيتها، بما فيها مجلس النواب الذي كان منتخباً لأربع سنوات، وقد استمر لسنوات إضافية عدة».
- الملف الانتخابي
وفي الشق المتعلق بقانون الانتخاب، أكد الرئيس عون أن «الانتخابات ستحصل في موعدها، وأنه حقق كل ما وعد به حتى الآن رغم الشكوك التي أثيرت، وأن العوائق التي تظهر لجهة تنفيذ البطاقة البيومترية أو غيرها لن تمنع حصول الانتخابات، ولن يكون هناك تعديل للقانون، إذ يجب أن يطبق أولاً كي يتم البحث في تعديله أم لا».
- الملف الأمني
نفى الرئيس عون وجود أي قاعدة عسكرية أميركية في حامات (شمال لبنان)، وقال: «أنا مطمئن إلى الوضع الأمني في لبنان». وبالنسبة إلى حصر السلاح بالجيش اللبناني، أشار إلى أن «هناك سببين لعدم تولي الجيش وحيداً السلاح في الوطن: السبب الداخلي هو النقص في السلاح، كما أن هناك عجزاً مالياً».
- وسائل التواصل الاجتماعي
أسف الرئيس عون لعدم قدرته على التواصل المباشر مع الناس، كما كان يفعل سابقاً قبل انتخابه، وتلقى خلال الحلقة كثيراً من الأسئلة عبر موقع «تويتر»، كما انهالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بما حققه الرئيس من خطاب العهد.
وغرد رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية: «هناك فرق كبير بين #عهد_الإنجازات وبين #عهد_التسويات. كل ما تم تسويقه من قبل جماعة #سنة_من_عمر_وطن لم يكن ليحصل لولا التسويات والمحاصصة».
وقال الصحافي خليل الحاج علي: «فرق كبير بين الواجبات والإنجازات، واجباتكن كبيرة وإنجازاتكن قليلة... #سنة_من_عمر_وطن».
وكتب الصحافي يزبك وهبي: «#سنه_من_عمر_وطن فيها الكثير من الإنجازات، يبقى وقف الصفقات والمحاصصات في التعيينات، والأهم سلاح واحد في الساحات».
وغردت الصحافية زينب عبد الساتر: «سنة_من_عمر_وطن ضاعت بين التسويات، وليس الإنجازات».
وأفاد الصحافي فراس حاطوم: «المعادلة بسيطة. إذا شتت الدني بكون من إنجازات العهد وإذا ما شتت بكون بسبب موروثات العهود السابقة.. #سنة_من_عمر_وطن».
وأكد حسين فحص: «#سنة_من_عمر_وطن زادت الصفقات، زاد الهدر، زادوا حصة جديدة».
أما مجموعة «طلعت ريحتكن»، فغردت قائلة: «العهد الجديد القديم... بعد سنة كاملة... نفس الممارسات السابقة، وأتعس».
وقالت ألسي باسيل: «في #سنة_من_عمر_وطن، قامت ميليشيا إيرانية تغتصب القرار اللبناني بترحيل دواعش الجرود بالباصات المكيفة، وعينت سفيراً لبنانياً عند سفاح سوريا».
وعلق لوسيان بو رجيلي قائلاً: «وسع مطامرك، وسع ضرائبك، وسع بواخرك، وسع هدرك، وسع صفقاتك، وسع تحاصصك، وسع خرقاتك الدستورية، وسع تنفيعاتك العائلية... #سنه_من_عمر_وطن».
أما عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية، فكشف ثلاث مخالفات فاضحة لدستور «قسمتم عليه، ووعدتم باحترامه: أولاً التمديد لمجلس النواب، ثانياً إلغاء الانتخابات الفرعية، وثالثاً تأجيل المحاسبة الفعلية».
ولم تخل التغريدات من الإشادة بأفكار الرئيس العون، فواكب الناشطون الحدث، حيث نقل الشارع اللبناني هواجسه وآماله وتوقعاته من العهد الجديد، ولكن فضل معظم اللبنانيين لو كشف لهم رئيس البلاد ما في جعبته من مشاريع قوانين تصب في مصلحة الشباب، كخطوة جدية نحو «التغيير والإصلاح».