تراجع أسهم البنوك والليرة التركية على خلفية أنباء غرامات أميركية

أنقرة تزيد الاستثمارات في أميركا 14 %

تراجع أسهم البنوك والليرة التركية على خلفية أنباء غرامات أميركية
TT

تراجع أسهم البنوك والليرة التركية على خلفية أنباء غرامات أميركية

تراجع أسهم البنوك والليرة التركية على خلفية أنباء غرامات أميركية

واصلت أسهم البنوك والليرة التركية تراجعها بعد الكشف عن عقوبات أميركية محتملة على 6 مصارف تركية بسبب انتهاكها للعقوبات على إيران.
ولم تفلح تعليقات وكالة التنظيم والإشراف على المصارف التركية في تبديد مخاوف المستثمرين بعد أن طالبت بعدم الاستماع إلى الشائعات بشأن المصارف التركية مؤكدة أنها تعمل وفقا للمعايير القانونية وأنها لم تتلق إلى ما يشير إلى فرض غرامات مالية بالمليارات على أي من المصارف التركية.
وذكرت صحف تركية نقلا عن مصادر مصرفية رفيعة، الأحد، أن السلطات الأميركية قد تفرض غرامات تصل إلى مليارات الدولارات على 6 بنوك تركية، ولم تذكر أسماء البنوك، لكنها قالت إن أحدها يواجه عقوبة تزيد على 5 مليارات دولار، يرجح أنه «خلق بنك»، لكن الغرامات الأخرى ستكون أقل من ذلك.
وقالت الوكالة في بيان: «نلفت نظر الجمهور إلى أن هذه الروايات، وهي شائعات في طبيعتها، بشأن بنوكنا لا تستند إلى وثائق أو حقائق ويجب عدم الاهتمام بها وإن البنوك في تركيا تمارس عملها كما ينبغي».
وردا على طلب للتعقيب قال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية المسؤولة عن أنظمة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة: «الخزانة لا ترسل برقيات عن نوايا أو إجراءات محتملة».
وقال مسؤولان اقتصاديان تركيان بارزان لـ«رويترز» إن تركيا لم تتسلم أي إخطار من الولايات المتحدة بشأن مثل هذه العقوبات.
وهبط مؤشر أسهم البنوك في بورصة إسطنبول في بادية تعاملات الأسبوع أول من أمس بنسبة 3.2 في المائة متجاوزا خسائر المؤشر الرئيسي للأسهم الذي أغلق منخفضا 1.09 في المائة.
وتراجعت الليرة بنسبة 1.35 في المائة إلى 3.7210 مقابل الدولار، واستمر هذا التراجع خلال تعاملات أمس الثلاثاء، بينما قفزت تكلفة التأمين على الديون التركية ضد التخلف عن السداد إلى أعلى مستوى في 12 يوما.
وعقد مجلس التنسيق الاقتصادي التركي اجتماع برئاسة رئيس الوزراء بن علي يلدريم، لمناقشة ميزانية العام المقبل وتقييم الوضع الاقتصادي للبلاد.
وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء التركية فإن الاجتماع، الذي عُقد في مقر رئاسة الوزراء في أنقرة، ناقش مشروع ميزانية العام المقبل الذي ستنطلق مناقشته في البرلمان التركي خلال الأيام المقبلة، إضافة إلى تقييم النمو الاقتصادي والخطوات المقبلة بهذا الخصوص في عام 2018.
وأشار البيان إلى أن المجلس أكد ضرورة الاستمرار في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، واتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل ذلك.
وسجل الاقتصاد التركي نموا بنسبة 5 في المائة، خلال الربع الأول من العام، متجاوزا متوسط نمو كبرى الاقتصادات العالمية المتمثلة بدول الاتحاد الأوروبي والدول الصناعية السبع الكبرى ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ووفق الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي، بلغ متوسط نمو الاقتصاد العالمي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي 3.1 في المائة، بينما بلغ نمو اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي 2.1 في المائة.
في سياق مواز، التقى يلدريم، أمس، وفدا من المجلس الأميركي التركي وغرفة التجارة الأميركية.
وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء إن اللقاء تناول العلاقات التركية الأميركية والفرص الاقتصادية والاستثمارات بين البلدين.
وشهدت استثمارات الأتراك في الولايات المتحدة زيادة بنسبة 14 في المائة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، حيث بلغت 643 مليون دولار. لتصبح الولايات المتحدة هي الوجهة الأولى للمستثمرين الأتراك بعد أن كانت هولندا هي الأكثر استقبالاً للاستثمارات التركية خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب بيانات البنك المركزي التركي، ارتفع الاستثمار المباشر في الولايات المتحدة بنسبة 14.4 في المائة، ليصل إلى 643 مليون دولار، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغت قيمة الاستثمارات التركية نحو 562 مليون دولار.
وفي الوقت نفسه، بلغت الاستثمارات التركية في هولندا نحو 566 مليون دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، بينما كانت 590 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، لتحتل هولندا بهذا المرتبة الثانية على قائمة الوجهات الأكثر تفضيلا للمستثمرين الأتراك، بعد أن كانت الأولى على مدى السنوات الأخيرة.
وشكلت الاستثمارات التركية المباشرة في كل من هولندا والولايات المتحدة ما نسبته 56.1 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر البالغ 2.2 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي.
وجاءت الدول التالية على قائمة الوجهات الأكثر تفضيلاً للمستثمرين الأتراك بعد الولايات المتحدة وهولندا، المملكة المتحدة 202 مليون دولار، وأذربيجان 134 مليون دولار، وألمانيا 129 مليون دولار، والإمارات العربية المتحدة 62 مليون دولار.
في المقابل، بلغت قيمة الاستثمارات المباشرة القادمة من الولايات المتحدة إلى تركيا نحو 109 ملايين دولار، و1.5 مليار دولار من هولندا.
وحافظت أوروبا على المركز الأول كالوجهة الأكثر تفضيلاً للاستثمارات المباشرة، حيث تحققت نحو 54.5 في المائة من الاستثمارات المباشرة خلال الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس (آب) في البلدان الأوروبية التي تلقت نحو 1.2 مليار دولار، تليها أميركا الجنوبية بنحو 654 مليون دولار، ثم آسيا 267 مليون دولار، وأفريقيا بمبلغ 55 مليون دولار.



الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
TT

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)

تعهدت الصين، يوم الخميس، بزيادة العجز في الموازنة، وإصدار مزيد من الديون، وتخفيف السياسة النقدية، للحفاظ على استقرار معدل النمو الاقتصادي، وذلك في ظل استعدادها لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

جاءت هذه التصريحات في بيان إعلامي رسمي صادر عن اجتماع سنوي لتحديد جدول أعمال كبار قادة البلاد، المعروف بمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي (CEWC)، الذي عُقد في 11 و12 ديسمبر (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بعد الاجتماع المغلق للجنة الاقتصادية المركزية: «لقد تعمق الأثر السلبي الناجم عن التغيرات في البيئة الخارجية». ويُعقد هذا الاجتماع في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صعوبات شديدة، نتيجة أزمة سوق العقارات الحادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب المحلي. وتواجه صادراتها، التي تعد من بين النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد، تهديداً متزايداً بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

وتتوافق تعهدات اللجنة الاقتصادية المركزية مع اللهجة التي تبناها أكثر تصريحات قادة الحزب الشيوعي تشاؤماً منذ أكثر من عقد، التي صدرت يوم الاثنين بعد اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة العليا لصنع القرار.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في «بين بوينت أسيت مانجمنت»: «كانت الرسالة بشأن رفع العجز المالي وخفض أسعار الفائدة متوقعة». وأضاف: «الاتجاه واضح، لكنَّ حجم التحفيز هو ما يهم، وربما لن نكتشف ذلك إلا بعد إعلان الولايات المتحدة عن الرسوم الجمركية».

وأشار المكتب السياسي إلى أن بكين مستعدة لتنفيذ التحفيز اللازم لمواجهة تأثير أي زيادات في الرسوم الجمركية، مع تبني سياسة نقدية «مرنة بشكل مناسب» واستخدام أدوات مالية «أكثر استباقية»، بالإضافة إلى تكثيف «التعديلات غير التقليدية المضادة للدورة الاقتصادية».

وجاء في ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطاً، وزيادة نسبة العجز المالي»، مع رفع إصدار الديون على المستوى المركزي والمحلي.

كما تعهد القادة بخفض متطلبات الاحتياطي المصرفي وبتخفيض أسعار الفائدة «في الوقت المناسب».

وأشار المحللون إلى أن هذا التحول في الرسائل يعكس استعداد الصين للدخول في مزيد من الديون، مع إعطاء الأولوية للنمو على المخاطر المالية، على الأقل في الأمد القريب.

وفي مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، تحدد بكين أهداف النمو الاقتصادي، والعجز المالي، وإصدار الديون والمتغيرات الأخرى للعام المقبل. ورغم أن الأهداف يجري الاتفاق عليها في الاجتماع، فإنها لن تُنشر رسمياً إلا في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس (آذار).

وأفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن المستشارين الحكوميين أوصوا بأن تحافظ بكين على هدف النمو عند نحو 5 في المائة دون تغيير في العام المقبل.

وقال تقرير اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري الحفاظ على نموٍّ اقتصادي مستقر»، لكنه لم يحدد رقماً معيناً.

التهديدات الجمركية

وأثارت تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية حالة من القلق في المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة. وقد بدأ كثير من المصنِّعين في نقل إنتاجهم إلى الخارج للتهرب من الرسوم الجمركية.

ويقول المصدِّرون إن زيادة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تآكل الأرباح بشكل أكبر، مما سيضر بالوظائف، والاستثمار، والنمو. وقال المحللون إنها ستفاقم أيضاً فائض القدرة الإنتاجية في الصين والضغوط الانكماشية التي تولدها.

وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن الصين ستنمو بنسبة 4.5 في المائة في العام المقبل، لكنَّ الاستطلاع أشار أيضاً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر في النمو بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.

وفي وقت لاحق من هذا العام، نفَّذت بكين دفعة تحفيزية محدودة، حيث كشف البنك المركزي الصيني في سبتمبر (أيلول) عن إجراءات تيسيرية نقدية غير مسبوقة منذ الجائحة. كما أعلنت بكين في نوفمبر (تشرين الثاني) حزمة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لتخفيف ضغوط تمويل الحكومات المحلية.

وتواجه الصين ضغوطاً انكماشية قوية، حيث يشعر المستهلكون بتراجع ثرواتهم بسبب انخفاض أسعار العقارات وضعف الرعاية الاجتماعية. ويشكل ضعف الطلب الأسري تهديداً رئيسياً للنمو.

ورغم التصريحات القوية من بكين طوال العام بشأن تعزيز الاستهلاك، فقد اقتصرت السياسات المعتمدة على خطة دعم لشراء السيارات والأجهزة المنزلية وبعض السلع الأخرى.

وذكر ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية أن هذه الخطة سيتم توسيعها، مع بذل الجهود لزيادة دخول الأسر. وقال التقرير: «يجب تعزيز الاستهلاك بقوة».