الأدب السعودي في اللغة الروسية

ترجمات شملت الشعر والقصة والرواية والمسرحية

جانب من الندوة التي نظمت  في نادي الرياض الأدبي
جانب من الندوة التي نظمت في نادي الرياض الأدبي
TT

الأدب السعودي في اللغة الروسية

جانب من الندوة التي نظمت  في نادي الرياض الأدبي
جانب من الندوة التي نظمت في نادي الرياض الأدبي

في نهاية السنة الماضية، قام مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية بنشر كتاب «القصص القصيرة للأدباء السعوديين» في موسكو. ويشمل هذا الكتاب قصصاً قصيرة مختلفة، ترجمها إلى اللغة الروسية صاحب هذه الورقة، وأليكسندرا سيمونوفا، أستاذة اللغة العربية بجامعة موسكو، ويشمل هذا الكتاب اثنتين وأربعين قصة قصيرة للأدباء السعوديين، إذ تم اختيار قصصهم، آخذاً بعين الاعتبار أن تمثل هذه القصص اتجاهات ومواضيع مختلفة للفن القصصي للأدب السعودي ومراحله المختلفة، حسب التصنيف لمراحل تطور الأدب السعودي الحديث الذي جاء في موسوعة الأدب العربي السعودي، مراحل التأسيس، والتحديث والتجديد، ونذكر عناوين بعض القصص ومؤلفيها، على سبيل المثال لا الحصر: قصة «الحكاية تبدأ هكذا» لمحمد علوان، و«ماما زبيدة» لعزيز ضياء، و«هل يتزوجها؟» لمحمد عمر توفيق، و«الصمت والجدران» لسباعي عثمان، و«سلمى العمانية» لأميمة الخميس، و«الفراشة» لبدرية البشر، و«هوامش في سيرة ليلى» لحسن النعمي، و«إليك بعض أنحائي» لخالد أحمد يوسف، و«اختلفت الخطوة» لخيرية إبراهيم السقاف، و«لا ليلك ليلي ولا أنت أنا» لعبد العزيز الصقعبي، و«طال شعري من جديد» لحصة محمد التويجري، و«المجنونة تحاول تغيير أعراف القرية» لمريم الغامدي، وكذلك قصص قصيرة للأديبات هيام المفلح، وخديجة الحربي، وهناء حجازي، وغيرهم من الأدباء والأديبات.
ويبدأ الكتاب بمقدمة كتبت فيها الدكتورة الراحلة فاليريا كيربيتشينكو عن فن القصة القصيرة السعودية... نشأتها وتطورها، مشيرة إلى أنها بدأت من مقالات نشرت في الصحف والجرائد، ولعبت مجلة «المنهل» دوراً مهماً في جلب اهتمام الأدباء والقراء إلى هذا الفن. ونشرت هذه المجلة ترجمات من الآداب العالمية عن اللغات المختلفة منها الإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والتركية، والأوردو، واليابانية. لم تُعرف هذه الترجمات القراء بالقصص العالمية فقط، بل كانت مدرسة للفن الأدبي للمؤلفين السعوديين. وقصة «الزقاق المظلم» لحمزة محمد بوقري تعتبر نموذجاً للاتجاه المعرفي، حيث يتبرع بطل القصة بالعشاء لأجل الكتاب الذي أشغل اهتمامه.
وتشير الباحثة إلى أن القاصين السعوديين يستفيدون اليوم بشكل واسع من جميع أحدث أشكال السرد ووسائل التعبير المعروفة في آداب القصة القصيرة العالمية، يستخدمون مبادئ أدبية لاتجاهات مختلفة، ويجربونها مطبقين أهدافهم الأدبية. وتشير الباحثة إلى أنه حتى عام 2009 - سنة نشر «أنطولوجيا الأدب السعودي الحديث باللغة الروسية في موسكو - نشرت أكثر من 180 مجموعة قصصية، وتحتل القصة النسوية مكانة كبيرة فيها. وتتوقف الباحثة عند موضوعات القصص، حيث يحتل موضوع وضعية النساء مكاناً ملحوظاً في فن القصة السعودية، مثلاً، قصة «واختلفت الخطوة» لخيرية السقاف، وقصة «المرآة» لسعد الدوسري، وقصة «لا ليلك ليلي ولا أنت أنا» لعبد العزيز الصقعبي مكرسة لهذا الموضوع.

ما وراء الكثبان
وحاول المترجمان تعريف القارئ الروسي ببعض النماذج من القصص القصيرة العربية السعودية، والإمكانية لدى القارئ الروسي زادت في القرن الحادي والعشرين نتيجة للتعاون بين الأدباء والمثقفين الروس والسعوديين متمثلين باتحاد الكتاب الروس ووزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية، حيث نشر اتحاد الكتاب الروس عام 2009 كتاباً بعنوان: «ما وراء الكثبان، أنطولوجيا الأدب العربي السعودي الحديث» في دار نشر «الأدبيات الشرقية» بأكاديمية العلوم بروسيا الاتحادية. ونقرأ في تعريف الكتاب على غلافه: «خلال بضعة عقود واجهت المملكة العربية السعودية تغيرات كان من المستحيل أن نتصورها. وكان الأدباء السعوديون من بين الذين واجهوا قبل الآخرين مشكلة تحديد الهوية في ظروف جديدة». وتفتح هذه الأنطولوجيا المسماة: «ما وراء الكثبان» باب الاستمتاع بثروة الأدب السعودي الحديث. ولأول مرة تقدم هذه الأنطولوجيا مؤلفات لجميع الفنون الأدبية السعودية: الشعر، والقصص القصيرة، والرواية، والمسرحيات، والسير الذاتية، وهي تعرض الوضعية الحالية للثقافة السعودية، حيث توجد فيها محاولات للتوازن بين تحديات العولمة والتحديث مع القيم التقليدية.
لأول مرة، يقدم باللغة الروسية جميع فنون الأدب السعودي في القرن العشرين الميلادي، وتتميز هذه المجموعة بانسجام القيم التقليدية مع عناصر التحديث، وتبدأ ترجمة كل فن من فنون الأدب بدراسات حول هذا الفن.
وتشمل هذه الأنطولوجيا فنوناً مختلفة من الأدب السعودي، بما فيها الشعر، والقصص القصيرة، والرواية، والمسرحيات، والسير الذاتية، وتتميز هذه المجموعة بشموليتها الواسعة، إذ تحوي قصائد لاثنين وخمسين شاعراً وشاعرة، وقصصاً قصيرة لاثنين وعشرين قاصاً وقاصة، ومقاطع من سبع روايات وخمس مسرحيات وثماني سير ذاتية.
وتعطي المقدمة عرضاً شاملاً عن الوضعية الجغرافية للمملكة العربية السعودية وتاريخها، والتطور الاجتماعي والسياسي للدولة السعودية، ثم تعرض الأدب السعودي الحديث بمختلف أشكال فنونه.
وتبدأ ترجمة كل فن أدبي من فنون الأدب السعودي بدراسة أدبية نقدية كتبها نخبة من النقاد والباحثين الروس، ويبدأ فن الشعر بمقدمة كتبها الشاعر الروسي نيكولاي بيريياسلاف، عضو اتحاد الكتاب الروس أمين هيئة اتحاد الكتاب الروس، وكتبت البروفسورة فاليريا كيربيتشينكو، ناقدة روسية كبيرة وأستاذة الأدب العربي الحديث بجامعة موسكو، دراسات نقدية للقصص القصيرة والروايات والسير الذاتية، أما المسرحيات فكتبت الباحثة أولغا فلاسوفا دراسة نقدية لها.
وهذا الكتاب مؤلف من خمسمائة وخمس وثلاثين صفحة، وشارك في الترجمة أربعة عشر مترجماً ومترجمة. وفي الحقيقة تعطي هذه الأنطولوجيا فرصة ثمينة للقراءة باللغة الروسية لكل من يهتم بالأدب السعودي الحديث.

* المدير الأكاديمي في مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية... أستاذ اللغة الروسية في كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود
* ملخص ورقة ألقيت في نادي الرياض الأدبي بعنوان: «الأدب السعودي في اللغة الروسية» بتاريخ 17 أكتوبر الحالي



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.