12 مايو موعداً مقترحاً للانتخابات في العراق

كتل سنية تشكك في إجرائها... والشيعية تعارض تأجيلها

TT

12 مايو موعداً مقترحاً للانتخابات في العراق

اقترحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أمس، أن يكون يوم السبت الموافق 12 مايو (أيار) 2018 موعدا لإجراء الانتخابات النيابية العامة في دورتها الرابعة.
وقال رئيس مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، كاطع الزوبعي، في بيان أن الموعد المقترح جاء «استنادا إلى المادة (56 أولا وثانيا) من الدستور العراقي والمادة (7 أولاً) من قانون انتخاب مجلس النواب العراقي (45) لسنة 2013 والتي تنص على وجوب إجراء انتخابات مجلس النواب قبل 45 يوماً من تاريخ انتهاء الدورة الانتخابية السابقة على الأقل».
ويلزم قانون انتخابات مجالس المحافظات رئاسة الوزراء وبالتنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات تحديد موعد إجراء الانتخابات على أن يصادق مجلس النواب على ذلك، ثم يصدر مرسوم عن رئاسة الجمهورية لهذا الغرض ويعلن في وسائل الإعلام، وتتم جميع هذه الخطوات قبل ما لا يقل عن 90 يوماً عن موعد الانتخابات النهائي، حتى يتمكن مجلس المفوضين من استكمال كافة الإجراءات والترتيبات اللازمة لإجراء العملية الانتخابية.
ويأتي الموعد المقترح من قبل مفوضية الانتخابات في ظل الأزمة السياسية المتفاقمة بين بغداد وإقليم كردستان. وليس من الواضح حتى الآن الكيفية التي تتم بها إجراء الانتخابات مع بقاء الأزمة بين بغداد وأربيل قائمة، لكن أوساط المراقبين لا تستعبد احتمالية تأجيلها في ظل التعقيد الحاصل في أوضاع البلاد السياسية والأمنية. غير أن أغلب القوى السياسية الشيعية ترفض تأجيل الانتخابات، وتحذر من أن عدم أجرائها في موعدها المحدد يدخل البلاد في دوامة الفراغ الدستوري والتشريعي، في مقابل رغبة بعض القوى السنية بتأجيلها إلى إشعار آخر.
ويقول مصدر من «اتحاد القوى العراقية» السني لـ«الشرق الأوسط»: «نظرا لأمور معقدة، وللظروف الأمنية غير المستقرة في محافظات غرب وشمال العراق (صلاح الدين، الأنبار، نينوى) التي سيطر تنظيم داعش على أجزاء واسعة منها، أتوقع تأجيل الانتخابات»، مضيفا أن «هناك أيضا حالة النزوح التي يعاني منها حتى الآن عدد غير قليل من سكان تلك المحافظات، إلى جانب الأزمة المعقدة مع إقليم كردستان».
ورغم تصويت مجلس النواب، أول من أمس، على قرار يقضي بتنسيب قضاة في مراكز الاقتراع للإشراف على التصويت والعد والفرز لضمان سير العملية الانتخابية، بهدف الحصول على موافقة الأعضاء البرلمانيين المعترضين على دخول المحاصصة الحزبية في اختيار مجلس المفوضين، إلا أن التجاذبات الحاصلة بهذا الاتجاه ما زالت قائمة، حيث يصر المعترضون على اختيار عناصر حزبية لمفوضية الانتخابات على كسر نصاب جلسات التصويت النيابية للحيلولة دون تمرير الأسماء المرشحة من جهات سياسية.
وأخفق مجلس النواب العراقي، أول من أمس، في التصويت على الأسماء الجديدة لمجلس المفوضين، وحيال هذا الانسداد الحاصل أمام قضية تمرير مجلس المفوضين الجديد، تتحدث مصادر نيابية عن اتفاق رئاسة البرلمان مع الكتل السياسية على عرض أربع قوائم بشأن مفوضية الانتخابات للتصويت عليه، على أن يتم اعتماد قائمة المفوضين، وعددهم 9 أشخاص، الحاصلة على أعلى نسبة تصويت داخل البرلمان.
غير أن فكرة القوائم الأربعة المطروحة للتصويت، تعرضت هي الأخرى إلى انتقادات شديدة من قبل المعترضين على ترشيح مفوضين غير مستقلين، حيث انتقد النائب والأمين العام لتجمع «كفى» رحيم الدراجي، أول من أمس، فكرة تقسيم مرشحي مفوضية الانتخابات إلى أربع مجاميع، معتبرا أنها «محاولة لاستغفال» البعض، مشدداً على الاستمرار بمقاطعة وكسر نصاب أي جلسة تطرح فيها «مفوضية أحزاب».
وتعليقا على إدراج أسماء بعض المرشحين لمجلس المفوضين على القوائم الأربع المقترحة، سخر النائب عن «دولة القانون» كاظم الصيادي من ذلك، معتبراً أن هناك «10 مبشرين بالجنـة ولم نسمع بوجود 5 مبشرين في المفوضية»، في إشارة إلى أسماء حزبية محددة وردت في القوائم الأربعة. ووصف الصيادي القوائم الأربع بأنها «براءة اختراع جديدة لأحزاب السلطة الحاكمة وهيئة الرئاسة المتحكمة بالقرار داخل البرلمان».
وقال الصيادي خلال مؤتمر صحافي عقده عقب جلسة البرلمان، أول من أمس: «لا زلنا ناسف على الآلية المعتمدة في إدارة مجلس النواب العراقي من قبل هيئة الرئاسـة وقادة الكتل السياسية»، مشيراً إلى أن «رؤساء الكتل يتفقون بينهم وعلى الجميع تطبيق القرارات التوافقيـة الحزبية والشخصية التي أقرتها تلك الأطراف».
يشار إلى أن مجلس النواب العراقي مدد لمجلس المفوضية الحالي شهرا بعد انتهاء فترة ولايته نهاية الشهر الماضي وينتهي التمديد غدا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».