البلجيكيون يؤيدون بقاء عناصر الجيش في الشوارع لمواجهة المخاطر الإرهابية

للمرة الأولى بحكم قضائي: الإقامة مع أحد مقاتلي «داعش» تعد مشاركة في نشاط إرهابي

TT

البلجيكيون يؤيدون بقاء عناصر الجيش في الشوارع لمواجهة المخاطر الإرهابية

أصبح وجود عناصر الجيش البلجيكي في الشوارع، لمساعدة عناصر الشرطة في توفير الأمن وحماية المراكز الاستراتيجية ضد أي مخاطر إرهابية، أمرا عاديا للمواطنين في بلجيكا.
وأيد 64 في المائة من البلجيكيين في النصف الشمالي من البلاد الناطق بالهولندية، استمرار بقاء عناصر الجيش في الشوارع، بينما عارض ذلك 25 في المائة، في حين وصلت النسبة إلى 69 في المائة في الجزء الفرنكفوني الناطق بالفرنسية، يؤيدون بقاء الجيش في الشارع، بينما وصلت النسبة إلى 67 في المائة بمنطقة بروكسل العاصمة، وذلك وفقا لنتائج استطلاع للرأي أجرته عدة صحف ومحطات تلفزيونية بلجيكية، بشكل مشترك، وجرى الإعلان عن نتائجه أمس.
وكان أول انتشار لعناصر الجيش في الشوارع في إطار مواجهة المخاطر الإرهابية، في منتصف يناير (كانون الثاني) عام 2015؛ أي بعد أيام من الهجوم على مجلة «شارل إيبدو» الفرنسية، وأيضا في اليوم نفسه الذي جرى فيه إحباط هجوم إرهابي في مدينة فرفييه القريبة من الحدود مع هولندا وجرى تبادل إطلاق نار بين الشرطة و3 من الشبان بعد وقت قصير من عودتهم من سوريا، وقالت الشرطة إنهم خططوا لتنفيذ هجوم يستهدف عناصر ومراكز الشرطة في المدينة، وانتهى الأمر بمقتل شخصين وإصابة الثالث واعتقاله.
وعندما انتشر عناصر الجيش في بادئ الأمر كان عددهم 200 جندي لتأمين بعض المراكز الاستراتيجية في البلاد، ثم تقررت زيادة العدد حتى وصل إلى 1800 جندي في مارس (آذار) من العام الماضي، وبدأوا مساعدة الشرطة في ضمان الأمن والاستقرار وحماية المناطق المهمة، مثل محطات القطارات والمطارات وغيرها، ولكن الحكومة قررت في وقت لاحق أن تقوم بتخفيض العدد تدريجيا وفي الوقت نفسه زيادة عناصر الشرطة والاعتماد في بعض الحالات على شركات الأمن الخاصة.
من جهة أخرى ولكن في الإطار نفسه، أدانت محكمة بلجيكية فتاة من أصل سوري (18 سنة) كانت قد خططت للسفر وراء خطيبها الذي سبقها للانضمام إلى صفوف «داعش» في سوريا. وكان الدفاع قد طالب ببراءة الفتاة لأنها لم تشارك في أي أنشطة إرهابية، ولكن المحكمة أيدت موقف الادعاء في اعتبار مجرد اللحاق بالشاب ويدعى «سهيل» والزواج منه في مكان موجود فيه تنظيم داعش، مساعدةً لجماعة إرهابية. وقال الإعلام البلجيكي إنه رغم أن المحكمة قررت تعليق العقوبة ضد الفتاة، فإنها تعد المرة الأولى التي تقضي فيها المحكمة بأن إرادة تكوين عائلة مع أحد مقاتلي «داعش» يكفي لاعتبار الأمر مشاركة في أنشطة جماعة إرهابية.
وخلال الجلسة التي انعقدت أول من أمس في مدينة جنت بمنطقة فلاندرا بالجزء الشمالي من بلجيكا، قال المحامي جاك هينغينس إن موكلته أرادت السفر إلى سوريا وراء خطيبها للزواج منه، وحدث ذلك في مايو (أيار) 2015 عندما أوقفت الشرطة في مطار بروكسل الفتاة وهي في طريقها من بلجيكا إلى تركيا للحاق بشاب يدعى «سهيل» كان قد سافر في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 للانضمام إلى صفوف «داعش».
وعدّت المحكمة أن محاولة السفر هذه من جانب الفتاة، هي محاولة لتقديم الدعم المادي واللوجيستي لمنظمة إرهابية، ولكن الادعاء قال إن الانضمام إلى سكان منطقة يسيطر عليها «داعش» يعد نوعا من أشكال المشاركة في أنشطة جماعة إرهابية، واتبعت المحكمة رأي الادعاء.
وقال رئيس المحكمة أنتوني فانمول إن مجرد التفكير في السفر للزواج والإقامة في مجتمع يحكمه تنظيم داعش وإقامة أسرة فيه، يكفي لاعتبار الأمر اشتراكا في أنشطة جماعة إرهابية. وقد علقت المحكمة معاقبة الفتاة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».