الحوثي يستعد لمحاكمات جماعية لأتباع صالح وتيارات أخرى

107 سجون للحوثيين في صنعاء ضمنها 25 سجناً سرياً

TT

الحوثي يستعد لمحاكمات جماعية لأتباع صالح وتيارات أخرى

كشف «مركز العاصمة الإعلامي» بصنعاء، أن ميليشيات الحوثي تستعد لإقامة محاكمة جماعية لقيادات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وعدد من قيادات تيارات مخالفة لتوجهاتها في صنعاء، بتهم مختلفة تمهيداً لإزالة المناهضين لها وتغيير المشهد العام في المدينة.
وتأتي هذه المحاكمات وفقاً لعبد الباسط الشاجع رئيس «مركز العاصمة الإعلامي» (جهة مستقلة)، تمهيداً لتغيير الخريطة السياسية لصنعاء، وتحويل المدينة إلى ثكنة خاصة تخضع لحكم الميليشيات التي نجحت في بسط نفوذها على كل مفاصل الحكم في المدينة، وتمكنت من تغييب حزب المؤتمر الشعبي وتحييد قيادته من لعب دور في صنعاء.
وقال الشاجع، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن الحوثيين وضعوا، منذ اجتياحهم صنعاء، تدمير الحياة السياسية هدفاً رئيسياً لهم، بعد أن يفرضوا سيطرتهم على الأجهزة القضائية والأمنية والجيش، وكان هذا العمل تدريجياً انطلق بتعطيل عمل الأحزاب السياسية، لافتاً إلى أن ما يحدث الآن هو تقديم رجال المؤتمر الشعبي العام إلى المحاكم وملاحقتهم بتهم فساد في محاولة لطمس ما تبقى من فاعلية قادة المؤتمر كما حدث مع الأحزاب السياسية الأخرى. وأضاف أن الأيام المقبلة ستشهد اعتقال ومحاكمة بعض السياسيين الموالين لصالح أو من أحزاب أخرى، وقد تزداد هذه الوتيرة الشهر المقبل، بهدف كسب الوقت لإصدار أكبر عدد من الأحكام الصورية ضد هذه القيادات وإيداعهم السجون قبل فرض أنظمة وسياسة الميليشيات في المدينة، لافتاً إلى أن هذه المحاكم تسيطر عليها الميليشيات، وهذا يشير إلى أن الأحكام جاهزة ويبقى التنفيذ.
وأشار عبد الباسط إلى أن الحوثيين - بحسب المعلومات التي جمعتها وحدة الرصد في المركز - يستعدون لهذه المرحلة، عبر زيادة عدد السجون التابعة للميليشيات، والتي وصلت إلى 107 سجون تتوزع بين مديريات العاصمة التسع تمارس فيها أبشع صنوف التعذيب والإهانة، منها 78 سجناً رسمياً، و25 سجناً سرياً، و4 سجون خاصة.
وتطرق إلى أن التقرير الذي أعده المركز، أشار إلى طبيعة المنشأة التي يحتجز فيها الحوثيون النشطاء، إذ يوجد 78 سجناً رسمياً يشمل أيضاً سجون أقسام الشرطة، وتحتجز الجماعة المعتقلين في 4 مواقع عسكرية، و8 مرافق تعليمية، و8 مرافق صحية، و8 منشآت سكنية إما تابعة لمسؤولين في الحكومة بعد مغادرتهم العاصمة، أو منازل تابعة لقياداتهم، و4 دور للعبادة، وأحد المعالم السياحية، وأحد المقرات الخاصة بالجماعة، ونادٍ رياضي واحد، ومكان معزول خارج العاصمة.
ووفقا للتقرير (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه)، فإن هناك 3195 مختطفاً في سجون الميليشيات، من بينهم 1615 ناشطاً، بينهم مدونون على شبكات التواصل، أو نشطاء حقوقيون، وغالبية المعتقلين هم من نشطاء ثورة فبراير (شباط) التي أسقطت نظام علي عبد الله صالح عام 2011، فيما سجل التقرير 119 جريمة وانتهاكاً ارتكبتها ميليشيا الحوثي والمخلوع في أمانة العاصمة صنعاء خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي تنوعت بين قتل واعتداء واختطاف واقتحام منازل ونهب أموال عامة وإقصاء وإحلال وتجنيد أطفال واستحداث نقاط عسكرية.
واستحدثت ميليشيات الحوثي وصالح بحسب التقرير 51 نقطة تفتيش وثكنة عسكرية تم رصدها في شهر سبتمبر منها 50 نقطة تفتيش استحدثتها في جنوب العاصمة في مناطق حدة الجديدة والسبعين والمصباحي والخط الرئيسي المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي، تحسباً لصراع بينها وبين حليفها صالح بعد تصاعد الخلافات بينهم، كما حولت مسجد الفردوس في منطقة سعوان إلى ثكنة عسكرية وسكن لأنصارها وعبثت بمحتوياته.
وأكد مدير مركز العاصمة الإعلامي أن الجانبين (الحوثي وصالح) بدآ في الآونة الأخيرة الكشف عن الوثائق التي تدين هذا الطرف أو ذاك، وهي المعركة التي يسعى الحوثي لاستغلالها في القضاء على ما تبقى من رموز سياسية في العاصمة صنعاء، لافتا أن الصراع ازداد شراسة في الشهرين الأخيرين بسبب اقتسام السلطة ومنازعة كل طرف للآخر. واستطرد أن الحوثيين استغلوا هذه المرحلة بإحكام سيطرتهم الكاملة على المدينة، الأمر الذي أخرج تدريجياً حزب المؤتمر من الصورة، وهم الآن يريدون طمس ما تبقى من ملامح هذا الحزب، بنشر تهم الفساد وملاحقة هذه القيادات ومحاكمتها في أسرع وقت تمهيداً لإحالتهم إلى السجون.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.