رياض المالكي: موجة الاستيطان إعلان حرب على الفلسطينيين وعملية السلام

حركة «السلام الآن» تقول إن عدد المستوطنين خارج الكتل الاستيطانية بلغ 172 ألفاً

فلسطيني ينظر إلى اعمال البناء في مستوطنة كريات أربع شرق مدينة الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
فلسطيني ينظر إلى اعمال البناء في مستوطنة كريات أربع شرق مدينة الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

رياض المالكي: موجة الاستيطان إعلان حرب على الفلسطينيين وعملية السلام

فلسطيني ينظر إلى اعمال البناء في مستوطنة كريات أربع شرق مدينة الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
فلسطيني ينظر إلى اعمال البناء في مستوطنة كريات أربع شرق مدينة الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

نشرت حركة «سلام الآن» الإسرائيلية معطيات جديدة تفيد بأن عدد المستوطنين اليهود الذين يعيشون في مستعمرات متفرقة خارج الكتل الاستيطانية، بلغ 172 ألفاً و185 مستوطناً، هذه السنة. وحذرت من أن هذه المعطيات تدل على أن الحكومة الإسرائيلية تسير على خط منهجي يمنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة الأطراف.
وجاء هذا الكشف، في وقت تستعد فيه الحكومة الإسرائيلية لإقرار بناء نحو 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة، ليصبح عدد الوحدات التي تم إقرارها أو بدء البناء فيها 12 ألفا خلال العام الحالي 2017؛ الأمر الذي جعل وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي يقول، أمس: إن موجة الاستيطان الجديدة هي بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وعملية السلام.
وأضاف المالكي، إن إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية، يجعلنا في حِل من أي التزام قدمناه للإدارة الأميركية ولأي جهة دولية. وفي تصريح لإذاعة «صوت فلسطين»، أمس، قال: إن السلطة الفلسطينية اتصلت بالإدارة الأميركية وأبلغتها أن بناء وحدات استيطانية جديدة بمثابة «إعلان حرب» على حل الدولتين. ودعا الإدارة الأميركية إلى تحمل مسؤوليتها حيال مثل هذه الخطوة، وقال: «لا نستطيع أن نقف حياديين أمام التصعيد الخطير الذي يقدم عليه نتنياهو، ويحاول، من خلال التنافس الداخلي الإسرائيلي، أن يكون على حساب الفلسطينيين».
وبشأن التحركات الفلسطينية لمواجهة تلك المخططات، قال المالكي، إن القيادة الفلسطينية «لن تترك باباً إلا وستطرقه بما فيه المحكمة الجنائية الدولية، لمواجهة هذا الاستيطان المسعور».
وأفادت حركة «السلام الآن»، من جهتها، بأن أكثر 6 آلاف و427 مستوطناً انتقلوا للعيش خارج الكتل الاستيطانية (المستوطنات المعزولة) في العام 2016 وحده. وأنه في الفترة ما بين عامي 2009 و2016، تم بناء 14 ألفا و463 وحدة سكنية في المستوطنات؛ منها 9 آلاف و899 وحدة خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة. وأوضحت، أن المستوطنين في الضفة الغربية (من دون القدس الشرقية المحتلة) يشكلون ما نسبته 4.6 في المائة من سكان الدولة العبرية اليوم (400 ألف مستوطن). وأشارت «السلام الآن» إلى أنه كانت هناك زيادة بنسبة 3.5 في المائة في عدد السكان المستوطنين خلال العام الماضي، مقارنة مع زيادة 2 في المائة في مجموع سكان «إسرائيل». واعتبرت أن تلك الأرقام «تظهر بأن نتنياهو زعيم غير مسؤول يتخلى عن المصالح السياسية والأمنية لإسرائيل، ويروّج لسياسة تُدمر فرص نجاح أي مفاوضات مستقبلية». وحذرت الحركة من أن إسكان عشرات الآلاف من المستوطنين الجدد في الضفة الغربية سياسة ذات أهداف خطيرة ومدمرة، لمنع أي ترتيب مستقبلي مع الفلسطينيين، ويحول في نهاية المطاف إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية».
جدير بالذكر، أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صرح بأن «مجلس التخطيط العالي» في الإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي، ينوي المصادقة على بناء 3829 وحدة استيطانية؛ 300 في مستوطنة بيت إيل (شمالي رام الله)، 206 في تقوع (جنوبي شرق بيت لحم)، 158 في «كفار عتصيون» (جنوبي بيت لحم)، 129 في أفني حيفتس (جنوبي شرق طولكرم)، 102 في نغوهوت (جنوبي الخليل)، 97 في رحاليم جنوبي نابلس، و48 في معاليه مخماش و30 وحدة في قلب مدينة الخليل. وقد شككت قيادة المستوطنين بهذه الأرقام، وادعت أن نتنياهو يخدع الجمهور، وأنه في الواقع سيصادق فعليا على ثلث هذا العدد. فعاد مكتب نتنياهو ليزايد على المستوطنين ويقول إن العدد هو 3800 وحدة.
وقامت شخصيات رئيسية في لوبي المستوطنات، من بينهم رئيس المجلس الإقليمي شومرون، يوسي دغان، والنائب بتسلئيل سموطريتش من البيت اليهودي، بمهاجمة رئيس الحكومة نتنياهو بشدة، وادعوا أن تصريحاته هي مجرد إسفين إعلامي. ورحب بيان لمجلس المستوطنات، بذلك، لكنه عبر عن «الشعور بالخيبة إزاء كمية وحدات الإسكان الفعلية».
ورفض مسؤولون كبار في ديوان نتنياهو هذه الانتقادات، وقالوا: إن «من يعتقد أنه لا يجب أخذ المعايير السياسية في الاعتبار، فإنه يرتكب خطأ كبيرا. لم يعمل أحد من أجل الاستيطان أكثر من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.