«لقاءات أفريقيا 2017» تدعم الشراكة التونسية ـ الفرنسية الموجهة نحو القارة السمراء

TT

«لقاءات أفريقيا 2017» تدعم الشراكة التونسية ـ الفرنسية الموجهة نحو القارة السمراء

انطلقت أمس بالعاصمة التونسية فعاليات الملتقى الاقتصادي «لقاءات أفريقيا 2017» بمشاركة نحو 650 فاعلا اقتصاديا من تونس والقارة الأفريقية وفرنسا، وتسعى كل من تونس وفرنسا إلى دعم الشراكة الاقتصادية بينهما الموجهة إلى الأسواق الأفريقية الواعدة.
حضر اللقاء، الذي أشرف على افتتاحه يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، إدوار فيليب رئيس الوزراء الفرنسي، وبول كابا تيبا رئيس وزراء بوركينا فاسو، مع عدد كبير من المنتجين والمصدرين والمختصين في النقل والشحن والتوريد والتصدير والتخزين، بما قد يساعد الاقتصاد التونسي على تجاوز حالة التعثر التي يعيشها. ويتضمن برنامج الملتقى، الذي يستمر على مدار يومين، ندوات اقتصادية ومالية وورشات عمل في مجالات صناعة الطائرات والسيارات والاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا الاتصال الحديثة والخدمات الصحية وتطوير الزراعة والتنمية المستدامة واللوجيستيات.
ويشارك في هذا الملتقى عدد من الوفود الأفريقية والفرنسية، بالإضافة إلى شركاء اقتصاديين من المغرب والجزائر ومصر وليبيا، وكثير من المنظمات الاقتصادية التونسية والأجنبية والغرف التجارية والصناعية، وهو ما قد يخلق حراكا اقتصادية واسعا؛ إذ إن «لقاءات أفريقيا 2017» تعد مناسبة اقتصادية مهمة بعد المنتدى الدولي للاستثمار «تونس 2020».
وفي هذا الشأن، قال الخبير الاقتصادي التونسي عز الدين سعيدان، إن هذه اللقاءات تمثل فرصة مهمة لتأكيد انفتاح السوق التونسية على الفضاء الأفريقي، وجعل تونس فضاء استثماريا بين الشمال والجنوب، وهو ما من شأنه دعم الدبلوماسية الاقتصادية وعودة تونس إلى فضائها الأفريقي الطبيعي.
وأشار سعيدان إلى مجموعة من العراقيل التي لا تزال تعوق توجه الاستثمارات التونسية نحو العمق الأفريقي ونجاحها في القارة السمراء، ومن بينها نقص التغطية الدبلوماسية وقلة العلاقات مع دول القارة الأفريقية، وضعف الربط الجوي والبحري، ونقص فروع البنوك التونسية في أفريقيا التي تدخل في تسهيل عمليات التصدير وتيسر المعاملات التجارية والمالية مع القارة السمراء.
ولا يتجاوز حجم التجارة التونسية مع جميع دول القارة حدود 5 في المائة من حجم المبادلات التجارية على أقصى تقدير، بينما تبلغ أكثر من 50 في المائة مع دول أوروبا، وتصل إلى نحو 70 في المائة من المعاملات التجارية مع بلد مثل فرنسا. وتعمل تونس على اعتماد استراتيجية جديد لدخول الأسواق الأفريقية بعد طلب دخولها السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا المعروفة باسم «كوميسا»، وتضم هذه السوق وحدها مجموعة استهلاكية لا تقل عن 480 مليون نسمة.
ولتحقيق هذا الهدف والوصول إلى أسواق تسجل سنويا نسبة نمو اقتصادي لا تقل عن 7 في المائة، برمجت تونس خلال السنوات الأخيرة فتح خط بحري مع دول القارة الأفريقية و13 خطا جويا مباشرا لوجهات أفريقية متعددة. وقدمت تونس خلال بداية السنة الحالية طلب الانضمام إلى تلك السوق المشتركة، إضافة إلى فتح دبلوماسيات جديدة في دول أفريقية عدة.
وتسعى السلطات التونسية إلى دعم الاستثمارات التونسية في القارة الأفريقية، وأن تكون تونس قاعدة تصدير منتجات دول أخرى لأفريقيا، مثل الصين وتركيا والاتحاد الأوروبي، وأن تشجع الصادرات نحو البلدان الأفريقية، وتعمل على تجسيم هذه الاستراتيجية من خلال الشراكة مع فرنسا التي تتمتع بحضور كبير في القارة السمراء.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».