تخرج دفعة جديدة من الشرطة العسكرية بتعز والحوثيون يختطفون المسافرين من الطرقات في البيضاء

TT

تخرج دفعة جديدة من الشرطة العسكرية بتعز والحوثيون يختطفون المسافرين من الطرقات في البيضاء

قال نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية، عبد العزيز جباري: «ما زلنا في مواجهة مع ميليشيات الحوثي وصالح الإرهابية التي دمرت الوطن لخدمة مصالحة ضيقة وأنانية، وارتكبت جريمة العصر بحق أبناء الشعب اليمني الذي ينشد التطور والبناء».
جاء ذلك خلال احتفال قيادة المحور العسكري بمحافظة تعز، بتخرج دفعة جديدة من قوات الشرطة العسكرية، وذلك بحضوره ووزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح رئيس اللجنة العليا للإغاثة، ووكيل وزارة النفط والمعادن المهندس شوقي المخلافي، وقائد المحور العسكري اللواء خالد، فاضل وقادة الألوية العسكرية ووكلاء المحافظة، حيث أشار جباري إلى أنه ومن خلال الزيارة إلى تعز «لمس من أبناء المحافظة بمختلف فئاتهم وتعطشهم لتطبيق النظام والقانون وتفعيل مؤسسات الدولة وعودة الحياة الطبيعية للمواطنين الذين عانوا أوضاعاً إنسانية صعبة منذ بداية الحرب التي تشنها الميليشيا الانقلابية على تعز»، وذلك طبقاً لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وفي الاحتفال، هنأ نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية أبناء تعز والجيش الوطني بتخرج هذه الدفعات العسكرية المحترفة إضافة إلى القوات المسلحة التي تسطر بطولات متميزة في مختلف المحاور القتالية لتطهير الوطن من شرذمة الانقلابيين ومن تحالف معهم.
ودعا جباري الخريجين إلى الالتزام بالدستور والقانون والمحافظة على المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، والتعامل مع المواطنين بكل احترام وتقدير، وأن يصونوا حقوقهم، وأن يكونوا أشداء في تطبيق النظام والقانون دون استثناء.
كما التقى قيادة الألوية والقيادات الميدانية للجبهات في مختلف محاور المواجهات في تعز.
وخلال اللقاء أشاد بالدور الكبير والبطولي الذي يقدمه الجيش الوطني في الدفاع عن تعز وعن الجمهورية والوحدة ومشروع اليمن الجديد الذي يحقق أحلام اليمنيين وتطلعاتهم لحياة مستقرة وآمنة.
وأكد اهتمام الجميع بدعم عملية استكمال تحرير محافظة تعز والاهتمام، وتنفيذ المتطلبات وحل جميع المشكلات العالقة أمام عملية استكمال التحرير واستعادة الدولة وتفعيل مؤسسات الدولة لخدمة المواطنين.
في موضوع آخر، أكد شهود عيان في محافظة البيضاء لـ«الشرق الأوسط» استمرار ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية عمليات اختطاف المواطنين والمسافرين من الطرقات دون أية أسباب تُذكر سوى اتهام البعض منهم بأنهم موالون للشرعية في اليمن.
وقال الشهود إن «الميليشيات الانقلابية اختطفت العشرات من المسافرين من أبناء البيضاء بنقطة المشرق الحوثي المدعو أبو هاشم الريامي بمفرق الحجلة منطقة الحيكل بمديرية ذي ناعم، الأمر نفسه الذي تكرر قبل ذلك في إحدى النقاط بمدينة رداع».
وأضاف أنه «وبينما تقوم الميليشيات الانقلابية باختطاف عدد من المسافرين تقوم أيضاً بتفتيش كل من يمر بالنقطة وأي أمتعة كانت كبيرة أم صغيرة، حتى وصل الأمر إلى تفتيش الهواتف وكل ذلك لتلصق لهم تهماً بأنهم من الموالين لشرعية الرئيس هادي والمناوئين للانقلاب»، مؤكدين في الوقت ذاته أنه «عند إطلاق سراح أي مختطَف تُفرَض مبالغ كبيرة مقابل ذلك، وبعد تعذيبهم في سجونهم السرية والخاصة في البيضاء».
يأتي ذلك في الوقت الذي منعت عناصر المقاومة الشعبية في جبهة القوعة والاجردي بمديرية الزاهر بالبيضاء استحداث الانقلابيين لمواقع جديدة، إضافة إلى قيام ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية باحتجاز سيارات المواطنين من أبناء منطقة الطياب بمديرية ذي ناعم، في مساعٍ منها لمصادرتها عوضاً عن الطقم العسكري التابع للانقلابيين الذي تم إحراقه من قبل عناصر المقامة من أبناء المديرية ذاتها.
إلى ذلك، تتواصل العمليات العسكرية في جبهات القتال المختلفة مع تكثيف مقاتلات تحالف دعم الشرعية لغاراته على مواقع وأهداف عسكرية تتبع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وتكبيدها الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.
وقتل عنصران انقلابيان بينما جُرِح ثلاثة آخرون أثناء محاولاتهم التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في مديرية صرواح بمحافظة مأرب، جراء انفجار لغم أرضي كانت قد زرعته هي نفسها قبل فرارها من المواقع الذي انفجر فيه اللغم، قبل تحريره من قبل الجيش الوطني.
ورافق ذلك استمرار قوات الجيش الوطني تقدمها في بجبهة هيلان وتحرير مواقع جديدة فيه مع تكثيف قصفه على ما تبقى من مواقع تمركز الانقلابيين في صرواح، وبإسناد جوي من مقاتلات دعم الشرعية التي دمرت آليات عسكرية ومواقع كانت تتمركز فيها بالمديرية.
وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الوطني تحقيقه تقدماً نوعياً في معاركه في مديرية خب والشعف شمال محافظة الجوف.
وقال مساعد المنطقة العسكرية السادسة العقيد محمد صالح راسية، إن قوات الجيش التابعة اللواء الأول حرس حدود تمكنت من تطهير معسكر الغريميل ومناطق الاجاشر والرملة شمال المديرية بعد معارك عنيفة مع الميليشيات تدور رحاها منذ يوم الجمعة الماضي.
وأشار المسؤول العسكري اليمني، وفقاً لما نقله موقع القوات المسلحة اليمنية على شبكة الإنترنت، 26 سبتمبر (أيلول)، إلى أن الإنجاز المحقق سيفتح جبهة قتال جديدة ضد الميليشيات وتضييق الخناق عليها، مؤكداً أن معارك متقطعة شهدتها جبهة اليتمة، بعد محاولة فاشلة لعناصر الميليشيا الانقلابية التقدم باتجاه مواقع الجيش الوطني في المنطقة.
وشهد محيط معسكر التشريفات في تعز، شرقا، والدفاع الجوي، شمالات، مواجهات عنيفة إثر تكرار الانقلابيين لمحاولات تسلل لاستعادة مواقع فقدتها. ودكت مدفعية «اللواء 35 مدرع - جيش وطني»، مواقع الانقلابيين شرق المدينة، مستهدفةً بذلك إحدى العربات التابعة للانقلابيين التي تم إعطابها، إضافة إلى استهداف مواقع لهم في تبة السلال حيث تتمركز الميليشيات.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.