ملايين الهواتف بتقنيات الواقع المعزز... قريباً

«إي آر كور» من «غوغل» للأجهزة العاملة بنظام «آندرويد»

ملايين الهواتف بتقنيات الواقع المعزز... قريباً
TT

ملايين الهواتف بتقنيات الواقع المعزز... قريباً

ملايين الهواتف بتقنيات الواقع المعزز... قريباً

خلال العام الماضي، ظلت تطلعات شركة «غوغل» فيما يتعلق بتقنية الواقع المعزز محافظة على مستوى متواضع في منصتها «تانغو إيه. آر Tango AR» التي تعمل على هاتفين فقط، أحدهما تم إطلاقه قبل أسبوعين فقط. ولكن نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي أطلقت «غوغل» تقنيات أخرى للواقع المعزز هي ـ «إيه.آر. كور ARCore» التي يتوقع أن تحمل معها قدرات الـ«تانغو» السالفة، إلى ملايين الهواتف العاملة بنظام «آندرويد».

اختبار فعلي
تماماً كما «إيه.آر. كيت» من «آبل»، يعمل «إيه. آر. كور» دون الحاجة إلى أي أجهزة إضافية. وتجدر الإشارة إلى أن إطلاق عينة هذه التقنية للمطورين سينحصر بـهواتف «بيكسل» و«غالاكسي 8» التي تعمل بنظم تشغيل «نوغات» وما بعدها. إلا أن «غوغل» تعتزم تشغيل «إيه آر. كور» على 100 مليون جهاز من «سامسونغ»، «هواوي»، و«إل.جي»، و«آسوس»، وغيرها بعد انتهاء العرض التجريبي نهاية هذا العام.
قد يكون الـ«إيه.آر. كور» خبراً سيئاً لـ«آسوس» وإصدارها «زين فون إي.آر.»، الذي سيواجه تراجعاً باعتباره كان تقنية متميزة، إلا أنه سيكون خبراً رائعاً بالنسبة لأجهزة كثيرة أخرى.
وتعتبر تقنية الواقع المعزز منصة أكثر جذباً من تقنية الواقع الافتراضي؛ إذ يكفي فقط أن المستخدم لن يكون في حاجة لأي أجهزة أو إكسسوارات أخرى ليستفيد منها.
هذا بالإضافة إلى أنها منصة تصلح للاستخدام اليومي. وفي حين أن الانغماس التام في استخدام سماعات الواقع الافتراضي قد يحمل معه عناصر مبهرة أكثر من الواقع المعزز، فإن المرونة والجوانب العملية هي السمات التي تتصف بها تقنيات الواقع المعزز في الأمور الحياتية اليومية كالقياسات والتبضع والسفر وغيرها من النشاطات وهي أفضل بكثير.
وعند وضع تقنية الواقع المعزز بين يدي ملايين المستخدمين، ستكون غوغل بذلك قد وضعت هذه المنصة على الطريق السريع، ولن يطول الزمن قبل أن تصبح أكثر من مجرد خدعة سحرية.

واقع جديد
تماماً كـ«تانغو»، يعمل كلا «ARKCore SDK» بنظام «جافا- أوبن جي.إل.»: «يونيتي» و«آن ريل»، ويركز على ثلاثة مجالات أساسية، هي: تعقب الحركة، فهم المحيط، وتقدير الإضاءة. على الصعيد التطبيقي، هذا يعني أن الأشياء ستتفحص البيئات التي يوجد فيها المستخدم للتوصل إلى أفضل الأسطح للتحرك، دراسة الضوء والظل، وتعديل الوضعية أثناء حركته.
إنها جميع الأشياء التي يقوم بها «تانغو» (عدا الاستشعار العميق)، باستثناء أن المستخدم لن يحتاج إلى هاتف بكاميرا راقية بعد الآن. هذا غير أن «غوغل» هي حالياً بصدد إطلاق نموذج متصفح مخصص لمطوري المواقع الإلكترونية للاستفادة منه أيضاً. وكما أعلن في مؤتمر «غوغل» للمطورين «آي- أو» أن الشركة ما زالت تعمل على تطوير خدمة تموضع بصرية عالية المستوى، من شأنها أن تقدم تجارب واقع معززة وعالمية كبيرة للخرائط الداخلية وغيرها من الخدمات.
وحتى وهو لا يزال في مرحلة العرض، يعتبر «إي.آر. كور» خطوة هائلة لتقنية الواقع المعزز على آندرويد، ليس فقط لأن هذه التقنية لن تكون محصورة بعد اليوم بفئة صغيرة من المستخدمين، بل لأن عدداً كبيراً من التطبيقات سيستفيد من المنصة.
صحيح أن «بلاي ستور» يحتوي على بعض التطبيقات الجيدة من «تانغو»، إلا أنها لم تكن شائعة لأن الجمهور كان محدوداً. ولكن بعد اتساع قاعدة المستخدمين، سيتمكن المطورون من اللحاق بالتقدم الحاصل.
وتشير بعض البيانات أيضاً إلى أن «غوغل» باتت في المستوى نفسه مع «آبل».
فمنذ مؤتمر «آبل» للمطورين، عمدت الشركة إلى تسليط الضوء على الأشياء التي ينتجها مطورو «آي.أو.أس». مع «إي.آر. كيت»؛ سعياً منه للتفوق على «تانغو». ومع هذه المنصة المطورة للجميع، يمكن لتقنية الواقع المعزز أن تتحول وبسرعة إلى ساحة معركة جديدة تتنافس فيها شركتان.
يتوفر «إي.آر. كور» للمطورين الذين يستخدمون «بيكسل» و«غالاكسي 8» الآن، وتعد «غوغل» بأنه سيكون لديها المزيد لتشاركه مع الجمهور هذا العام.


مقالات ذات صلة

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».