إيران تدعم قوات النظام بطائرات تحمل صواريخ موجهة

TT

إيران تدعم قوات النظام بطائرات تحمل صواريخ موجهة

أدخل «الحرس الثوري الإيراني» سلاحاً جديداً إلى معركة يشارك فيها إلى جانب قوات النظام السوري ضد تنظيم داعش في البادية، تمثل في طائرات مسيرة تطلق صواريخ موجهة، في وقت تمرد فيه عناصر من «داعش» على قرار قيادتهم في ريف حماة الشرقي، القاضي بتنفيذ اتفاق مع قوات النظام، يقضي بخروجهم إلى ريف إدلب.
وأظهر مقطع فيديو مصور نشره تلفزيون «العالم» الحكومي الإيراني، طائرات مسيرة تلقي صواريخها، وقال إنها طائرات تابعة لـ«الحرس الثوري الإيراني»، استهدفت أهدافاً لتنظيم داعش في البادية السورية، من غير تحديد موقع الاستهداف. واكتفى التلفزيون الإيراني بالقول إن الهجمات وقعت بالقرب من الحدود السورية - العراقية، ودمرت مركبات وعتادا عسكريا وذخيرة.
وقال مصدر سوري معارض في دير الزور، إن نطاق عمل الطائرات الإيرانية توسع من ريف دمشق الجنوبي الشرقي ووصل إلى غرب منطقة البوكمال في دير الزور الحدودية مع العراق، لافتاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن النشاط الجوي في المنطقة القريبة من مدينة دير الزور «عادة ما ترصد فيها طائرات تابعة لقوات النظام السوري والطائرات الروسية».
وواظبت طهران على الإعلان عن أسلحة جديدة تستخدمها في سوريا. وبموازاة إطلاق صواريخ قصيرة المدى من إيران باتجاه منطقة دير الزور في الصيف الماضي، أعلنت طهران عن تسيير طائرات من دون طيار في منطقة عمل قوات التحالف قرب قاعدة التنف في سوريا؛ لكنها لم تعلن عن استخدام صواريخ موجهة تطلقها الطائرات المسيرة قبل الآن.
وأظهر الفيديو أمس، صورتين متزامنتين لمسار الصاروخ: الأولى مأخوذة من كاميرا مثبتة في مقدمته، والثانية من طائرة استطلاع، واستهدف أهدافاً للتنظيم بينها دبابة، ما يعني أن الصواريخ الموجهة مضادة للدروع. وقال المصدر شرق سوريا إن هذا النوع من السلاح «لم يرصد في وقت سابق في نطاق عمل الطائرات الإيرانية المسيرة».
وكان الجيش الأميركي قد دمر طائرة استطلاع إيرانية حاولت الاقتراب من معسكر التنف التابع لواشنطن لتدريب فصائل «الجيش السوري الحر» ضد «داعش» قرب الحدود السورية - العراقية.
وفي دير الزور، شنت عناصر التنظيم هجمات مضادة ضد قوات النظام في الضفاف الشرقية لنهر الفرات المقابلة لمدينة دير الزور ومطارها العسكري، أسفرت عن مقتل 79 شخصاً على الأقل بينهم 7 من القوات الروسية، منذ 18 سبتمبر (أيلول) الماضي، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، لافتاً إلى أن عناصر التنظيم فجروا عربات مفخخة وأحزمة ناسفة مستهدفين هذه المواقع في الضفاف الشرقية خلال الهجمات المعاكسة، في حين نفذت الطائرات الروسية ضربات مكثفة استهدفت مناطق شمال بلدة خشام المحاذية لحقول نفطية في شرق الفرات بريف دير الزور، من بينها حقل غاز «كونيكو» الذي تسيطر عليه «قوات سوريا الديمقراطية».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».