ارتفاع ضحايا الغارات الروسية على «فيلق الشام» في إدلب إلى 45

قصف متجدد على ريفي حلب الجنوبي والغربي للمرة الأولى منذ خمسة أشهر

عناصر الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يبحثون عن ضحايا غارات طيران استهدفت خان شيخون بريف إدلب أمس (أ.ب)
عناصر الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يبحثون عن ضحايا غارات طيران استهدفت خان شيخون بريف إدلب أمس (أ.ب)
TT

ارتفاع ضحايا الغارات الروسية على «فيلق الشام» في إدلب إلى 45

عناصر الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يبحثون عن ضحايا غارات طيران استهدفت خان شيخون بريف إدلب أمس (أ.ب)
عناصر الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يبحثون عن ضحايا غارات طيران استهدفت خان شيخون بريف إدلب أمس (أ.ب)

ارتفع عدد قتلى الغارات الروسية على مقرات «فيلق الشام» في إدلب إلى 45 عنصرا، وذلك بعد ستة أيام من القصف المستمر على ريفي حماة وإدلب، إثر هجوم قام به عناصر «هيئة تحرير الشام» ضد مواقع لقوات النظام، في وقت استهدف طيران النظام وموسكو للمرة الأولى منذ خمسة أشهر ريفي حلب الجنوبي والغربي.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، عن «مقتل 45 عنصراً على الأقل من فيلق الشام جراء قصف روسي استهدف السبت مقرات تابعة للفصيل» على أطراف قرية تل مرديخ الواقعة قرب مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي.
وكانت حصيلة للمرصد السبت أفادت بمقتل 37 عنصراً على الأقل قبل ارتفاع العدد مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين تحت الركام.
وقال مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» في المكان: «إن الغارات استهدفت المقرات وهي عبارة عن كهوف على أطراف القرية كان داخلها العشرات من مقاتلي الفصيل، ما أدى إلى تدميرها وإغلاق كافة المنافذ إليها».
ولم يتضح سبب الغارات التي نفذتها الطائرات الروسية السبت على مقرات هذا الفصيل المشارك في محادثات أستانة التي انتهت جولتها الأخيرة بإعلان ضم محافظة إدلب إلى مناطق خفض التصعيد في سوريا.
ويعد فيلق الشام إحدى الفصائل المعتدلة وفق المرصد، ويضم الآلاف من المقاتلين في صفوفه وينتشر بشكل رئيسي في محافظتي إدلب وحلب (شمال) المجاورة. وخاض هذا الفصيل في شهر يونيو (حزيران) معارك ضد هيئة تحرير الشام (التي تضم جبهة النصرة وفصائل أخرى).
وتسيطر هيئة تحرير الشام منذ يوليو (تموز) الماضي، على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مع تقلص نفوذ الفصائل الأخرى، وهي مستثناة مع تنظيم داعش من اتفاق خفض التصعيد الذي أقر في مايو (أيار)، وتمت إضافة إدلب إليه قبل نحو أسبوعين، في إطار محادثات آستانة برعاية روسيا وإيران حليفتي النظام وتركيا الداعمة للمعارضة.
وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في فيلق الشام إدريس الرعد استهداف المقرات. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «مشاركتنا في أستانة لا تعني بأي حال من الأحوال اعتبار روسيا دولة صديقة أو محايدة»، موضحاً أن «القصف الروسي ليس مستغرباً فسياسة روسيا منذ تدخلها في سوريا مبنية على الإجرام والقتل». وشدد على أن «هذا الاستهداف لن يثنينا عن الاستمرار في تحقيق أهداف ثورتنا وعلى رأس أولوياتها رحيل رئيس النظام بشار الأسد.. وطرد المحتل الروسي».
وفي موازاة استمرار القصف المتبادل بين «هيئة تحرير الشام» في ريفي حماة الغربي والشمالي الشرقي حيث سجل سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، استمر نزوح المدنيين ومقاتلين من «داعش» من آخر جيب للتنظيم في ريف حماة الشرقي باتجاه ريف إدلب الجنوبي، نتيجة اتفاق مع قوات النظام.
وأفاد المرصد بخروج أكثر من 1200 شخص من منطقة وادي العذيب بريف حماة الشمالي الشرقي، باتجاه مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل بريف حماة الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، ليرتفع عدد النازحين إلى 5800 شخص منذ ثلاثة أيام، لافتا إلى أن «الهيئة» عمدت إلى اعتقال كل عنصر من «داعش» يتم التعرف عليه من بين النازحين الفارين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.