تركيا تخطط لشراكة إنتاجية مع «بوينغ» الأميركية

«الخطوط الجوية» تشتري عشرات الطائرات في صفقة تتكلف المليارات

TT

تركيا تخطط لشراكة إنتاجية مع «بوينغ» الأميركية

تخطط تركيا لإنشاء شركات تكون جزءا من خط إنتاج طائرات «بوينغ» الأميركية. ولفت وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي في تصريحات أمس الأحد، عقب افتتاح مركز التجارة التركي بمدينة نيويورك، إلى اللقاء الذي عقده وفد تركي مع إدارة شركة «بوينغ»، وقال إن هناك توافقا بين الجانبين على عدة أمور تتعلق بنقل الخبرات والتكنولوجيا وصناعة بعض قطع الطائرة إلى الشركات التركية.
وأشار زيبكجي إلى أنّ «التوافق بين الوفد التركي وشركة (بوينغ)، لن تكون فيه تركيا المستهلك». قائلاً: «كانت لنا طلبات تتعلق بمجال التعليم، وتكنولوجيات الصيانة، وصناعة بعض القطع، ومعدات التجهيزات كالمقاعد وجسم الطائرة»... وأوضح أنّ «الجانبين اتفقا على وضع خريطة طريق لمدة عامين أو ثلاثة».
وقال زيبكجي: «لا نريد فقط أنّ ندخل في خط تصنيع طائرات (بوينغ)؛ بل علينا خلق شركات، تكون جزءاً لا يمكن الاستغناء عنه في تكنولوجيا وثقافة وتطوير هذه الطائرات».
في السياق نفسه، أفاد بيان صادر عن شركة «الخطوط الجوية التركية» بأنها بدأت مباحثاتها مع شركة «بوينغ» لصناعة الطائرات التجارية، لشراء 40 طائرة ركاب من طراز «دريملاينر 9 - 787»، مما يشير إلى وجود طلب على طائرة المسافات الطويلة وسط تراجع الطلبيات على كثير من الأنواع عريضة البدن. وأضاف البيان أن «مسؤولي الشركة أجروا لقاءً مع مسؤولي شركة (بوينغ)، من أجل عملية شراء الطائرات خلال الفترة من 2019 وحتى 2023».
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن «الخطوط الجوية التركية» تخطط لشراء عشرات الطائرات من الشركتين المتنافستين «بوينغ» الأميركية و«إيرباص» الأوروبية بقيمة أكثر من 10 مليارات دولار، في إطار جهودها الرامية لتعزيز أسطولها الجوي.
ويأتي الاتفاق مع «بوينغ»، الذي تقدر قيمته بمبلغ 10.8 مليار دولار، على قائمة أسعار «بوينغ»، في وقت تسعى فيه «الخطوط الجوية التركية» لتعزيز أسطولها بهدف تلبية الطلب على الطائرات عريضة البدن.
وكانت «بوينغ» قالت هذا الشهر إنها ستزيد إنتاج الطائرات «دريملاينر 787» إلى 14 طائرة في الشهر في 2019، لتحيي بذلك خططا كانت معلقة في السابق نتيجة تذبذب الطلب على الطائرات عريضة البدن.
وقالت مصادر في «الخطوط الجوية التركية» إن الشركة بدأت محادثات مع «إيرباص» لشراء ما يصل إلى 40 طائرة من طراز «A350» بقيمة 12.4 مليار دولار وفقا للأسعار المعلنة، وذلك بعد ساعات من إبرامها صفقة مماثلة مع «بوينغ» الأميركية المنافسة لـ«إيرباص».
وقالت المصادر إنه بعد ساعات من إعلان «بوينغ» طلبت «الخطوط الجوية التركية» أسعار ما يصل إلى 40 طائرة عريضة البدن من طراز «A350 - 900». فيما قال متحدث باسم «إيرباص»: «لا نعلق نهائيا على محادثات قد نخوضها أو لا نخوضها مع زبائننا».
وخلال أغسطس (آب) الماضي، سجلت «الخطوط الجوية التركية» رقما قياسيا في معدل الإشغال (امتلاء الطائرات)، بعد أن بلغ 84.3 في المائة، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق.
وأشارت الشركة، في بيان، إلى ارتفاع معدل الإشغال الإجمالي خلال الشهر الماضي 5.7 نقطة، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2016، فيما ارتفع معدل إشغال الخطوط الخارجية في طائرات الشركة 6.3 نقطة خلال الشهر ذاته، ليصل إلى 84.1 في المائة، بحسب البيان.
من جهة أخرى، قالت الشركة إن الطلب سجل ارتفاعا بنسبة 5.5 في المائة خلال الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس الماضيين. كما ارتفع عدد المسافرين خلال الأشهر الـ8 الماضية بنسبة 6.1 في المائة.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».