خليفة أوبراين يتهم الحوثيين بعرقلة المساعدات

قال إنهم أعاقوا حركة موظفي مكافحة الكوليرا... ووصف سلوكهم بـ«غير المقبول»

TT

خليفة أوبراين يتهم الحوثيين بعرقلة المساعدات

اتهم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الجديد مارك لوكوك، ميليشيات الحوثي وصالح، بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأفاد لوكوك في اجتماع رفيع المستوى حول اليمن عقد بمقر الأمم المتحدة أول من أمس الجمعة، بأنه «في كثير من الأحيان تقوم السلطات الفعلية في صنعاء بتأخير أو عرقلة وصول المساعدات الإنسانية»، بحسب بيان نشره مركز أنباء الأمم المتحدة على موقعه الرسمي ونقلته «العربية. نت»، وأضاف أنه تتم «عرقلة تحرك العاملين في المجال الإنساني بما في ذلك ما يتعلق بالاستجابة لمرض الكوليرا». وشدد المسؤول الأممي الذي خلف ستيفن أوبراين الوكيل السابق، على أن عرقلة الحوثيين لوصول المساعدات الإنسانية «غير مقبولة».
من ناحيته، دعا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي الدول المانحة والمنظمات الدولية إلى رفع تعهداتها لسد الفجوة في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لبلاده.
وشدد الوزير المخلافي وفق ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) على ضرورة إعادة النظر «في آلية توزيع المساعدات الإغاثية بالتنسيق مع الحكومة الشرعية وتلافي أخطاء الماضي... لافتاً إلى أن الميليشيا دأبت على العبث بتلك المساعدات وبيعها في السوق السوداء على حساب المحتاجين في المناطق المتضررة»، مؤكدا على أهمية فصل الوضع الإنساني عن الجانب السياسي باعتبار الأزمة الإنسانية نتيجة مباشرة للانقلاب على الشرعية... مشدداً على أهمية دعم جهود السلام وممارسة الضغط على الانقلابيين للقبول بمقترحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن الأخيرة بشأن ميناء ومدينة الحديدة وآلية تحصيل وصرف رواتب موظفي الدولة باعتبارها خطوة لبناء الثقة، والبناء عليها لتحقيق تسوية سياسية تنهي معاناة الشعب اليمني.
ونوه المتحدثون إلى ضرورة دعم جهود الحل السياسي في اليمن، كون الأزمة الإنسانية من صنع الإنسان، وبالتالي فإن الحل السياسي كفيل بإنهاء معاناة الناس.
الجدير بالذكر أن احتياجات خطة الاستجابة الإنسانية تتطلب 2.3 مليار دولار، بينما وصل التمويل إلى 1.1 مليار دولار قبل الاجتماع الحالي، وهو ما يعني أن فجوة التمويل لا تزال أكثر من 50 في المائة.
وتبقى السعودية أكبر المانحين لليمن، إذ رصدت بحسب تصريحات مسؤولي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إجمالي المبالغ المرصودة لليمن 8.2 مليار دولار في مختلف القطاعات الإنسانية والتنموية ولليمنيين في داخل السعودية والنازحين، إلى جانب الودائع والمساعدات النقدية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.