إسرائيل تعد لدفعة جديدة من مشاريع الاستيطان

اعتداء على كنيسة فلسطينية قرب القدس

فلسطينيون يواجهون قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية إثر إغلاقها إحدى الطرق (إ.ف.أ)
فلسطينيون يواجهون قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية إثر إغلاقها إحدى الطرق (إ.ف.أ)
TT

إسرائيل تعد لدفعة جديدة من مشاريع الاستيطان

فلسطينيون يواجهون قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية إثر إغلاقها إحدى الطرق (إ.ف.أ)
فلسطينيون يواجهون قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية إثر إغلاقها إحدى الطرق (إ.ف.أ)

على الرغم من أن إسرائيل تحتفل بعيد رأس السنة العبرية، وتفرض إغلاقا شاملا على الضفة الغربية، فإن قواتها العسكرية واصلت ممارساتها القمعية، حيث نفذت فجر أمس حملة مداهمات واعتقالات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، طالت عددا من منازل المواطنين وعاثت فيها «خراباً».
وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينتي الخليل وبيت لحم جنوب القدس المحتلة، وداهمت منازل المواطنين قبل أن تعتقل ثلاثة شبان وتنقلهم إلى جهة غير معلومة. وقالت المصادر ذاتها إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب يحيى ناصر الزين بعد دهم منزل عائلته وتفتيشه في منطقة «شارع السلام» بمدينة الخليل، موضحة أن مجموعة كبيرة من وحدة «المشاة» في جيش الاحتلال اقتحمت مخيم العروب للاجئين (شمال الخليل)، وشرعوا بعمليات تفتيش. وأكدت مصادر أمنية فلسطينية، أن قوات الاحتلال اعتقلت أيضا الشاب وائل أبو صوي، من بلدة الدوحة غرب مدينة ببيت لحم، عقب مداهمة منزل عائلته وتفتيشه، إلى جانب إعادة اعتقال الأسير المحرر صالح الجعيدي (25 عاماً)، عقب اقتحام منزله في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم. كما اعتقلت قوات الاحتلال أمس المواطن علام أمين رايق على معبر الكرامة أثناء توجهه إلى الأردن لمتابعة علاجه الطبي. وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال داهمت فجر أمس عدة منازل في قرية طورة، الواقعة جنوب غربي جنين، ونفذت عمليات تفتيش بحثا عن الشابين قيس مؤيد قبها، وأنس نهاد رفيق قبها، لاتهامهما برشق حاجز عسكري طورة وأم الريحان بالحجارة، إلا أن تصدي الأهالي لجنود الاحتلال حال دون ذلك. من جهة ثانية، أفادت مصادر في تل أبيب بأن الحكومة الإسرائيلية ستناقش خلال جلستها الأسبوع المقبل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، ومن بينها 30 وحدة في الحي الاستيطاني في قلب مدينة الخليل المحتلة، موضحة أن مخطط البناء أحيل إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي طلب منه الموافقة على البدء بتنفيذ هذه المخططات.
وأضافت المصادر، أن خطة البناء في الخليل التي ما زالت في مرحلة التخطيط، تشمل بناء 30 وحدة سكنية، وروضتي أطفال وموقف للسيارات، وهذه الخطة تحظى بتأييد غالبية وزراء الائتلاف الحكومي، بدءا من وزراء البيت اليهودي، مرورا بوزراء من الليكود ورئيس حركة «شاس» أرييه درعي، وصولا إلى نائب الوزير مايكيل أورون من حزب كلنا. وادعى المتحدث باسم المستوطنين في قلب مدينة الخليل نوعام أرنون أن الحديث لا يدور عن مصادرة أراضي جديدة لإقامة الأبنية الجديدة عليها، وإنما عن أراض يملكها المستوطنون منذ زمن بعيد، توجد في قلب الحي الاستيطاني بمدينة الخليل.
ويسود الاعتقاد في أوساط أعضاء الكنيست من الائتلاف أن نتنياهو سيقر خطة البناء هذه، وأن بعض أعضاء الكنيست أرسلوا رسائل لنتنياهو حثوه فيها على الموافقة على البناء في الخليل.
وقال نفتالي بينت، وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، زعيم البيت اليهودي، إن من حق المستوطنين في الخليل البناء والتوسع مثل باقي المستوطنين في الضفة الغربية.
وإلى جانب موضوع البناء الاستيطاني في الخليل، من المقرر أن تطرح ما تسمى الإدارة المدنية خطة بناء مستوطنة بديلة لمستوطني البؤرة الاستيطانية «ميغرون»، وتطالب الحكومة بالموافقة على إقامة بيوت دائمة للمستوطنين بدل البيوت التي أخلتها سابقا.
من جهة ثانية، تعرضت كنيسة القديس أسطفانوس، الواقعة داخل دير الرهبان السالزيان في بيت جمال غربي مدينة القدس، لاعتداء من قبل جناة مجهولين، خلف دمارا كبيرا في الكنيسة، إضافة إلى تكسير لوحات زجاجية ذات رموز دينية. وأصدر أمس مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية بيانا، جاء فيه إنه «من المؤسف والمغضب أن نرى أنفسنا منشغلين بشجب واستنكار مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تكررت كثيرا في السنوات الأخيرة، في حين أننا نكاد لا نرى علاجا أمنيا أو تربويا من قبل السلطات في الدولة إزاء هذه الظاهرة الخطيرة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.