قتل 224 شخصاً على الأقل، جراء زلزال عنيف ضرب وسط المكسيك ليل الثلاثاء، بينهم 21 طفلاً، على الأقل، قضوا في انهيار مدرستهم في العاصمة، على ما أعلنت الحكومة، أمس الأربعاء، مضيفة أن عدد الضحايا في تزايد مستمر. ووقع الزلزال بعد 32 عاماً، يوماً بيوم، من زلزال مدمر في 1985 خلف أكثر من عشرة آلاف قتيل (30 ألفاً بحسب بعض التقديرات)، وبقي عالقاً في الذاكرة الوطنية. وقد أصيب أكثر من 700 شخص، نحو 400 منهم حالتهم خطيرة، وذلك بعد وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 1.7 درجة على مقياس ريختر، بحسب المركز الجيولوجي الأميركي.
وأعلنت عدة مؤسسات من العاصمة، بينها مطار مكسيكو الدولي، وجامعة مكسيكو الوطنية المستقلة، إحدى كبرى جامعات أميركا اللاتينية، على حسابها على «تويتر»، تعليق أنشطتها إلى حين التثبت من متانة مبانيها. وأخليت مدارس مكسيكو وبويبلا وأغلقت. أما المطار، فعاود فتح أبوابه بعد بضع ساعات. واضطرت عدة مستشفيات تضررت من الزلزال لإغلاق أبوابها، وقامت بعلاج المرضى في الهواء الطلق. وقالت وزارة التعليم إنه تم إغلاق 209 مدارس، 15 منها تضررت بصورة بالغة.
وضرب الزلزال العاصمة، هذه المدينة الكبرى، مثيراً الذعر بين سكانها العشرين مليوناً، وذلك بعد أيام قليلة على زلزال بقوة 8.2 درجات ضرب جنوب البلاد في مطلع سبتمبر (أيلول) موقعا نحو مائة قتيل. وحدد مركز الزلزال على حدود ولاية بويبلا وموريلوس (وسط) على عمق 51 كلم. وقال وزير الدولة للشؤون الداخلية ميغيل أنخيل أوسوريو متحدثاً لشبكة «تيليفيسا» التلفزيونية «قتل نحو 117 شخصاً في مدينة مكسيكو، و39 في بويبلاً و55 في موريلوس و12 في ولاية مكسيكو وشخص في غيريرو». وقال مساعد وزير التربية خافيير تريفينيو لشبكة تيليفيسا «لدينا تعداد 25 (قتيلاً) بينهم 21 طفلاً وأربعة بالغين» في مدرسة إنريكي ريبسامن الابتدائية. وقالت المدرسة ماريا ديل بيلار مارتي، وهي تضع قناعاً على وجهها، «انهار جزء من المدرسة، فغطتنا سحابة من الغبار». وبدا القلق على وجوه أولياء أمور باكين كانوا ينتظرون أخباراً عن المفقودين قرب أنقاض المدرسة. ويشارك الكثير من الأولياء في عمليات البحث، وشكلوا سلسلة بشرية لإزالة الردم مع فرق الإنقاذ وكلابها المدربة ومعداتها لرصد الأصوات تحت الأنقاض.
«لا تدخنوا! لا تدخنوا!»، هو تحذير أطلقته فرق الإنقاذ، خشية تسرب في أنابيب الغاز، فيما تعمل قوات الأمن على تطويق بعض المواقع وسط الفوضى العارمة، ومع عودة بعض السكان إلى منازلهم مشياً. وقال خوسيه لويس فيرجارا، المتحدث باسم قوات مشاه البحرية المكسيكية: «التقديرات تشير إلى أن نحو 30 إلى 40 شخصاً ما زالوا تحت الأنقاض»، مضيفا: «نسمع أصواتاً، البعض ما زال حياً».
وحث الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو، المواطنين، على البقاء داخل منازلهم لإتاحة الفرصة لرجال الإنقاذ للعمل دون معوقات. وقال الرئيس في رسالة مسجلة: «الأولية في هذه المرحلة لمواصلة إنقاذ من لا يزالون محاصرين وتقديم الرعاية الصحية للمصابين». وأضاف: «بقدر الإمكان ينبغي أن يظل السكان في منازلهم، شريطة أن يكونوا آمنين، وتجنب الازدحام في الشوارع التي تحتاج إلى سيارات الطوارئ للعبور من خلالها»، وقال: «للأسف، فقد كثيرون أرواحهم، من بينهم فتيات وفتية في المباني والمدارس والمنازل».
وأمضى الكثير من سكان مكسيكو، الذين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم المتضررة، والخائفين من هزات ارتدادية، الليل في الشارع تحت خيام أو في مآوٍ عشوائية، في حين كان منقذون محترفون يتدفقون بلا انقطاع.
وانقطع التيار الكهربائي، الأربعاء، عن نحو 40 في المائة من سكان مدينة مكسيكو، و60 في المائة من سكان ولاية موريلوس. ونشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشهد على عنف الهزات، وتظهر فيها مبان تنهار، وحتى انفجار قوي في إحدى العمارات. كما أظهرت صور مروعة نشرها سياح في منطقة سوتشيميلكو، المليئة بالبحيرات جنوب مكسيكو، أمواجاً عاتية تتشكل، وتهز المراكب في الأقنية التي عادة ما تكون مياهها هادئة.
قالت جورجينا سانشيز (52 عاما) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وهي تنتحب في إحدى ساحات مكسيكو: «إنني في غاية التأثر، لا يمكنني تمالك نفسي من البكاء، إنه الكابوس ذاته كما في العام 1985». وقالت لوسيا سوليس التي تعمل سكرتيرة، وهي ترتجف وتبكي: «لا يُعقَل أن يكون 19 سبتمبر آخر». ونظمت السلطات الثلاثاء تمريناً على مواجهة الزلازل في ذكرى زلزال 1985 الذي دمر مكسيكو.
والمكسيك التي تقع عند ملتقى خمس صفائح تكتونية، من أنشط دول العالم في حركة الزلازل. وفي بداية سبتمبر قتل 96 شخصاً في زلزال جنوب البلاد.
المكسيك تتعرض لزلزال مدمر في الذكرى الـ32 لآخر قتل آلافاً
المكسيك تتعرض لزلزال مدمر في الذكرى الـ32 لآخر قتل آلافاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة