كشفت أوساط يهودية أميركية في تل أبيب، أمس، أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، اجتمع مع مجموعة من قادة الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، ودعاها إلى ممارسة نفوذها على الحكومة الإسرائيلية من أجل استنفاذ التحقيق مع حارس السفارة الإسرائيلية في عمان الذي قتل مواطنين أردنيين اثنين.
وقالت المصادر، إن ملك الأردن التقى قادة الجالية اليهودية في أميركا، عند وصوله إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا، وأعرب عن امتعاضه من عدم استنفاذ التحقيق مع حارس السفارة وتقديمه إلى المحاكمة. ونقل المصدر عن مسؤول رفيع المستوى شارك في الجلسة قوله، إن الملك عبد الله أوضح أن عمان ستقبل بنتائج التحقيق الإسرائيلي في القضية أيا كانت، «سواء تمت تبرئة الحارس أو إدانته»، ولكنه ربط عودة طاقم السفارة الإسرائيلية إلى عمان باستنفاذ التحقيق وكل الإجراءات القضائية بشكل مهني صادق.
وأعرب الملك لوفد الجالية اليهودية عن شعوره بعدم جدية الحكومة الإسرائيلية في تعاملها مع ملف حارس السفارة والأحداث التي تبعتها، ونهج رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وأسلوبه، حيث سعى لتوظيف الحادث للربح السياسي الداخلي. وشدد الملك على موقف الأردن الرسمي الثابت حول ضرورة اتخاذ السلطات الإسرائيلية خطوات قانونية بحق حارس السفارة الإسرائيلية، المتهم بقتل المواطنين الأردنيين، مؤكداً أن «مدى التزام الجانب الإسرائيلي بإجراء المحاكمة سينعكس على العلاقات الثنائية بين الجانبين».
وقالت المصادر، إن الكثير من القادة اليهود تعاطفوا مع موقف الملك الأردني، وزادوا عليه غضبهم هم أيضا، من تعامل نتنياهو وحكومته مع قضايا يهود الولايات المتحدة. وأكدت أن عددا كبيرا من قادة التيار الإصلاحي في صفوف اليهود الأميركيين، قاطع اللقاءات مع نتنياهو، احتجاجا على تعامله.
يذكر أن الأردن كان قد صعد مواقفه الغاضبة من الحكومة الإسرائيلية، في أعقاب تصرفاتها الفظة في موضوع السفارة. فأصر على عدم عودة السفيرة عينات شلاين إلى عمان، واشترط عودة البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية باستبدال شلاين، التي شاركت نتنياهو مراسم استقبال حارس السفارة الإسرائيلية في عمان، بعد عودته إلى إسرائيل. ولا يزال الأردن على موقفه بعدم السماح بعودة البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية للسفارة في عمان، قبل تقديم الحكومة الإسرائيلية الاعتذار عن جريمة قتل مواطنين أردنيين في حادثة السفارة الإسرائيلية، التي وقعت في 23 يوليو (تموز) الماضي، وقتل فيها الضابط زيف مويال، وهو حارس السفارة الإسرائيلية في عمان، المواطنين الأردنيين، عامل النجارة محمد جواودة (17 عاما) والدكتور بشار حمارنة، اللذين وجودا في شقة مويال قرب السفارة. ولا يزال القاتل طليقا، ويجري التحقيق معه بوتيرة بطيئة بشكل استفزازي.
عمّان: السفارة الإسرائيلية لن تفتح من دون محاسبة الضابط القاتل
عمّان: السفارة الإسرائيلية لن تفتح من دون محاسبة الضابط القاتل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة