جامعتان بريطانيتان تتصدران تصنيف «تايمز» للتعليم العالي

أكسفورد و كمبردج على رأس القائمة لأول مرة منذ 14 عاماً

جامعتان بريطانيتان تتصدران تصنيف «تايمز» للتعليم العالي
TT

جامعتان بريطانيتان تتصدران تصنيف «تايمز» للتعليم العالي

جامعتان بريطانيتان تتصدران تصنيف «تايمز» للتعليم العالي

مفاجآت جديدة هذا العام على صعيد التعليم العالي والجامعي حول العالم، إذ تصدرت جامعتان بريطانيتان قائمة «تايمز للتصنيف العالمي للجامعات لعام 2018»، وذلك للمرة الأولى في تاريخ القائمة التي تعنى بترتيب كبريات جامعات العالم منذ 14 عاما. وحصلت جامعة أكسفورد العريقة على المركز الأول، وذلك للعام الثاني على التوالي، بينما ارتقت كمبردج إلى المركز الثاني.
وجاء صعود كمبردج إلى المركز الثاني على حساب معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا الأميركي، والذي ظل متصدراً القائمة بين عامي 2012 و2016، ثم تراجع إلى المركز الثاني العام الماضي. واليوم، تراجع المعهد إلى المركز الثالث الذي يشاركه إياه ستانفورد.
ويقول الخبراء، إن من بين أسباب التغييرات التي طرأت على القائمة، كان التحسن الذي شهده الدخل المادي لكل من أكسفورد وكمبردج ومستوى جودة الأبحاث في الجامعتين هذا العام. وفي المقابل تضرر معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة ستانفورد جراء تراجع معدل درجات الدكتوراه مقابل البكالوريوس. كما حصل معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا على زيادة أكثر تواضعاً بكثير في الدخل البحثي مقابل العضو بفريق العمل الأكاديمي مقارنة بالمؤسسات الثلاث الأخرى.
في المركز الثالث، جاء معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة ستانفورد، أعقبهما معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعتا هارفارد وبرنستون بالولايات المتحدة. وجاءت المراكز الثلاثة الأخيرة بين الـ10 الأوائل من نصيب إمبريال لندن كوليدج، وجامعة شيكاغو، والمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ وجامعة بنسلفانيا.
وقد سلط التصنيف الضوء على العاصمة البريطانية لندن من الناحية التعليمية والثقافية، لا من ناحية الأعمال والتجارة والأرباح وسوق المال كما هي العادة، إذ إن التصنيف أظهر أن لندن تضم أكثر من غيرها من المدن والعواصم العالمية من ناحية عدد الجامعات المهمة في العالم. فالتصنيف الجديد وضع 14 جامعة في لندن ضمن لائحة أفضل 500 جامعة حول العالم، وجاء بعد ذلك العاصمة الفرنسية باريس بـ10 جامعات، ومدينة بوسطن الأميركية بـ8 جامعات. ومن هذه الجامعات جامعة امبيريال كوليدج التي جاءت في الترتيب الثامن عالميا، فهي لا تزال ومنذ زمن طويل واحدة من أفضل الجامعات الأوروبية والعالمية على الإطلاق. والأمر نفسه ينطبق على كلية لندن الجامعية التي جاءت في المرتبة السادسة عشرة عالميا. وحازت كلية لندن للاقتصاد على المرتبة الـ25، أما كلية كينغز الجامعية فقد حافظت على المرتبة الـ36.
وعلى الصعيدين العربي والشرق أوسطي، حصلت جامعة الملك بن عبد العزيز في جدة على أفضل ترتيب أو تصنيف؛ إذ جاءت في المرتبة الـ200 - 250 عالميا، وكانت الجامعة ذاتها قد حازت على المرتبة الـ23 في ترتيب الجامعات الأفضل في آسيا للعام 2017. وبعد «الملك عبد العزيز»، كانت جامعة الإمارات العربية المتحدة، الجامعة الحكومية التي أسسها الشيخ زايد بن سلطان في السبعينات من القرن الماضي، فقد جاءت في الحيز الـ501 - 600 بعد أن وصلت إلى المرتبة الـ57 حسب تصنيف «بريكس» للعام الحالي. وفي النطاق نفسه، أي بين 501 - 600 أفضل جامعة في العالم، فقد كانت جامعة الملك سعود في مدينة في الرياض وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مدينة الظهران، وبعد ذلك الجامعة الأميركية في بيروت، ويلي ذلك جامعة الفيصل في الرياض، وجامعة قطر وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
وحسب القائمة الجديدة والأخيرة، فإن مكانة الولايات المتحدة وأستراليا الجامعية ستتعرض للتراجع خلال السنوات المقبلة. ويجدر الذكر هنا، أن معظم المؤسسات الأميركية الواردة في قائمة أفضل 200 جامعة على مستوى العالم (59 من 62) عانت تراجعا ملحوظا في دخلها المخصص للأبحاث، ولا تزال هناك شكوك تحيط بالمستويات المستقبلية للدخل الفيدرالي الموجه للبحث في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب.
ورغم احتفاظ أستراليا بأداء مستقر نسبياً من نواحي التصنيف السنوي العالمي لـ«التايمز»، فإن وضعها داخل القائمة قد يتدهور إذا ما مضت الحكومة قدماً في خططها الخاصة بتقليص التمويل بنسبة 2.5 في الماء؛ إذ من شأن هذا التقليص عن تراجع بقيمة 2.8 مليار دولار في الدخل عبر القطاع الجامعي.
وقد ارتقت جامعة بكين الصينية مركزين لتصل إلى المركز الـ27، الذي تشترك فيه مع جامعة نيويورك وجامعة إدنبره، وتتقدم على معهد كارولينسكا. أما جامعة تسنيغ هوا، فقد قفزت خمسة أماكن إلى المركز الـ30، لتتفوق بذلك على جامعة ملبورن ومعهد جورجيا للتكنولوجيا وجامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ والمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان.
والملاحظ أن كلتا المؤسستين الصينيتين شهدتا تحسناً على صعيد السمعة من حيث التدريس والبحث هذا العام؛ ما يعني أن ثلاث جامعات آسيوية تشارك حالياً في صفوف أفضل 30 جامعة عالمياً، وذلك للمرة الأولى في ظل المنهجية القائمة التي تعتمد عليها في الوقت الراهن.
والأهم أن جامعة سنغافورة الوطنية حازت مرتبة الجامعة الأولى على المستوى الآسيوي؛ إذ ارتقت مركزين لتشارك في المركز الـ22 مع جامعة تورونتو، وتتفوق حالياً جامعة كارنيغي ميلون.
وكانت لكندا حصة لا بأس بها من قائمة أفضل 200 جامعة، رغم التراجع عن العام الماضي بمؤسستين تعليميتين. أما ألمانيا فقد بقيت مرة أخرى تحتل المركز الثالث بصفتها أكبر دولة ممثلة في هذا الجزء الأعلى من القائمة، لكن اثنتين من ممثليها غادرتا هذه المجموعة منذ العام الماضي. ومن بين الجامعات الـ20 التي لا تزال مشاركة في هذه المجموعة، تراجعت 12 جامعة عن مراكزها السابقة. وبخصوص فرنسا، فقد احتلت جامعة باريس البحثية للعلوم والآداب المركز الـ72؛ ما يعني أنها تقود المؤسسات الـ6 التي تمثل فرنسا داخل قائمة الـ200، وذلك للمرة الأولى.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.