بمرور الوقت، اتضح أن انتقال كارلوس تيفيز للاحتراف في الصين مقابل مبلغ مالي ضخم كان خطأ فادحاً. واليوم، تخالج جماهير شنغهاي غرينلاند شينهوا التساؤلات، حول ما إذا كان اللاعب الأرجنتيني جديراً بالفعل بالراتب الهائل الذي يتقاضاه، وذلك في أعقاب سلسلة من المباريات التي جاء أداؤه فيها دون المستوى.
وفي تصريحات لوسائل إعلام أرجنتينية الأسبوع الماضي، قال تيفيز: «يتسم عقدي بقدر بالغ من التعقيد، ومن العسير للغاية بالنسبة لي العودة إلى بوكا جونيورز، فالصينيون ليسوا حمقى». في الواقع، هم ليسوا حمقى بالفعل، لكن كثيرا من مشجعي نادي شنغهاي غرينلاند شينهوا يتساءلون عما إذا كانت صفقة ضم المهاجم الأرجنتيني لا تعدو كونها خطأ فادحاً وإهداراً للمال.
ورغم أن التقارير التي قدرت الراتب الأسبوعي للاعب بـ634000 جنيه إسترليني، ما يجعل تيفيز أغلى لاعب في العالم خلال الحقبة السابقة لصفقة نيمار التي أبرمت ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ربما يكون مبالغاً فيها، تبعاً لما أفاد به اللاعب نفسه، فإنه ما من شك في أن اللاعب البالغ 33 عاماً يتلقى راتباً ضخماً. ومع ذلك، فإنه بدلاً من الحصول على لاعب بطل يقود الفريق نحو الفوز بأول بطولة دوري في تاريخه منذ عام 1995 (ألغي فوز النادي ببطولة الدوري لعام 2003 بسبب تورطه في فضيحة شراء مباريات، وأتبع ذلك احتلاله المركز الثاني 8 مرات بين عامي 1991 و2008)، خرج كثير من مشجعي شنغهاي غرينلاند شينهوا إلى شبكات التواصل الاجتماعي، للتعبير عن عدم اكتراثهم بما إذا كان تيفيز سيعود من رحلته إلى الأرجنتين.
كان اللاعب قد عاد إلى بوينس آيرس مطلع أغسطس (آب)، للتعافي من إصابة ألمت به، وعاد إلى شنغهاي قبل نهاية الأسبوع.
واللافت أن جماهير النادي أطلقت عليه اسماً على سبيل التدليل، يلعب على أسلوب نطق اسمه بالصينية، ويحمل معنى «الفتى الذي يحن للوطن بشدة». ومن المؤكد أن أقرانه من لاعبي مانشستر سيتي سيتفهمون موقفه. على سبيل المثال، عام 2010، قال زميله في صفوف مانشستر سيتي، روكي سانتا كروز، إنه يرغب في الوجود وسط ناسه في الأرجنتين، فقلبه متعلق بأسرته وأشقائه وبناته هناك، و«عندما تشعر بأن وطنك يناديك للعودة، فأنت حينها قد تتخلى عن كل شيء لتعود».
ومع هذا، فإن شنغهاي غرينلاند شينهوا هو الذي يقدم التضحيات. جدير بالذكر أن صانع الألعاب الكولومبي جيوفاني مورينو كان بطلاً على مستوى النادي على مدار ستة مواسم، لكن جرى تهميشه جانباً لإفساح المجال أمام اللاعب الأرجنتيني.
وحملت أول مباراة يشارك فيها تيفيز أهمية محورية، وجرت خارج أرض النادي أمام بريزبن رور، في إطار بطولة دور أبطال آسيا. إلا أنه خلال المباراة، بدا تيفيز مفتقراً إلى الفاعلية والتأثير، في الوقت الذي بدا فيه الفريق ككل مفتقراً إلى التوازن. وانتهت المباراة بفوز بريزبن رور بنتيجة 2 - 0. وسرعان ما تبخرت أي آمال للتركيز على الدوري المحلي، ذلك أنه رغم الفوز بنتيجة 4 - 0 والأداء الجيد خلال اليوم الافتتاحي للموسم، أعقب ذلك اقتناص الفريق نقطة واحدة من المباريات الثلاث التالية، واتسم أداء الفريق خلالها بضعف المستوى.
بعد ذلك، تعرض تيفيز للإصابة. ومن دونه، نجح الفريق في الفوز في المباراتين التاليتين، وقدم أفضل أداء لديه خلال الموسم في تشانغتشون. وفي اليوم ذاته، ركزت وسائل الإعلام أنظارها على تيفيز أثناء زيارته برفقة أسرته لشنغهاي ديزني لاند، في اليوم ذاته الذي كان يعمل رفاقه بدأب لشق طريقهم في شمال شرقي البلاد. وجاء أحد العناوين الرئيسية على النحو التالي: «ماذا بك؟».
ولو أن تيفيز الذي ارتبط بالنادي بعقد يستمر عامين، كان قد قدم أداءً متألقاً في المباريات التي شارك بها، ربما كانت وسائل الإعلام لتنظر إلى الأمر على نحو مختلف. وقد كتب ذلك اليوم نهاية شهر العسل بين اللاعب وناديه الجديد.
وبمجرد استعادته لياقته البدنية، عاد تيفيز لصفوف الفريق، لكن كان نفوذه قد أصبح محدوداً داخل صفوفه. وقد غاب اللاعب عن نصف المباريات الـ22 التي خاضها شنغهاي غرينلاند شينهوا، وسجل هدفين فقط، أحدهما من ركلة جزاء. واليوم، يحتل فريقه المركز الـ11 من إجمالي 16. وكان من المفترض من تيفيز أن يبث روحاً من النشاط والحماس والطاقة في خط الهجوم؛ لكن هذا لم يتحقق على أرض الواقع.
وواجه تيفيز صعوبات في شق طريقه داخل الملعب، مع ظهور شائعات مستمرة حول افتقاره إلى الشعور بالاستقرار. ولا يزال يتعين على اللاعب بذل مزيد من الجهد للتكيف مع ناديه الجديد.
من جانبه، قال مدرب الفريق، غوس بويت في مايو (أيار): «اللغة معقدة، لكن فيما يخص الطعام، فإن البعض يعانون بدرجة أكبر قليلاً، وهذا حدث مع تيفيز. في البداية، لم يكن يتناول تقريباً أي شيء». وأشار المدرب إلى أن رفيقيه بالنادي القادمين من أميركا الجنوبية، فريدي غوارين ومورينو، بذلا قصارى جهدهم لمعاونته على التغلب على هذه الصعوبات. وأضاف: «كان لدينا حفل شواء ذات يوم... واضطررنا إلى إزالة الأطباق الصينية من على المائدة».
صفقة تيفيز في الصين... خطأ فادح وإهدار للمال العام
الراتب الأسبوعي للاعب بلغ 634000 جنيه إسترليني
صفقة تيفيز في الصين... خطأ فادح وإهدار للمال العام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة