بوتين يدعو «بريكس» للمساهمة في إعمار سوريا

أطفال يلعبون أول أيام العيد وسط الدمار في درعا أمس (رويترز)
أطفال يلعبون أول أيام العيد وسط الدمار في درعا أمس (رويترز)
TT

بوتين يدعو «بريكس» للمساهمة في إعمار سوريا

أطفال يلعبون أول أيام العيد وسط الدمار في درعا أمس (رويترز)
أطفال يلعبون أول أيام العيد وسط الدمار في درعا أمس (رويترز)

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تفاؤله إزاء الوضع في سوريا، وقال إن مقدمات برزت مؤخرا، تشير إلى تحسن الوضع في سوريا، في وقت قال فيه وزير الخارجية سيرغي لافروف إن «هدنة الجنوب» تضمن أمن إسرائيل.
وأوضح بوتين في مقال كتبه عشية قمة لمجموعة «بريكس» أنه «تم توجيه ضربة قوية ضد الإرهابيين، وخلق ظروف لبدء عملية التسوية السياسية، وعودة الشعب السوري إلى الحياة السلمية»، وأكد على أهمية استمرار الحرب على الإرهاب في سوريا.
وقال يوري أوشاكوف، معاون الرئيس الروسي، إن بوتين ينوي بحث الأزمة السورية خلال القمة، وتوجيه دعوة للدول أعضاء «بريكس» للانضمام إلى جهود التسوية السورية. وأكد أوشاكوف أن «القمة ستولي اهتماماً خاصاً بالأزمة السورية بالطبع، حيث سيعرض الرئيس بوتين موقفنا، وسيدعو دول (بريكس) للانخراط في عملية التسوية السياسية للأزمة في سوريا، وفي عملية إعادة الإعمار، وفي مختلف المشروعات الإنسانية. كما سيلفت الانتباه إلى صيغة العملية التفاوضية في آستانة، وسيعرض ما نقوم به حالياً (في سوريا) من ممارسات ترمي إلى دعم ثبات نظام وقف المواجهات العسكرية».
إلى ذلك، شدد لافروف على أن الاتفاق على إقامة منطقة خفض التصعيد في محافظات جنوب غربي سوريا لا يشكل تهديداً لأمن إسرائيل، واعتبر أن المخاوف الإسرائيلية غير مبررة. وقال في كلمة أمس أمام طلاب معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، التابع للخارجية الروسية: «ما كنت لأقول إن القرار حول إقامة منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا، شكل خطوة باتجاه تجاهل مصالح أمن إسرائيل»، ولفت إلى أنه «إلى جانب المشاورات الثلاثية الأميركية - الروسية - الأردنية، تم إبلاغ الإسرائيليين بالاتجاه الذي يسير عليه العمل حول تلك المنطقة»، وزاد: «دائماً وفي كل محادثاتنا حول مشكلات الشرق الأوسط، ننطلق في اتفاقياتنا من أنه يجب ضمان أمن إسرائيل، بالطبع وأمن كل الدول الأخرى».
وفي حديثه حول مناطق خفض التصعيد والوضع فيها، دعا لافروف المؤسسات الإنسانية الدولية إلى «عدم المماطلة» في إيصال المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق «بذريعة غير واقعية ومبتدعة حول مشكلات (يواجهونها) مع حكومة بشار الأسد»، وأكد لافروف أنه «لا مشكلات أبداً، وتم ضمان الأمن»، وأردف متهما «الشركاء»، بأنهم يحاولون خلال إيصال المساعدات الحفاظ على الطرق التي استخدموها سابقاً عبر الأردن وتركيا، والتي تفتقر إلى أي رقابة من جانب الأمم المتحدة، لكنه مع ذلك أكد: «أنا واثق تماماً بأن ما تحمله السيارات في معظم الحالات هي مساعدات إنسانية»، وحذر من بعض الاستغلال: «نظراً لوجود مجموعات غير خاضعة لسيطرة أي طرف على تلك الطرقات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.