حذرت الولايات المتحدة من تدهور الوضع في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا، وقالت إن روسيا قد تجد نفسها في عزلة دولية بسبب موقفها من النزاع في تلك المنطقة، بينما قالت موسكو إن «عزلة روسيا لم ولن تكون».
وكان كورت فولكير، المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، أكد في حديث لصحيفة «فايننشيال تايمز» أن إدارة الرئيس دونالد ترمب «تدرس بمنتهى الجدية» إمكانية إرسال أسلحة «فتاكة» لأوكرانيا، وأوضح أنه «حتى الآن؛ لا يوجد قرار نهائي بهذا الخصوص، إلا أن النقاش حول هذا الأمر يدور على أرفع المستويات».
ووصف المبعوث الأميركي العلاقات مع روسيا الاتحادية بأنها «مهمة، لكنها ستبقى مقوضة ما لم يتم التوصل إلى حل للمشكلة الأوكرانية».
وطالب فولكير روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا، وقال إنه يتعين عليها اتخاذ قرار فيما إذا كانت تنوي تنفيذ اتفاقات مينسك الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية أم لا، وأن تسحب قواتها من شرق أوكرانيا. وأشار إلى أن الوضع في أوكرانيا أخذ يبتعد عن الصفحات الأولى في الصحف الدولية، وأكد في هذا السياق أن إدارة الرئيس ترمب، بالتعاون مع مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يرون أن من واجبهم عدم السماح بدخول الأزمة الأوكرانية إلى الظل؛ أي إبقاء الأضواء مسلطة عليها.
وحذر المسؤول الأميركي من أن الوضع في دونباس (مناطق جنوب شرقي أوكرانيا) يتدهور أكثر فأكثر، وحذر من أنه «سيصبح أكثر خطورة إن لم نتخذ أي خطوات». وانتقد الموقف الروسي، معبرا عن قناعته بأن روسيا تتحمل خسائر بسبب موقفها، وأنها «قد تجد نفسها في عزلة دبلوماسية واقتصادية في ظل هذا الوضع».
ووصف المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا ما يجري في مناطق شرق البلاد بأنه «ليس حربا باردة؛ بل حرب ساخنة»، واتهم الميليشيات المدعومة من موسكو بقصف مستمر لمواقع القوات الحكومية الأوكرانية، بينما عدّ أن عملية مينسك للتسوية الأوكرانية تقف مكانها، ويمكن مساعدتها في حال «قامت روسيا بحسب قواتها من شرق أوكرانيا».
من جانبها، تنفي روسيا وجود قوات لها في تلك المنطقة، ويتبادل الطرفان المتنازعان الاتهامات بشأن القصف، وخرق كل اتفاقات وقف إطلاق النار التي تم التوصل لها.
وكما جرت العادة، أثارت تصريحات المسؤول الأميركي حفيظة موسكو، ورد عليه السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف، الذي قال إن الولايات المتحدة لن تتمكن من عزل روسيا، وكتب في تغريدة على صفحته في «تويتر»: «لن يتم رمي روسيا خارج منظومة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، وعبثا يحاول فولكير ترهيبنا. تجربة أوباما أظهرت أن الولايات المتحدة غير قادرة على عزلنا». واتهم بوشكوف المبعوث الأميركي بأنه «يلعب لصالح كييف، ويصعب عليه فهم استحالة عزل روسيا».
من جانبه، قال سيرغي جيليزنياك، عضو لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية، إن «توقعات فولكير حول عزل روسيا من جانب المجتمع الدولي تبدو مثل أوهام جديدة»، ووصف ما قاله المبعوث الأميركي بأنه «محاولة جديدة لممارسة الضغط وفرض وجهة النظر الأميركية على الدول الأخرى»، وأضاف أن «روسيا؛ لأسباب محددة، لا يمكن عزلها في العالم الحديث متعدد الأقطاب بسبب الغيرة الأميركية». وتابع أن «السياسة الأميركية نحو روسيا لا تحظى بدعم عدد كبير من الدول، وتخلق تعقيدات للسياسة الخارجية الأميركية».
وكان قادة رباعي النورماندي (روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكراينا) قد بحثوا في اتصال هاتفي مؤخراً «الهدنة المدرسية» في منطقة دونباس، وعبروا عن دعمهم لها، وتنص على إعلان وقف إطلاق النار في المنطقة بمناسبة بداية العام الدراسي. إلا أن هذا الاتفاق لم يخفف من حدة التصعيد السياسي، لا سيما تباين المواقف والممارسات الروسية والأميركية حيال الأزمة الأوكرانية. وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس شارك مؤخراً في الاحتفالات بمناسبة عيد استقلال أوكرانيا، وكان على المنصة إلى جانب القيادات الأوكرانية أثناء عرض عسكري بهذه المناسبة. وأكد دعم بلاده وحدة واستقلال وسيادة أوكرانيا، واستمرار الولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري للقوات الأوكرانية.
واشنطن تطالب موسكو بسحب قواتها من شرق أوكرانيا
واشنطن تطالب موسكو بسحب قواتها من شرق أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة