أعلنت الهند، أمس، أنها اتفقت مع الصين على وقف المواجهات العسكرية المستمرة منذ أشهر مع الصين في منطقة استراتيجية مهمة في الهيمالايا، وأن القوات بدأت في فض الاشتباكات.
وقالت وزارة الخارجية الهندية إنها توصلت إلى «تفاهم» بعد محادثات مع بكين، بشأن المواجهات في منطقة قريبة من الحدود الهندية تطالب بها كل من الصين وبوتان. ويلمح البيان إلى أن الجانبين وافقا على سحب القوات، رغم أن وزارة الخارجية الصينية قالت إن القوات الهندية فقط هي التي تقوم بالانسحاب.
وقالت نيودلهي في بيان إن «الهند والصين أبقتا على الاتصالات الدبلوماسية بشأن ما حدث في دوكلام»، في إشارة إلى المواجهات التي بدأت في 16 يونيو (حزيران). وأضافت: «خلال تلك الاتصالات، تمكنا من التعبير عن وجهة نظرنا وعن قلقنا واهتماماتنا». وتابعت أنه «تم الاتفاق على فك الارتباط بسرعة بين قوات الحدود في منطقة دوكلام، والعملية تمضي قدما».
ولا تطالب الهند بالسيادة على الهضبة، لكنها تدعم مطالب حليفتها بوتان وتنظر إلى الهضبة كمنطقة عازلة عن الصين في الشمال. وبين الصين والهند تاريخ من انعدام الثقة، إذ خاضتا حربا في 1962 في ولاية أروناشال برادش الهندية الحدودية.
وقال محللون، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، إن الأزمة الأخيرة بين الجارين النوويين هي الأسوأ منذ عقود. وقالت الصين إنها «مسرورة» لأن الهند وافقت على سحب القوات من المنطقة المضطربة.
بدورها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا شونيينغ «يسرني التأكيد بأن القوات الهندية التي تجاوزت (الحدود) انسحبت إلى الجانب الهندي من الحدود». وطالبت الصين مرارا الهند بسحب قواتها قبل البدء بأي مفاوضات جدية. وقالت الهند إنه على الجانبين سحب قواتهما في الوقت نفسه. بدأ النزاع الحدودي في يونيو الماضي، عندما بدأت القوات الصينية في توسيع طريق في منطقة دوكلام، التي تسميها الصين دونغلانغ. ونشرت الهند قوات لوقف مشروع الطريق، مما دفع بكين لاتهامها بانتهاك الأراضي الصينية.
تتمتع الهضبة بأهمية استراتيجية لأنها تمنح الصين منفذا إلى شريط ضيق من الأرض يعرف باسم «عنق الدجاجة»، ويربط ولايات شمال شرقي الهند بباقي مناطق البلاد. وفي حادثة في منطقة أخرى في وقت سابق هذا الشهر، تواجه الجنود الهنود والصينيون بالحجارة والعصي عند بحيرة مرتفعة على الحدود بين الدولتين، مما أجّج التوتر.
وتعدّ الهند تاريخيا من أقرب حلفاء بوتان، لكن في السنوات القليلة الماضية سعت الصين إلى زيادة تدخلها في المملكة الصغيرة الجبلية. وأدى ذلك إلى نزاع أوسع نطاقا على النفوذ الإقليمي بين الدولتين الآسيويتين الكبيرتين.
ويأتي الإعلان عن وقف الاشتباكات قبل أيام على توجه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الصين للمشاركة في قمة دول مجموعة «بريكس»، التي تضم الهند والصين وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا.
نيودلهي وبكين تتفقان على وقف المواجهات في منطقة بوتان
نيودلهي وبكين تتفقان على وقف المواجهات في منطقة بوتان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة