بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي صباح أمس بدء معارك تحرير تلعفر، تمكنت القوات العراقية أمس وبإسناد من قبل طيران التحالف الدولي والقوة الجوية العراقية، من إنجاز المرحلة الأولى من عمليات «قادمون يا تلعفر» بتحرير مساحات واسعة من المناطق الواقعة في أطراف القضاء من جميع الاتجاهات.
وتقدمت القوات العراقية المشاركة في العملية التي بلغ قوامها نحو 40 ألف جندي منذ الساعات الأولى لصباح أمس ومن جميع الاتجاهات نحو تلعفر، آخر معاقل تنظيم داعش في الموصل والمحاصرة منذ نحو 9 أشهر، حيث اندفعت الفرقتان الخامسة عشرة والسادسة عشرة من الجيش العراقي من الشمال، بينما تقدمت الشرطة الاتحادية والحشود الشعبية والعشائرية من الغرب والجنوب الغربي، وتولت قوات جهاز مكافحة الإرهاب عملية التقدم من الجهة الجنوبية، أما الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي فتقدمت من الشرق والجنوب الشرقي. وقدم طيران التحالف الدولي والطائرات العراقية الإسناد الجوي للقوات البرية.
وقال آمر الفوج الثاني في «اللواء 92» من الفرقة الخامسة عشرة من الجيش العراقي المقدم ريبوار عزيز، لـ«الشرق الأوسط»: «أنجزت قوات الجيش العراقي والقوات الأمنية الأخرى المشاركة في عملية تلعفر المرحلة الأولى من العملية بنجاح وتمكنت من تحرير مساحات واسعة تمثلت في تحرير أكثر من 6 قرى».
بدوره، أعلن قائد عمليات «قادمون يا تلعفر» الفريق الركن قوات خاصة عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان أن قوات مكافحة الإرهاب حررت أمس قرى قزل قيو وقرية كسر محراب في الجنوب الغربي من تلعفر، بينما حررت قطعات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي قريتي العبرة الكبيرة والعبرة الصغيرة شمال غربي تلعفر، وفي الوقت ذاته استعادت قطعات الفرقة المدرعة التاسعة و«اللواء السادس والعشرون» من الحشد الشعبي السيطرة على قرية تل السمباك شرق تلعفر، وسيطرت على الجزء الجنوبي لسلسة جبال زمبر، وقطعت الطريق الرابطة بين تلعفر وناحية المحلبية، فيما تمكنت قطعات فرقة المشاة السادسة عشرة من الجيش العراقي من تحرير قرى بطيشة والعلم وخفاجة وحلبية العليا ومرازيف شرق تلعفر.
وشاهد مصور من وكالة الصحافة الفرنسية في المكان أعمدة شاهقة من الدخان ترتفع في سماء تلعفر، الواقعة في منتصف الطريق الواصلة بين مدينة الموصل وسوريا المجاورة. وعلى المحاور الثلاثة التي بدأت القوات العراقية هجومها منها فجر أمس، تساقطت قذائف الهاون من الجانبين وسط المنطقة الصحراوية الواقعة في سهل نينوى.
ويصعب حاليا تحديد عدد المدنيين الموجودين داخل تلعفر، إذا إنهم، على غرار المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، ممنوعون من التواصل مع الخارج. وبحسب التحالف الدولي، فهناك ما يقدر بما بين 10 آلاف و50 ألف مدني لا يزالون في تلعفر ومحيطها.
من جهتها، أشارت منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في العراق ليز غراندي إلى أن أكثر من 30 ألف شخص غادروا المنطقة، في وقت تستعد فيه المنظمة الأممية لـ«وصول آلاف آخرين» لأن هناك «نقصا في الماء والغذاء». وأضافت غراندي في بيان أن بعض العائلات الفارة من تنظيم داعش والمعارك التي تقترب منها «تسير ما بين 10 و20 ساعة في حرارة مرتفعة جدا وتصل منهكة وتعاني من الجفاف». في المقابل، يتهم مسؤولون محليون مقاتلي تنظيم داعش باستخدام المدنيين دروعا بشرية.
وتقع تلعفر على بعد نحو 70 كيلومترا إلى الغرب من مدينة الموصل التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها في يوليو (تموز) الماضي، فيما عدُّ ضربة قاسية لتنظيم داعش الذي يقدر عدد مقاتليه في تلعفر بنحو ألف، بينهم أجانب، بحسب ما أعلن رئيس مجلس قضاء تلعفر محمد عبد القادر لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد ساعات من انطلاق العمليات، أعلنت الشرطة الاتحادية أنها استعادت السيطرة على منطقة العبرة الصغيرة وتتقدم في المحور الغربي باتجاه مناطق السعد والزهراء والوحدة.
ومنذ بدء معارك الموصل، تفرض قوات عراقية، غالبيتها من «الحشد الشعبي»، الذي يضم فصائل شيعية مدعومة من إيران، حصارا مطبقا على تلعفر رافقه قطع طرق رئيسية تربط القضاء مع الموصل ومناطق قريبة من الحدود العراقية - السورية. وكانت تلك الفصائل أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، سيطرتها على مطار تلعفر على بعد نحو 6 كيلومترات جنوب المدينة.
وبعيد إعلان العبادي، أمس، أصدرت قيادة «الحشد الشعبي» بيانا أعلنت فيه بدورها انطلاق عمليات «قادمون يا تلعفر»، مؤكدة أن المعارك ستتسم بـ«السرعة والدقة في تنفيذ الأهداف العسكرية على الأرض».
إلى ذلك، قال قائد القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، الجنرال ستيفن تاونسند، إن التحالف يرحب ببيان رئيس الوزراء العراقي الذي أعلن خلاله «إطلاق الهجوم لتحرير تلعفر وبقية محافظة نينوى وشمال العراق من براثن (داعش)». وأضاف تاونسند في بيان أن «معركة الموصل كانت انتصارا حاسما لقوات الأمن العراقية، لكنها لم تكن نهاية (داعش) في العراق (...) عملية قوات الأمن العراقية لتحرير تلعفر هي معركة مهمة أخرى يجب كسبها لضمان أن البلاد والمواطنين في النهاية متحررون من (داعش)». وأكد القائد العسكري الأميركي التزام التحالف «بدعم شركائنا العراقيين حتى تهزم (داعش)».
وأكد مصدر أمني عراقي أن المدفعية الذكية للقوات الأميركية تشارك في المعركة. ونقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن المدفعية الذكية للقوات الأميركية قامت بقصف مواقع تنظيم داعش من القاعدة الأميركية في قرية كهريز ضمن ناحية زمار شمال غربي الموصل. وأشار المصدر إلى أن «جهاز مكافحة الإرهاب حرر قريتي قزل قويو وقصر محراب بالكامل ضمن قضاء تلعفر غرب الموصل بعد انسحاب أغلب عناصر التنظيم من القريتين». وبين أن «قوات الشرطة الاتحادية تتقدم من محور طريق سنجار – تلعفر، وجهاز مكافحة الإرهاب من مطار تلعفر، فيما تتقدم الفرقتان 15 و16 من الجيش العراقي من محور قرية خضر إلياس، المدخل الجنوبي لتلعفر، وألوية (الحشد الشعبي) تشارك مع جميع هذه التشكيلات».
القوات العراقية تهاجم تلعفر من جميع الجهات... وتحقق مكاسب
العبادي أطلق معركة تحرير المدينة... و«المدفعية الذكية» الأميركية تشارك فيها
القوات العراقية تهاجم تلعفر من جميع الجهات... وتحقق مكاسب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة