معركة الجيش اللبناني ضد «داعش» متوقعة «في أي لحظة»

مخاوف من احتدام المواجهات على الجهة السورية وهرب عناصر التنظيم إلى لبنان

جنديان لبنانيان في موقع بجرود رأس بعلبك قبالة مواقع عناصر تنظيم {داعش} (أ.ف.ب)
جنديان لبنانيان في موقع بجرود رأس بعلبك قبالة مواقع عناصر تنظيم {داعش} (أ.ف.ب)
TT

معركة الجيش اللبناني ضد «داعش» متوقعة «في أي لحظة»

جنديان لبنانيان في موقع بجرود رأس بعلبك قبالة مواقع عناصر تنظيم {داعش} (أ.ف.ب)
جنديان لبنانيان في موقع بجرود رأس بعلبك قبالة مواقع عناصر تنظيم {داعش} (أ.ف.ب)

بدأ العد العكسي لانطلاق معركة الجيش اللبناني بوجه تنظيم داعش الذي يحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية عند الحدود الشرقية، وبالتحديد في منطقتي جرود رأس بعلبك والقاع. ووصلت معلومات لـ«الشرق الأوسط» تفيد ببدء المعركة خلال ساعات معدودة على أن يُعلن عن ذلك رسمياً قائد الجيش، وذلك بعدما كانت المنطقة قد شهدت أمس نوعاً من الهدوء، رجّح خبراء أنه يسبق العاصفة. ويبدو أن الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشرقية أتمت استعداداتها بعد نحو أسبوع نفذت خلاله عمليات عسكرية محدودة ساهمت بتضييق الطوق على عناصر التنظيم والسيطرة على مجموعة تلال استراتيجية تسمح بالسيطرة النارية على جزء كبير من خطوط التماس.
وأبلغت قيادة الجيش، أمس، الإعلاميين الاستعداد انطلاقاً من اليوم (السبت) للمشاركة في مؤتمرات صحافية ستتم الدعوة إليها قبل ساعتين فقط من موعدها، من دون إعطاء أي تفاصيل أخرى.
وكان مصدر عسكري أبلغ في وقت سابق «الشرق الأوسط» بـ«تجهيز غرفة عمليات داخل مقر القيادة في اليرزة، لمتابعة التطورات الميدانية لحظة بلحظة»، كاشفاً عن «وضع خطة لنقل المعلومات من داخل الميدان، وإطلاع الرأي العام اللبناني على تطورات المعركة، عبر بيانات إعلامية متلاحقة».
واجتمع رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، بقائد الجيش العماد جوزيف عون، ومدير المخابرات العميد طوني منصور، واستعرض معهما الأوضاع الأمنية في البلاد، وخصوصاً في البقاع الشمالي، في ضوء الإجراءات التي ينفذها الجيش لمواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وفق ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام».
وبخلاف الهدوء الهش الذي شهدته الجبهة اللبنانية في الساعات الماضية، شهدت الجبهة السورية المتاخمة تكثيفاً للعمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام السوري و«حزب الله». وأعلن «الإعلام الحربي» التابع للحزب أن القوات النظامية وعناصر الحزب اللبناني «يضيقون الخناق على مقاتلي تنظيم داعش على طول خطوط التماس في جرود الجراجير وقارة في القلمون الغربي»، لافتاً إلى سيطرتهم على مرتفعات شعبة يونس، حرف وادي الدب، شعبة المحبس الأولى، حرف الحشيشات وقرنة الحشيشات، بالتزامن مع غارات جوية سورية مركزة استهدفت تجمعات ونقاط انتشار مسلحي «داعش» في جرود قارة والجراجير في القلمون الغربي.
وتبرز مخاوف في حال كثف النظام السوري و«حزب الله» من عملياتهما في القلمون بوجه «داعش» من هرب عناصره إلى الجهة اللبنانية؛ ما يُضاعف عددهم في لبنان، وبالتالي يُصعّب مهمة الجيش اللبناني. وفي هذا الإطار، أوضحت مصادر في قوى 8 آذار مقربة من «حزب الله» أن «القوات السورية والحزب ما زالا يترويان بشن المعركة الحاسمة بوجه (داعش) بانتظار إطلاق الجيش اللبناني معركته»، لافتة إلى أن «الأطراف من الجهة السورية تُدرك تماماً مخاطر إطلاق المعركة من قبلهم قبل إقدام الطرف اللبناني على المثل، لكنّها لا تستطيع أن تنتظر بعد كثيراً». وأضافت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش اللبناني بات يبعد نحو 7 كلم من أول موقع لـ(داعش) في الجرود».
وقال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، إن «العد العكسي لمعركة الجيش انطلق بعدما تقدمت وحداته طوال الأسبوع الماضي بطريقة القضم، وأحكمت الطوق على عناصر التنظيم، إضافة إلى قيامها بإنجاز مهم تمثل بفرض طوق نصف دائري من جهة بلدة عرسال إلى جرود الفاكهة يمنع منعاً تاماً أي عملية اختراق من قبل الإرهابيين باتجاه مخيمات النازحين في عرسال». وأوضح جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش تمكن خلال الساعات الـ24 الماضية من السيطرة على مرتفعات استراتيجية، لافتاً إلى أن التأخير في إطلاق المعركة مرده التأخير بخروج مسلحي «سرايا أهل الشام». وأضاف: «أما ما يحصل على الجانب السوري فيشبه إلى حد بعيد ما يحصل في الجهة اللبنانية من عمليات قضم استعداداً للمعركة التي من المرجح أن تنطلق من الجانبين في وقت واحد».


مقالات ذات صلة

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

المشرق العربي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي (رويترز)

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

قال القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، الجمعة، إنه عقد اجتماعاً مهماً مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا لتقييم الوضع في سوريا والعمليات ضد «داعش».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عقد مظلوم عبدي، قائد «قسد»، اجتماعاً مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في أربيل، هو الأول من نوعه فرضته التطورات المتسارعة بسوريا.

كمال شيخو (دمشق)
أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )
خاص معتقلون من تنظيم «داعش» في سجن الغويران بالحسكة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

خاص «قسد» ترفض تسليم معتقلي «داعش» لدمشق بلا ضمانات أمنية

نفى قيادي من قوات «قسد» التي تسيطر على مساحات واسعة شمال شرقي سوريا، وجود اتفاق مع الإدارة السورية الجديدة على تسليمها معتقلي تنظيم «داعش».

كمال شيخو (دمشق) حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي امرأة تحمل طفلها تمر من أحد الأنفاق في دمشق ويظهر خلفها بعض الباحثين عن مأوى (أ.ب)

الشيباني يؤكد العمل على دستور شامل لسوريا ويطالب بالضغط على إسرائيل

أكد وزير الخارجية في الإدارة السورية أسعد الشيباني أنه سيتم خلال المرحلة الانتقالية وضع دستور على أساس الحوار الوطني يضمن حقوق جميع السوريين على قدم المساواة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».