فصيل عسكري سوري جديد يعيد ترتيب الجبهة الجنوبية

يضم «جيش الأبابيل» و«الفرقة الأولى» ويسعى لضم فصائل أكبر

TT

فصيل عسكري سوري جديد يعيد ترتيب الجبهة الجنوبية

ضمن خطة إعادة ترتيب صفوف الجبهة الجنوبية، أعلن أمس عن تشكيل فصيل عسكري جديد من شأنه أن يشكل نواة «جيش سوريا الحر» الذي سيتسلّم المنطقة التي تخضع اليوم لاتفاق خفض التصعيد في القنيطرة ودرعا، وكذلك محاربة تنظيم داعش.
وأصدر «جيش الأبابيل»، و«الفرقة الأولى» التابعة لـ«جبهة ثوار سوريا»، بيانا، أعلنا فيه الاندماج تحت اسم «تحالف الجنوب». وجاء في البيان: «رغبة من أهلنا عامة وفي جنوب سوريا خاصة، في بناء مؤسسة عسكرية تذود عن الوطن، فإننا في (جيش الأبابيل) و(الفرقة الأولى) - (جبهة ثوار سوريا)، وفي إطار إعادة ترتيب صفوف الجبهة الجنوبية، نعلن عن تشكيل تحالف الجنوب، ليكون نواة (جيش سوريا الحر) الذي لطالما هتف له السوريون على امتداد ساحات الوطن، وبذلوا لأجله دماءهم الغالية».
وأضاف البيان، أن قيادة التشكيل تم إسنادها للرائد قاسم نجم، وعلاء الحلقي قائدا للأركان، ومحمد الجباوي قائدا لغرفة عمليات التشكيل.
وفي حين أشارت معلومات إلى أن تشكيل هذا الفصيل أتى بعد حلّ الجبهة الجنوبية وبناء على مطالب من بعض الدول، رأت مصادر في المعارضة أن هذا التشكيل سيكون خطوة أولية ضمن إعادة ترتيب صفوف الفصائل تمهيدا للمرحلة المقبلة التي ستشهد حراكا نحو الحل السياسي.
بدوره، نفى الرائد قاسم نجم حلّ الجبهة الجنوبية لغاية الآن، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الجبهة الجنوبية لا تزال قائمة، والإعلان عن هذا التشكيل ليس نتيجة أي مطالب أو ضغوط خارجية»، مضيفا: «نحن الآن أمام مرحلة تنظيم وترتيب صفوف في ظل وقف إطلاق النار، وفي مراحل مقبلة نحتاج لجيش سوري يعمل بالتوازي مع الهيئات المدنية لبناء سوريا الحرة. من هنا جاء هذا التشكيل ليكون نواة (جيش سوريا الحر)».
وأوضح نجم أن «تحالف الجنوب» يضم نحو 3 آلاف عنصر، وتعمل قيادته على التواصل مع مختلف فصائل الجنوب لتوسيع دائرته كي يضم أكبر عدد من الفصائل. وفي حين أكد الالتزام بهدنة الجنوب، شدّد على أن «المعركة اليوم ستكون لمواجهة تنظيم داعش ومواجهة النظام في حال تراجع عن التزام التهدئة».
وكان وقف إطلاق النار جنوب سوريا قد أعلن في شهر يونيو (حزيران) الماضي، ويشمل القنيطرة والسويداء ودرعا.
وينصّ اتفاق هدنة الجنوب على وقف القتال على الأرض بين فصائل المعارضة وقوات النظام والميليشيات الموالية لها، ومنع النظام من قصف مناطق سيطرة الفصائل، على أن تستمر الحرب ضدّ تنظيمي «داعش» و«النصرة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».