يوسف البنخليل

يوسف البنخليل

هل تدفع موجة التطرف مشروع الاتحاد الخليجي؟

شاب بحريني صغير لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة، يقف مع أصدقائه أمام مطعم بمدينة المحرق، العاصمة الأقدم لمملكة البحرين، ويفاجأ بمجموعة من الشباب لهم مظاهر معروفة ولم تتجاوز أعمارهم 25 عاما يلقون عليهم التحية، ويبدأون بالحديث عن المستقبل، ودور هؤلاء الشباب في المستقبل، وما المطلوب منهم للالتحاق بدولة «الخلافة الإسلامية» في العراق، والانضمام إلى صفوف قوات «داعش» في الأراضي العراقية والسورية! هذا المشهد ليس بغريب على دول مجلس التعاون الخليجي، التي شهد شبابها مواقف مشابهة خلال ثمانينات القرن العشرين، عندما انخرط المئات من شباب الخليج من أجل «الجهاد» مع الأفغان لمواجهة «السوفيات الكفار» آنذاك. في كلتا

الفوضى الخلاقة.. هل ينسى العرب تداعياتها؟

هناك كثير من الدول الأجنبية، بل وبعضها دول عربية كان لها دور كبير في نشر الفوضى الخلاقة، ودعم انتشارها حتى صارت فوضى مستقرة في الدول التي تسمى «دول الربيع العربي». نعترف صراحة بأن مثل هذه الفوضى لم تكن لتنتشر في بعض الدول العربية لو لم تكن هذه الدول والمجتمعات لديها القابلية للفوضى، وهي التي جعلتها تعيش في هذه الفوضى لنحو ثلاث سنوات، ويبدو أنها ستكون أضعاف هذه المدة حتى يمكن أن يعود الاستقرار مجددا. ولكن مسؤولية الفوضى لا يتحملها هؤلاء وحدهم، بل هناك دول أجنبية ومؤسسات مجتمع مدني إقليمية ودولية لعبت دورا لا يمكن إغفاله، سواء بالدعم المالي أو اللوجيستي أو حتى من خلال التجنيد الذي تم مباشرة سرا،

«جهاد» خارج المعركة!

يتحدث بحرقة ويسترجع ذكرياته سريعا بألم عندما توجه لأفغانستان تلبية لدعوات الجهاد ضد السوفيات، ويقول: «كانت أكبر خدعة في حياتي، فلم يكن هناك جهاد، بل كانت هناك مصالح وتجاوزات لا علاقة لها بالإسلام أو حتى الأخلاق، وفي النهاية خرجنا نحن المجاهدين خاسرين، وكذلك خرج السوفيات خاسرين أيضا، فالجميع كان خاسرا، والفائز لم يكن موجودا في ساحة المعركة»! بهذه الكلمات يلخص فنان بحريني شهير تجربته الجهادية في أفغانستان خلال ثمانينات القرن العشرين، وهي كلمات تختزل أوضاعا استراتيجية عاشتها المنطقة، وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي، وما زالت تدفع ثمنها حتى اليوم. تلك التجربة المريرة، ليس مهما كم شخصا راح ضحيتها،

هل يرتفع عدد الدول العربية إلى 29 دولة خلال عشر سنوات؟

في عام 1993 لم يتبادر إلى ذهن العرب كثيرا احتمال زيادة عدد الدول العربية إلى 29 دولة بعد 20 عاما من ذلك الوقت، واللافت أن عام 1993 هو العام الذي انضمت فيه آخر الدول العربية لجامعة الدول العربية وهي جزر القمر رغم الجدل الذي أثاره هذا الانضمام حينها. اليوم مرّت عشرون عاما كاملة كانت مليئة بالأحداث والتحديات، ولكن أهمها تراجع مساحة الوطن العربي بشكل كبير بعد تقسيم السودان إلى دولتين شمالية وأخرى جنوبية.

هل تأخرت دول الخليج في تحالفاتها الشرقية؟

لعقود طويلة ارتبط نشاط الدبلوماسية الخليجية بالنصف الغربي للكرة الأرضية، في حين ظلت الأنشطة المماثلة في بقاع العالم الأخرى مجرد محاولات تتطلبها مقتضيات المصلحة ولم تتجاوز في بعدها الزمني الحالة المؤقتة.