سعيد بنسعيد العلوي
كاتب واكاديمي مغربي

حكومة جديدة في المغرب أم تعديل حكومي؟

ذلك هو السؤال الذي بات مطروحا في المغرب منذ مساء يوم الخميس الماضي، أي منذ الإعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة التي ظل المهتمون بالشأن العام في المغرب يترقبون الكشف عنها.

السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في المغرب

لا تقوم الحياة السياسية الطبيعية في مراعاة مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث فحسب، بل الحق أنها تكمن في تمكين كل من السلطتين التنفيذية والتشريعية في القيام بالدور المناط بكل منهما. فأما السلطة القضائية فنحن في غنى عن القول إنها في استقلالها الفعلي عن السلطتين الأخريين، هي العلامة الدالة على سلك درب الديمقراطية الصحيحة، إذ إن معنى دولة القانون لا يعني شيئا آخر سوى تحقق هذه الاستقلالية.

تعليمنا العربي في زمن العولمة

من بين العديد من محاولات تعريف العولمة التي وقفت عليها - في الكتابات العربية وفي غيرها - أجد أن أكثرها تعبيرا عن المضامين التي تفيدها العولمة في حياتنا المعاصرة هو النعت الذي يقدمه عالم الاجتماع العربي - الأميركي حليم بركات؛ إذ يقول عن العولمة إنها «نسق جديد من العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والمعلوماتية بين مختلف بلدان الأرض تجاوز الحدود الجغرافية واختصر المسافات».

شجن التعليم في المغرب

يحضر التعليم في الوعي المغربي باعتباره هما يملأ الشعور ويكتسح الوجدان. ذلك أن في النفوس من التعليم وحديثه في المغرب شجنا عميقا، والشأن عند الناس كذلك بالنسبة لكل مراحل التعليم الثلاث: الابتدائي، والأساسي (الإعدادي والثانوي)، والعالي. منذ سنوات كثيرة، بل منذ عقود خلت، لم يعد للإنسان المغربي مع التعليم ما يصح أن يقال عنه إنه علاقة عادية وطبيعية. الكل يجأر بالشكوى: الآباء والأمهات والمسؤولون، في مواقع القرار، والمالكون لأزمة السلطة التنفيذية، والأحزاب السياسية في صفوف المعارضة، والكثير من مؤسسات المجتمع المدني.

هل تملك الثقافة ما لا تطيقه السياسة؟

يبدو السؤال، للوهلة الأولى، سؤالا غريبا، لا بل إنه، في أعين العديدين، سؤال ساذج ينم عن «الجهل بطبائع العمران»، كما يقول عظيمنا ابن خلدون مثلما أنه يكشف عن إغفال تام لما عرفته العلوم الإنسانية من تطور مند منتصف القرن التاسع، وكذا لما شهدته مناهجها من قفزات معرفية هائلة.

الثقافة العربية أفقا للتفكير

لست أريد في حديثي اليوم أن أنظر في الثقافة العربية من حيث مكوناتها ولا من جهة مضامينها، بل إني أريد اعتبارها من حيث هي الإرث الحضاري المشترك بين العرب جميعهم ومن حيث إنها المجال الطبيعي الذي تكتسب رغباتهم وأحلامهم والصلات الثقافية التي تربطهم بالعالم من حولهم تماسكها ودلالتها بواسطته. فما شأن هذا المشترك الروحي بين العرب اليوم وما قدراته على التعبير عما لا تزال الساحة العربية تجيش به من انفعالات؟ ولماذا يقول الكثير منا، ويكرر القول، إن ما أبانت عنه حركات الانتفاض العربي يدل على ضعف في العماد الثقافي في حياتنا أو عن تخلف وتقاعس في المجال الثقافي؟