راجح الخوري
كاتب لبناني

بوتين وإعادة بناء روسيا بالقضم

من المبكر القول إنها الحرب العالمية الثالثة، التي لا يعرف أحد إلى أي كارثة دولية ستُفضي، أم أنها ستنتهي على طريقة نجاح فلاديمير بوتين في ابتلاع شبه جزيرة القرم في أغسطس (آب) من العام 2014 بعد العقوبات التي فرضها باراك أوباما ودول الحلف الأطلسي على روسيا، وانتهت في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام إياه، عندما طالبت موسكو برفع العقوبات المفروضة عليها، ووعدت في المقابل بإنهاء الحظر الذي كانت قد فرضته على واردات الأغذية من الغرب، وبقيت القرم تحت هيمنة القيصر الجديد؟ طبعاً من المبكر الحديث عن النتائج التي قد تفرض نفسها في الميدان الأوكراني المشتعل، الذي يشكّل الحلقة الجديدة في أهداف وطموحات فلا

جولة في عقل القيصر!

لا يخرج تصريح المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، يوم الثلاثاء الماضي، عن سياق استراتيجية التلاعب بأعصاب الولايات المتحدة وحلف الناتو، التي ينفّذها فلاديمير بوتين ببراعة مدهشة، جعلت الاستخبارات الأميركية تعلن صراحةً (الأربعاء)، أنها لا تفهم ماذا يدور في رأس بوتين، بعدما سحبت عام 2017 عميلاً لها، سبق أن دسّته في الدائرة الداخلية المقربة من بوتين، فحالة الغموض والترقب والحذر هي المسيطرة بعد السياق التصاعدي والحشود العسكرية على حدود أوكرانيا.

لبنان ليس منصة صواريخ إيرانية!

يوم الأربعاء الماضي كانت عينا البطريرك الماروني بشارة الراعي في عيني الرئيس ميشال عون في قداس عيد مار مارون الذي حضره زعماء البلاد، حين قال تلطيفاً طبعاً، إننا نناضل معاً لئلا يسترسل لبنان في أن يكون ساحة لصراعات المنطقة، ومنصة صواريخ، وجبهة قتال، وهو ما سيسمع اللبنانيون الرد عليه في حديث حسن نصر الله إلى قناة العالم الإيرانية في مساء اليوم إياه.

المقامرون بهوية لبنان العربية

لم يكن وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب، في حاجة إلى جواب من تدوير الزوايا الإنشائي والخالي من أي معنى أو التزام عملي، رداً على الورقة الكويتية العربية الدولية، التي حملها وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح إلى بيروت، متضمنة أفكاراً واقتراحات هدفها «إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج»، كذلك لم تكن الدول الخليجية والعربية الشقيقة، في حاجة إلى سماع تلك المواقف الإنشائية، كتكرار الرئيس ميشال عون الحديث عن ترحيب لبنان بأي تحرك عربي، من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية مع دول الخليج العربي، والتزامه باتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. عملياً قبل أن يصل بوحبيب

لبنان أيقونة عربية أم نسخة حوثية؟

ماذا سيحمل وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، اليوم (السبت)، إلى الكويت، ليسلمه إلى نظيره الدكتور ناصر المحمد الصباح، على هامش المجلس الوزاري العربي التشاوري، رداً على الرسالة الكويتية العربية الخليجية الدولية، التي حملها الصباح في 23 الشهر الحالي وسلمها إلى رؤساء الجمهورية والنواب والحكومة، والتي تضمنت إجراءات وأفكاراً مقترحة، في سبيل إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج والدول العربية واستطراداً مع دول العالم؟ يمكنني الجزم أنه لن يحمل شيئاً مفيداً، يرد على بنودها التي تستند في جوهرها إلى اتفاق الطائف وهو دستور لبنان، وقرارات الشرعية الدولية 1559 – 1701 – 1680، وقرارات جامعة الدول العر

كرة ثلج شيعية ضد ثنائية الحزب والحركة!

كانت مجرد تغريدة «تويتر» قبل أيام، جاءت من علي حمادة، نجل رئيس مجلس النواب الراحل صبري حمادة، لكنها بدت مميزة في سياق كرة الثلج الشيعية، التي تتنامى سريعاً في وجه هيمنة «حزب الله» و«حركة أمل»، أولاً على الطائفة الشيعية في لبنان، وثانياً على القرار اللبناني بسطوة السلاح، وثالثاً على المسار السياسي، الذي لطالما عطّل الدولة والحكومات، وقمع بالقوة المعارضات التي برزت وتبرز في البيئة الشيعية، كما في غيرها على ما حصل بعد قيام ثورة «17 تشرين» عام 2019. يقول حمادة في تغريدته «على وسائل الإعلام ورجال السياسة أن يتوقفوا عن استعمال كلمة (الثنائية الشيعية) للإشارة إلى (حزب الله) وحركة أمل، وكأنهم بهذا يري

حوار الغرقى في قاع تايتانيك!

ليست المأساة أن الرئيس ميشال عون انتظر 5 أعوام ونيف ليدعو، وهو على حافة نهاية عهده، إلى عقد «مؤتمر للحوار الوطني»، بينما كان في وسعه أن يباشر عهده، الذي بدأ بعد فراغ رئاسي هندسه «حزب الله» واستمر عامين ونصف العام، بالدعوة إلى مثل هذا المؤتمر، وليست المأساة أن يدعو إلى الحوار الوطني، في حين يعجز عهده «القوي» عن عقد اجتماع لمجلس الوزراء الذي يعطّله «حزب الله»، متمسكاً بإزاحة القاضي طارق البيطار، المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت، ما يعني تعطيل السلطة القضائية بعدما شلّ السلطة التنفيذية. وليست المأساة أن عهده أيضاً عجز عن تنفيذ ما قرره «مؤتمر الحوار الوطني» السابق حيال حماية علاقات لبنان م

«كرّت السبحة» فقامت قيامته؟

في المحصّلة السياسية كان من الطبيعي أن ترتد الاتهامات التي ساقها الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله إلى المملكة العربية السعودية وقيادتها، في الذكرى الثانية لمقتل قاسم سليماني، موجة عارمة من التنديد والإدانة والاستنكار الشامل وغضباً موجهاً إلى «حزب الله» وإلى إيران. يبدو أن نصر الله كان يتوقع كل هذا السيل من الردود السياسية والحزبية والشعبية الرافضة والمستهجنة عليه، ولهذا قال في خطابه: «أعرف أنه ستقوم القيامة بكرا»، طبعاً رداً على اتهاماته، بما يعني ضمناً أنه يدرك أن هناك إجماعاً لبنانياً يتسع ويتعمق، رافضاً كل سياق المسار الإيراني الذي ينفذه «حزب الله»، وكل سياسة توجيه الاتهامات والافترا

قاتل الملايين «شخصية» العام البائس؟

يقفل العام مرة ثانية على سوريالية مخيفة، عندما تبدو كل دول العالم مثل كرة قدم تتقاذفها متحورات متلاحقة، يوزعها لاعب قاتل لا يُرى بالعين المجرَّدة، وهو جائحة كورونا، التي تجهد لتدخل التاريخ الإنساني التاعس، من بوابات الأوبئة المميتة مثل الإنفلونزا الإسبانية التي قتلت 40 مليون إنسان، فلقد قتل «كورونا» حتى الآن 5.4 مليون إنسان، وأصاب حتى الآن 280 مليوناً، آخرهم مليون يوم الأربعاء الماضي، ووضع المصابين في المستشفيات التي لم تعد تستوعب، والمجتمعات وراء الكمامة، والإنسان في الوحدة والابتعاد عن الآخرين، وأخيراً بأن يزرع رقاقة بحجم حبة الأرز تحت الجلد، لتكون هويته الثانية الضرورية التي تبيّن أنه تلقى

دبلوماسية التوبيخ لقادة بلد ينازع؟

ليس واضحاً لماذا اختار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن يعلن أن لبنان آخر بلد يزوره هذه السنة، وهو ما قد يدفع إلى التساؤل: هل هي زيارة لإلقاء النظرة الأخيرة على بلد ينازع، بعدما كان شريكاً فاعلاً في إنشاء منظمة الأمم المتحدة، أو كان، كما أشار في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، من أن الكثيرين يعتقدون أن لشبونة عاصمة البرتغال تأسست على أيدي الفينيقيين، بما قد يعني ضمناً أن أحفادهم اللبنانيين ضيعوا الطريق، ويعكفون على تدمير لبنان، «الذي يواجه وضعاً يفطر قلبي». لكن غوتيريش يعرف جيداً المأساة التي تضرب لبنان واللبنانيين، وأن لا شيء يفطر قلب أحد من المنظومة السياسية الفاسدة، التي تواصل تدمير