خليل رشاد
كاتب ومحلل سياسي مصري

المصريون ورئيسهم.. السياسة تتنحى

حسم المصريون أمرهم، وانتخبوا رئيسهم لسنوات أربع مقبلة، ربما كانت هي الأصعب في تاريخهم المعاصر. رسالة المصريين للعالم جاءت واضحة وبسيطة: أهل مكة أدرى بشعابها، ولا بديل عن إعادة الاعتبار للوطن والمواطن بعد عقود من تجريف طال كيان الدولة وأنهك مؤسساتها، ومعاناة طالت من أداء سياسي مرتبك، وفوضى، وغياب أمني استنزف الاقتصاد على مدى أكثر من ثلاث سنوات، في أعقاب ثورة أطاحت نظام حكم تهاوى تحت وطأة مظاهر الفساد والاستبداد، ثم أكملت دورتها لتطيح حكما بليدا آخر لم يستوعب الدرس. أدرك المصريون ما يواجه بلدهم من تحديات، وهم يرقبون بلدانا تتهاوى من حولهم مثل قطع الدومينو.

محنة السياسة.. النخبة الافتراضية

لن يطول الأمد قبل أن يهدأ غبار الانتخابات الرئاسية في مصر، ليجد الجميع أنفسهم مجددا في مواجهة تحدي أن المجتمعات التي تنشد التغيير حقا لا تقف بانتظار ما يجود به حكامها من وعود أو إشارات، وأن رهانها الحقيقي هو قدرة القوى السياسية وقوى المجتمع الحية على الفعل، لا الوقوف على أبواب الرجاء أو الهجاء، أو البكاء. هنا تكمن «محنة السياسة» ويتجلى «بؤس النخبة» في المشهد السياسي بعد أكثر من ثلاث سنوات على ثورة فتحت آفاق المستقبل لبناء مصر الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني، وهو ما أكده المصريون مجددا بما أظهروا من حيوية متجددة ووعي يقظ وعزم لا يلين لتخطي أي تحديات تعترض حلمهم ف