حمد الماجد
كاتب سعودي وهو عضو مؤسس لـ«الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية». أستاذ التربية في «جامعة الإمام». عضو مجلس إدارة «مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات». المدير العام السابق لـ«المركز الثقافي الإسلامي» في لندن. حاصل على الدكتوراه من جامعة «Hull» في بريطانيا. رئيس مجلس أمناء «مركز التراث الإسلامي البريطاني». رئيس تحرير سابق لمجلة «Islamic Quarterly» - لندن. سبق أن كتب في صحيفة «الوطن» السعودية، ومجلة «الثقافية» التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في لندن.

فرنسا: انتصر اليمين المتشدد ولو انهزم

كل التيارات اليمينية المتشددة في الدول الغربية ما زالت تحقق انتصارات ويتوسع نفوذها وتتغلغل وتتغول، صحيح أن هذا التيار العنصري المتطرف يخسر معارك كخسارة اليمينية المتشددة مارين لوبن أمام ماكرون، لكنه بالتأكيد لم يخسر الحرب، بل إن حال اليمين المتشدد في أوروبا كحال النازية في ألمانيا التي خسرت معارك مع خصومها، لكنها في النهاية انتصرت في الحرب لكنها كانت كالريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم، وهذا ما يخشاه العالم من اليمين المتشدد. ماكرون فاز بنسبة مريحة، ولكن لا ننسى أن طروحات ماكرون في حملته الانتخابية بل ومواقفه من الأقليات العرقية والدينية أثناء فترة رئاسته الأولى لفرنسا، خصوص

تراويح «تايمز سكوير» خطأ

استجاب مئات المسلمين الأميركيين وتجمعوا في «تايمز سكوير» أشهر ميادين نيويورك التجارية والسياحية لإقامة صلاة التراويح، وامتزجت تلاوة القرآن الكريم بصخب الميدان وموسيقى الدعايات التي تبثها شاشات ضخمة يتخللها استعراض الفاتنات. وبكل شفافية ومع التقدير للذين اشتعلت عاطفتهم الدينية وحسنت نواياهم وابتهجوا لهذا المشهد الرمضاني النيويوركي اللافت، فإن الموضوع يحتاج إلى دراسة عقلانية هادئة تنظر إلى أبعاد الحدث ومآلاته وأعراضه الجانبية، ولا تجرفها العواطف والمكاسب الآنية السريعة. الغاية التي أراد تحقيقها منظمو هذه المظاهرة التراويحية هي «شرح دين الإسلام لكل من لا يعرف ما هو الإسلام...

بشِّروا ولا تنفِّروا

في ليلتين رمضانيتين متتاليتين صليتُ العشاء والتراويح في مسجدين يمثل الإمامان في صلاتهما مدرستين مختلفتين في تخفيف الصلاة أو الإطالة فيها، أحد الإمامين خفَّف في صلاته فلا تكاد تتجاوز التسليمة الواحدة في صلاة التراويح 6 دقائق، والإمام الآخر التسليمة الواحدة تكاد تلامس سقف الـ15 دقيقة، وغايات الإمامين نبيلة، غاية الإمام الأول التخفيف على الناس بغية ترغيبهم بالطاعات وتكثير عددهم في مسجده، والإمام الآخر غايته انتهاز فرص الموسم الرمضاني لحصد أكبر غلة من الأجر، والأجر على قدر المشقة. إذاً هي مسابقة رمضانية عفوية بين إمامين يمثلان مدرستين مختلفتين غايتهما الخير في شهر الخير وأساليبهما مختلفة، وأنا سأح

هجمات جدة وبصمة المجرم

إن الدخان المنبعث في سماء جدة الأسبوع الماضي، ليس أثراً للهيب نيران محطة أرامكو في جدة فحسب، بل أثر لبصمة الخمينيين في إيران، وهو ثمرة تقطفها إيران من تجنيد الأتباع وتأهيلهم آيديولوجياً وعسكرياً وإرهابياً في اليمن، على وجه التحديد، وفي دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، فلسنا سذجاً لنصدق أن «تشييع» الناس وتجييش عواطفهم تجاه آل البيت وثارات الحسين في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وكينيا، وحتى في عدد من العواصم الغربية والشرقية، ما هي إلا رسالة قم الإيرانية للعالم الأجمع بأن اكتساح آيديولوجيا الخمينية إنْ هي إلا استغلال من ملالي قم للعاطفة تجاه آل البيت لتجنيد وعسكرة أتباعهم ليكونوا طابوراً خ

حرب أوكرانيا بعيون عربية

شريحة من الشعوب العربية، ربما ليست صغيرة، ارتبكت وهي ترقب من كثب صراع «النوويين» المخيف على الثرى الأوكراني، بين الدول الغربية الراغبة في تمدد حلف الناتو شرقاً، وبين روسيا الطامحة إلى استعادة المجد السوفياتي بانتزاع مناطقه الغربية من فك الناتو، والشعوب العربية تدرك جيداً أنها وإن كانت تبعد آلاف الكيلومترات عن جبهات القتال الأوكرانية المشتعلة، إلا أن آلة الحرب النووية الفتاكة ذات التقنية الرهيبة قضت على شيء اسمه (البعد عن مرمى النيران)، وأمست هذه الشريحة العربية المرتبكة زائغة العينين مرفوعة الحاجبين إزاء الحرب الباردة التي «شعللها» طرفا الصراع؛ روسيا البوتينية بطموحها «القيصري» المتوثب، وحلف ا

بوتين المتلاعب بالأعصاب الغربية

بوتين هو الزعيم العالمي الوحيد الذي ينام هذه الأيام ملء جفونه عن شوارد مخططاته وما ينوي فعله و«يسهر الخلق جراها ويختصم»... صاحب العينين الزرقاوين الغامضتين هو الذي يرعب إذا تجهم، ويرهب إذا تبسم، ويخيف إذا هدد، ويُقلق إذا صمت. من وهج شخصية بوتين ودهائه أمسينا لا ندري هل قوته مستمدة من قوة روسيا المتنامية، أم إن روسيا قد تنامت قوتها من هيبة بوتين وصلابته وقياديته وغموضه؟ أم الأمر مزيج بين هذا وذاك؟ ولهذا يقول أحد كتاب موقع «يو إس نيوز»، واصفاً الرئيس الروسي، إنه «يجسد القوة».

مسلمو أوروبا... الانحناء للعاصفة

فيما يبدو أنها أحد مظاهر المنافسة المحتدمة مع اليمين الفرنسي المتشدد، وقبل مدة وجيزة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، قرر الرئيس الفرنسي المثير للجدل إيمانويل ماكرون، في 2 فبراير (شباط) 2022، مضاعفة دعم الحكومة الفرنسية للمدارس المسيحية في المنطقة العربية والشرق الأوسط إلى أربعة ملايين يورو،

الغايات الخفية من دعم إيران لـ«حماس»

لماذا تقدم إيران كل هذا الدعم لـ«حماس» والمقاومة الفلسطينية؟ هذا السؤال طرحه مؤخراً الإعلامي علي الظفيري في برنامج «اللقاء» على رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية.

ما قبل الحرب مع إيران

في مقاله الأخير «الحرب مع إيران: الاحتمال الأقرب»، قال ‏الزميل عبد الرحمن الراشد: «أرى أننا، في المنطقة، سندخل مكرهين في حرب مباشرة مع إيران، وعلينا أن نفكر دفاعياً لليوم الصعب»، وفي تقديري أننا قبل أن نقرر الدخول في هذه الحرب يجب على دول المنطقة المستهدفة من إيران، أن تتفقد تماسك جبهتها وقوة علاقاتها وجودة تنسيقها، لأن إيران الخمينية تلعب على وتر خلخلة جبهات خصومها وقد قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق هذه الغاية، فالخلافات بين دول المنطقة تمثل إكسير الحياة للتمدد الإيراني، فتمارس إيران لعبتها بين تناقضات وخلافات الدول المستهدفة، ولهذا خطت السعودية خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح حين غيرت تكتيكاتها فأقد

الزهار و«حماس»... ثناء شاذ لسليماني!

ما رأي قادة «حماس» لو عكسنا المعادلة وافترضنا أن جنرالاً إسرائيلياً تكتيكياً استراتيجياً ساند المقاومة الجماهيرية السورية بالمال، وهَربَ لهم العدة والعتاد، لتخليصهم من نير البطش والتقتيل والتشريد، ثم بعدها أثنى أحد قادة المعارضة السورية على الجنرال الإسرائيلي وعلى وقفته الصلبة معهم، ولما سمع قادة المعارضة السورية بهجوم بعض الفلسطينيين على الثناء على الجنرال الإسرائيلي وصف موقفهم بالشاذ؟