د. زياد العسلي
رئيس منظمة فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين

لكي لا نسأل كيف خسرت أميركا مصر

لم يبق من عجائب العالم القديم غير أهرامات الجيزة الفرعونية تقف شامخة بعد نحو 4500 سنة. عسكرت تحت ظلالها جيوش الفرس والإسكندر والروم والعرب والهكسوس والعثمانيين والإنجليز. وهناك حيث تنصهر حضارات آسيا مع أفريقيا ودول البحر المتوسط في بوتقة مصر، خاطب نابليون (1798) جنوده خاشعا: «يا جنود فرنسا.. أربعون قرنا تُحدّق بكم». هذه مصر أفريقيا التي ولد من رحمها العالم يحوم على أطراف أهرامها شبح ثقيل يُخاف منه عليها. في موسكو قال المشير عبد الفتاح السيسي إن مصر فيها مشاكل «ضخمة وكبيرة»، محذرا من تكرار السيناريو اليمني والعراقي والليبي والسوري في البلد. فأي دركٍ يُراد لمصر أن تنتهي إليه؟..

إنها ثورات مدنية

لم يكن الوعي العربي الذي عانى من التهميش والإقصاء يتمتع بكامل قدراته العقلية عندما شن ثوراته التي تهاوت تحت ضرباتها أنظمة الاستبداد. فليس غريبا إذن أن تأتي النتائج على غير ما تشتهي شعوب هذه الدول، وأن يلد ما يُدعى بـ«الربيع العربي» حروبا أهلية يتساقط فيها العشرات وربما المئات من القتلى يوميا في ليبيا ومصر واليمن وسوريا، وأن يفيض وعاء الاحتراب من دول «الربيع» ليصبّ زيته على نار لبنان والعراق. سوريا تكاد تتحول إلى أفغانستان بعد أن اختلط فيها حابل تواطؤ نظام الأسد الدموي المدمر مع «داعش» وحزب الله بنابل خليط جماعات مسلحة تجاوز عددها 1600.