صالح القلاب

صالح القلاب
كاتب أردني. وزير إعلام ووزير ثقافة ووزير دولة سابق، وعضو سابق في مجلس أمناء المجموعة السّعوديّة للأبحاث والتّسويق.

سليماني مجرد قاتل

في مثل هذه الأيام، قبل عام، أي يوم الجمعة الثالث من يناير (كانون الثاني) السنة الماضية، أعلنت الولايات المتحدة مسؤوليتها عن مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بغارة صاروخية قرب مطار بغداد، ومعه العراقي أبو مهدي المهندس، القيادي في الحشد الشعبي، بينما كانا عائدين من جولة عسكرية تشمل سوريا ولبنان.

الرد على الإرهاب الإيراني مكانه إيران

ما جرى في العراق مؤخراً، وما بقي يجري، منذ أن تضاربت وتصادمت المعادلات، وأصبحت هناك قوة إيرانية متفوقة، على أن المفترض أنها الشرعية العراقية، بات القرار العراقي في كل شيء قرار التنظيمات المذهبية، ليست التابعة لـ«الولي الفقيه»، وإنما لـ«الحرس الثوري الإسلامي»... وبالفارسية «سباه باسداران انقلاب إسلامي»، وقائده اللواء حسين سلامي، والحقيقة مع الأسف الشديد أنه هو صاحب القرارات الحاسمة، ليس في العراق فقط، وإنما أيضاً في سوريا، التي لا تزال ترفع، من قبيل الضحك على الذقون، شعار «أمة عربية واحدة...

لا حلَّ إلا بدولة فلسطينية مقابل الدولة الإسرائيلية

إذا صَحَّ أنّ الرئيس محمود عباس قد أصدر توجيهاً أو «قراراً» بعد زيارته الأخيرة لإحدى الدول الخليجية بوقف أي هجومٍ إعلامي على الدول العربية «المُطبّعة»، والحقيقة أنّ مثل هذا التوجيه أو هذا القرار كان قد صدر مبكراً قبل عودة السفيرين الفلسطينيين إلى أبوظبي والمنامة؛ مما يعني أنه قد استجدّت معطيات إيجابية بعد «الخطوة التطبيعية» المغربية وبعد اتصال العاهل المغربي الملك محمد السادس بالرئيس الفلسطيني، والتأكيد على أنَّ موقف المملكة المغربية من قضية فلسطين لن يتغير، وأنَّ الرباط ستبقى مع حقِّ تقرير المصير للشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقي

سوريا لم تعد سوريا واستعادتها تحتاج لسنوات طويلة!

كان قد تردّد قبل أيام معدودات، ومن دون أي «تفاصيل»، أنّ هناك فكرة أو تفكيراً لدى بعض العرب لـ«تعويم» بشار الأسد ونظامه ودعمه للسيطرة على بعض مناطق ومدن سوريا الرئيسية ولملمة الأوضاع المشتَّتة بهذا البلد العربي الذي بات ممزَّقاً ويخضع لاختلالات كثيرة من بينها احتلال وسيطرة بعض التنظيمات الإرهابية كـ«داعش»، إضافة لبعض الدول القريبة والبعيدة كتركيا وبالطبع إسرائيل وإيران وروسيا، وكل هذا في حين أنّ الجيش السوري عبارة عن مجموعات مفكّكة وليس قوة قتالية موحدة، وذلك مع أنّ هناك هيئة أركان من ثلاثين ضابطاً كبيراً يمثلون خمس جبهات في «القطر العربي السوري» الذي وفقاً لمنظمة العفو الدولية، وقبل سنوات باتت

إردوغان ذاهب بتركيا إلى الانشطار لا إلى الدولة العثمانية!

حتى قبل أنْ تنفجر في وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مشكلة صفقة صواريخ (S - 400) الروسية، التي بادرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى إدانتها على اعتبار أن تركيا عضوٌ رئيسي وفاعلٌ في حلف شمال الأطلسي، فقد لجأت واشنطن إلى تهديد تركيا بعواقب وخيمة، وحيث كانت قد سادت قناعة لدى الأتراك وعلى نطاق واسع وبمعظم أحزابهم الفاعلة، بأنّ نهاية رجب طيب إردوغان السياسية باتت قريبة، وأنّ هذا البلد، الذي كان ولا يزال يحتلُّ مكانة إقليمية ودولية في غاية الأهمية، بات يمرُّ بمرحلة تخبّطٍ خطيرة بالفعل إنْ على الصعيد الدولي والإقليمي وأيضاً إنْ على الصعيد الداخلي، وأنه بات يواجه أكبر أزمة طاحنة في تاريخه من

العرب والأطماع الإيرانية وخندق المواجهة

حتى لو بقي «الحوثيون» يصدرون بلاغاتهم العسكرية وبياناتهم السياسية باسم عبد الملك الحوثي، كما كانوا يُصدرونها باسم شقيقه، الذي قُتل مبكراً، فالمؤكد وهذا بات معروفاً للقاصي والداني، كما يقال، أن هذه الحرب إنْ ضد الشعب اليمني وقواه وتنظيماته السياسية وإنْ ضد المملكة العربية السعودية هي حرب إيرانية كانت قد بدأت باكراً، وأنّ الإيرانيين يسعون سابقاً ولاحقاً لتحويل البحر الأحمر إنْ ليس لهم فتحت سيطرتهم بدءاً بقناة السويس المصرية وانتهاءً بمضيق باب المندب الذي بقي يشكّل ممراً مائياً «استراتيجياً» على مدى حقب التاريخ، ويصل هذا البحر الذي كان يسمى «بحر القلزم» بخليج عدن وببحر العرب وبالطبع بخليج هرمز ال

عباس بادر لتغيير الاتجاهات استقبالاً لبايدن والمستجدات الأميركية!

خلافاً لما كانت عليه الأوضاع سابقاً فإنّ الأسبوع الماضي كان حافلاً بالفعل بالمستجدات الفلسطينية «المفاجئة» التي لم يكن بعضها متوقعاً على الإطلاق، وأولها أنّ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) قد فاجأ حتى بعض كبار زملائه في القيادة بإعادة العلاقات التي توصف بأنها «تنسيقيّة» مع إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل نحو ستة أشهر فائتة وأنه قد بادر وعلى نحو مفاجئ أيضاً إلى إعادة السفيرين الفلسطينيين إلى كلٍّ من أبوظبي والمنامة واللذين كانا قد تم سحبهما بعد تبادل العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مع الدولة الإسرائيلية.

السعودية والعراق... «الخطوة» الرائدة

عندما يدعو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى ضرورة الحزم الدولي تجاه التدخلات الإيرانية في المنطقة، واتخاذ موقف قومي تجاه إيران لمنعها من الحصول على أسلحة دمار شامل وتطوير برنامج الصواريخ الباليستية، وتهديد السلم والأمن في الدول القريبة والبعيدة، فإنَّه، وبالتأكيد، يقصد تدخل «دولة الولي الفقيه» الاحتلالي في أربع دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان واليمن، وإنه يعني أن طهران تسعى، وعلناً، للهيمنة على هذا الجزء من الوطن العربي وإلحاقه بها، ليس مذهبياً فقط؛ وإنَّما أيضاً سياسياً وجغرافياً وعلى غرار ما كان عليه الوضع في فترات سابقة؛ إنْ في عهد الشاه رضا بهلوي، أو عهد ولده محمد رضا

هوى «حماس» ليس فلسطينياً وهنية يتراجع عن الوحدة

كما توقع كثيرون، ومنذ البدايات، فإنَّ ما يمكن اعتباره شهر عسل سياسياً وتنظيمياً بين كل من «فتح»، ومعها منظمة التحرير والسلطة الوطنية، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم يدم طويلاً، فهذه الحركة، التي جاءت متأخرة كثيراً بعد انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وذراعها العسكرية قوات «العاصفة»، على أساس أنها الذراع العسكرية للإخوان المسلمين، ما لبثت أن قامت بانقلاب عسكري في عام 2007 بدعم دولة قطر وبعض الدول الأخرى، ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) والسلطة الوطنية وكل التنظيمات والقوى التابعة لها، فأصبح هناك كيانان فلسطينيان؛ كيانٌ في قطاع غزة وكيانٌ في الضفة الغربية. لكن هذا التباعد بين «فتح

«البعث» دمره أصحابه في سوريا وفي العراق!

بعد 17 عاماً من المطاردة، تمّ الإعلان فجر يوم الاثنين الماضي عن وفاة نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي تم إعدامه في 30 ديسمبر (كانون الأول) عام 2006، عزت إبراهيم الدوري، حيث يقول البعض إنه توفي بإقليم كردستان العراقي الذي كان أمضى فترة اختفائه هذه فيه لدى الطائفة الإسلامية «النقشبندية» نسبة إلى «أبي العباس النقشبندي»، ويقول البعض الآخر، وهذا غير وارد على الإطلاق، إنه ربما توفي في السودان، حيث إن تنظيم حزب البعث «السوداني»، الذي يبدو أنه لا يزال متماسكاً حتى الآن، هو الذي أعلن وفاته، وأعلن أنه يتقبل التعازي في هذه الوفاة. وبالطبع، رغم أنّ «بقايا» البعثيين، في العراق وفي الأردن وفي لبنا