روبرت كاغان

روبرت كاغان

تطهير فوضى أوباما في سوريا

تعد الضربات الصاروخية الأميركية ضد سوريا الخطوة الحاسمة الأولى نحو حماية المدنيين العزل من تهديد الأسلحة الكيماوية، ويستحق الرئيس دونالد ترمب الثناء والشكر للقيام بما رفضت إدارة الرئيس الأسبق أوباما القيام به من قبل. ولكن عملية الخميس الماضي لا بد أن تكون بمثابة الخطوة الأولى في حملة موسعة لا تهدف فقط إلى حماية الشعب السوري من وحشية نظام الرئيس بشار الأسد، ولكن لعكس اتجاه المنحنى المتدني لقوة ونفوذ الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.

هناك شيء خاطئ للغاية لدى ترامب

يتساءل المرء عما إذا كان زعماء الحزب الجمهوري قد بدأوا يدركون أنهم ربطوا مصيرهم ومصير حزبهم الكبير برجل يعاني اضطرابات أو اختلالا في شخصيته. ويمكننا ترك الحكم في ذلك للمختصين ليحددوا بالضبط توصيفا مناسبا لحالة الرجل. ما الداعي لتشويه سمعة والدي الجندي الذي قضى نحبه في خدمة بلاده في العراق؟ وما الداعي لاستمرار حملة التشويه الغريبة لمدة أربعة أيام؟ وما الداعي لمهاجمة سجل أحد كبار جنرالات الجيش الأميركي الذي قاد قوات بلاده في أفغانستان؟ ولماذا السخرية من مكانة العمدة الأسبق لمدينة نيويورك؟

كيف تصل الفاشية إلى أميركا؟

تعد محاولة الحزب الجمهوري التعامل مع دونالد ترامب على أنه مرشح سياسي عادي محاولة مثيرة للضحك، إن لم تكن تشكل خطرا على الجمهوريين أنفسهم، فإن أعرب الرجل، مؤكدا فحسب، على مبادئ الحزب الذي ينتمي إليه، لكفاه ذلك كل شيء. ومع ذلك، فإن ظاهرة ترامب لا تمت بأي صلة للسياسية أو الآيديولوجية، كما أنها لا تمت بصلة للحزب الجمهوري، فيما عدا دورها التاريخي بصفتها حاضنة لذلك التهديد الاستثنائي للديمقراطية الأميركية. فقد تجاوز ترامب الحزب الذي أخرجه لنا، ولم يعد الجيش الغفير من مؤيديه يـأبه بالحزب؛ لأنه لم يحتضنه بشكل كامل وفوري، وبسبب قلة أعداد السياسيين والمفكرين البارزين ممن لا يزالون يقاومونه.

أميركا بحاجة لمناقشة مفهوم استخدام القوة

هل كانت حرب العراق الخطأ الاستراتيجي الأكبر خلال العقود الأخيرة، كما قال بعض المنتقدين أخيراً؟ الإجابة البسيطة على ذلك هي لا. إذ ينسب ذلك إلى الإخفاقات في اتخاذ خطوات ضد تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن قبل الهجمات التي أودت بحياة نحو 3 آلاف أميركي على التراب الأميركي في 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وإذا رجع المرء عدة عقود إلى الوراء فهو الفشل في إيقاف هتلر في أوروبا وتجنب الحرب مع اليابان. إنها إخفاقات تتضاءل أمامها حربا العراق وفيتنام من حيث النتائج المأساوية والخسائر في الأرواح والأموال. وهنا يكمن اللغز.