مارك لوكوك
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة

لنعمل معاً لتجنّب المجاعة الوشيكة في اليمن

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، في 4 فبراير (شباط) 2021، الموقف الأميركي الجديد بشأن اليمن، الذي سيركز على حل دبلوماسي للصراع وتخفيف معاناة الشعب اليمني. وتمثل مبادرة بايدن هذه أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب. الكرة الآن في ملعب الأطراف اليمنية. ويقع على عاتق الحكومة اليمنية، وكذلك الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي وحلفائهم وشركائهم، قرار انتهاز هذه الفرصة، وعلى حلفائهم الإقليميين دفع الجميع لفعل الشيء الصحيح. يترنَّح اليمن على حافة الهاوية. فقد أدَّت ست سنوات من الصراع إلى مقتل آلاف المدنيين وتدمير الاقتصاد والقطاع العام.

أزمة العالم الإنسانية في 2021

هناك اختيار واضح يواجهنا؛ إما أن نجعل عام 2021 نقطة تحول مفصلية، سنة التضحية بأربعين عاماً من تقدم الإنسانية، أو يمكننا بذل الجهد والمال، لنعود بكل شيء إلى مساره الصحيح. ولقد تحقق التقدم؛ لأن مختلف الدول وضعت استثماراتها في مجالات التعليم واللقاحات والرعاية الصحية وتحقيق المساواة الاجتماعية.

أمَلي تجاه اليمن

التقيتُ في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بطفل صغيرٍ مميّزٍ يُدعى فواز، وذلك في مستشفى في عدن في اليمن. عمرُه 18 شهراً ووزنه يزيد قليلاً عن أربعة كيلوغراماتٍ. يُعاني فواز من سوء تغذية حادّ، وهو يُقيم في المستشفى منذ أكثر من شهر، وبالكاد يحتمل الحليب العلاجي الذي يُعطى إليه. وعلى الرغم من كل ذلك، فهو مثابرٌ، عازمٌ على العيش. وبصمتٍ مُطبق، تمكث رُقيّة، والدة فواز، بجانب ابنها ليل نهار، تترقّب حالته للتأكّد من صموده. لم يستجب فواز لنوعين مُستخدمين من الحليب العلاجي على غرار معظم الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.