د. عبد الوهاب الروحاني

د. عبد الوهاب الروحاني
* رئيس مركز الوحدة للدراسات الاستراتيجية وزير ثقافة يمني سابق

اليمن: حكومة بحاح.. فرصة جديدة للأمل!

بعد أن نالت الحكومة اليمنية الجديدة، برئاسة خالد بحاح، ثقة مجلس النواب، الأطول عمرا في تاريخ المجالس النيابية أو البرلمانات العربية والعالمية، وبعد أن خضع برنامجها، في جزء منه، لنقاشات ساخرة وحامية تحت قبة البرلمان، لا بد للحكومة أن تفكر جيدا في آلام الناس ومعاناتهم وظروفهم المعيشية، وتعمل بشيء من الجدية للقضاء على الأوجاع التي تمس الكرامة والسيادة الوطنية. فالمهم هنا ليس في منح الحكومة الثقة، ولا في نوعية برنامجها المقدم للبرلمان، ولا في النقاشات التي دارت حوله، فتلك إجراءات روتينية تتكرر عند تشكيل الحكومات وتقديم برامجها، ولكن المهم هو ما الذي في إمكان الحكومة فعله بعد نيلها الثقة..

بين المشروع الوطني.. وخلافات المؤتمر والرئيس هادي..!

لم تختف المشاريع الوطنية في التاريخ اليمني القديم والمعاصر إلا بالتدخلات الخارجية، التي جلبت معها مشاريع التقسيم والاقتتال وظهور الدويلات الصغيرة، منذ محاولة الغزو الروماني لليمن (24 ق.م)، ومرورا بالاحتلال الحبشي (525م) ثم الفارسي الذي جاء على إحياء وإثارة النزاعات الدينية المسيحية - واليهودية حتى الاحتلال العثماني (ما بين القرن السادس عشر ومطلع القرن العشرين)، الذي لعب بدوره على ورقة الصراعات المذهبية والعرقية، وإلى الاحتلال البريطاني (1839 - 1967)، الذي مزق الجنوب وتركه موزعا بين 23 سلطنة ومشيخة وإمارة متقاتلة، واستخدم الورقة المذهبية أيضا في علاقته مع الشمال الذي ظل هو الآخر موزعا بين ولاءا

العقدة اليزنية.. ورحلة البحث عن المنقذ..!

لم يخطئ القاضي عبد الرحمن الأرياني، ثاني رئيس جمهورية بعد ثورة سبتمبر (أيلول) 1962، عندما قال في ستينات القرن الماضي بأن «الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة»، ذلك لأن التحزب على الطريقة اليمنية لا ينطبق عليه أكثر من توصيف كهذا، فالأحزاب السياسية اليمنية باتجاهاتها المختلفة (قومية - اشتراكية - دينية) بدت خلال العقود الماضية مقيدة بتوجهات وتوجيهات خارجية. فصنعاء في الأربعينات كانت مشغولة بالقيادي الإخواني الجزائري الفضيل الورتلاني وبأفكار وتوجهات حسن البناء، التي صارت فيما بعد جزءا من ثورة 1948، وبعد ثورة سبتمبر 1962، كانت كل قرارات صنعاء مرتبطة بالقاهرة، لدرجة أن بعض خطابات الرئيس السلال رحمه

مشكلة الرئيس هادي..!

منذ اللحظة الأولى لتولي الرئيس هادي مقاليد الرئاسة في البلاد، انشغل كثيرا باللعب على التناقضات بين الأضداد والخصوم السياسيين وإثارة الأحقاد ونوازع الانتقام عند أصحاب الثارات أملا في التخلص منهم جميعا «للتفرغ لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة» - كما يكرر دائما في خطاباته - وإخلاء الملعب ليبقى هو اللاعب والناظم الوحيد للعملية السياسية، دون أن يتنبه إلى عواقب الفراغ الذي لا يمكن معه أن يستقيم اللعب، فقواعد اللعبة في الظروف المعقدة التي يعيشها اليمن تقتضي الإبقاء على لاعبين - وإن ضعفاء - ليسهل معهم تبادل تمرير الكرات وتسديد الضربات، تماما كما هو في كرة القدم هو في السياسة أيضا. ولعل الرئيس هادي

صنعاء.. بين غياب الدولة وهوس التقاسم!

أغرب ما يجري في اليمن، أن المؤسسة الرسمية في واد ومجريات الأحداث وواقع الحياة العامة ومعاناة الناس في واد آخر..